الفصل الثامن والثلاثون

314 13 0
                                    

الفصل الثامن والثلاثون ....

(تخاذل وعودة)

طوال الطريق سامر يتطلع امامه بلا هدف ولا تركيز وعيونه المتشعبة بالشعيرات الدموية تكاد تدمع من صدمته بها .... لماذا يا سجى؟
كيف تقدرين على ايذائي هكذا؟
كيف تفكرين؟ معقول الملاك يتحول الى شيطان فجأة؟
جذب هاتفه بأنامل مضطربة وطلب رقمها
ردت عليه وبنبرة متلهفة: "حبيبي انا اسفة كدت اعرضك للموت اسفة"
خفقت اهدابها عندما جاءها صوته الفاتر: "اريد ان اراك .... الان"
ابتلعت ريقها وتطلعت برشا قائلة بهمس: "الان؟ لكن"
سامر وبإصرار: "الان يا سجى"

بقي مروان مستلقيا على الأرض يتلوى من الألم لكن الألم الذي يعصر قلبه اشد وجعا وأكثر ايلاما لنفسه .... هكذا اذن!
سجى فرطت بنفسها من اجله وهدرت شرفها وشرف أهلها على يديه!
لوثت نفسها وقلبها وجسدها بوحل الرذيلة والدنس ونحن لا نعلم كالمنكبين على وجوهنا وغشاوة على اعيننا اعمتنا عما يجري من وراء ظهورنا عما تفعله ابنتنا في الحرية التي منحناها بحسن نية وثقة عمياء لم تحترمها .... لم تحترم نفسها ولا أهلها
لم تهمها العواقب ولم تدرك جسامة ما أقدمت عليه في سبيل ذلك الوغد الشيطان
وانا المغفل الذي استدرجتني وخدعتني عينيها بسحرهما البريء الحزين واستخدمتني لغرض دنيء لهدف وسخ بداخلها
هدف يقربها من سامر على حسابي
على حساب مستقبلي الذي لا يهمها
كادت ان تضيعني الملعونة لولا ستر الله علي ولطفه بي
كل ذنبي انني عشقتها وقدمت كثير من التنازلات لأجل عينيها رغم انني
كنت اعرف بحبها له
تغاضيت مجبر وتناسيت مرغم
وحاولت ان اشفي جرحها منه بقلبي الجريح منها حاولت ان اعوضها وانسيها هجره واستخفافه بها باهتمامي
لم اعلم انها لا تستحق
لم اعلم انها خائنة خانت الثقة والاهل والكرامة والسمعة خانت نفسها قبل كل ذلك
وذلك الحيوان صنت عرضه لتوي وانقذت زوجته وطفله من مصير اسود
وهو مقابل ذلك كان غدار ويطعن بعرضنا وشرفنا وبظهرنا كل السنوات؟
لست رجل يا سامر الهلالي كل افعالك وانتهاكك وتنصلك يدل على إنك ناقص الرجولة والضمير وعلاج امثالك .... القتل.
.................................................. ..............................
التهبت عينين رشا وانفاسها وهي تسترجع ما قالته سجى التي خرجت لتوها
"يريد ان يراني الان وفي الشقة"
وستذهبين؟ الا تخشين من مراقبة عصام؟"
"هذه مهمتك يا رشا .... ارجوك ساعديني اشغلي عصام بأي وسيلة"
"كيف؟....أ .... انت مجنونة يا سجى وتخاطرين"
"عندما اخرج من هنا اكيد سيتبعني حينها سأعود الى البيت واجعله يطمئن وانت اتصلي به واطلبي مقابلته"
"لكن بأي ذريعة اطلبه واقابله؟ اكيد سيشك بشيء و"
"قبل يومين فاتحني بموضوعك وطلب مني ان اصارحك بمشاعره .... عصام يحبك ويريد ان يطلب يدك واكيد سيطير من الفرحة عندما تفاجئينه باتصال .... قولي له انني كنت عندك لأخبرك عن ذلك الامر وإنك تريدين رؤيته لتخبريه عن رأيك بالموضوع بصراحة .... اكيد انت موافقة .... اخبريه إنك تريدين ان تعرفينه أكثر .... الست رفيقتي وتهمك مصلحتي كما تقولين دائما؟ .... قربي المسافات بيني وبين سامر لنتزوج وانا بدوري أفكر بمصلحتك وزواجك من اخي غاية الصواب ارجوك ارجوك اريد رؤية سامر اليوم قلبي سينفطر من اشتياقي له واشك انه طلبني بإلحاح ليخبرني عن قراره بالعودة الي لانه اكتشف انه لا يقدر ان يكمل بدوني"

خلف قضبان الاعراف لكاتبة هند صابرWhere stories live. Discover now