الفصل السابع والثلاثون

297 12 0
                                    

الفصل السابع والثلاثون ....

(طعنة بالظهر)

راقبت ندى خطواته وهو يخرج وبسرعة نهضت وغيرت ملابسها بدورها وقلبها يحذرها من القادم لكنها مضطرة ان تذهب يجب ان تخرج وتطلعت بالعنوان وتنهدت.
أغلقت ازرار فستانها الأصفر ببطء وهي تتطلع بالمرآة بشرود وبداخلها مترددة من الخروج من القصر والذهاب للموعد خاصة انها اليوم متعبة جدا والدوار مسيطر عليها
بإمكانها ان تتجاهل الامر وتتناساه وتجنب نفسها عواقب خروجها دون علم سامر او حتى اذنه
لكن لا تعلم لماذا لديها إصرار غريب لتلك المقابلة!
وهل يستحق سامر ان تحسب له حساب وتفكر بردة فعله بعد كلامه الموجع الذي رشق قلبها به كالسهام السامة؟
"لا استبعد انه اتفاق بينك وبينه متلونين كل مرة بقصة تحبكانها جيدا وتنفذان برأسي في المرة السابقة جعلته يسرقني تحت اشرافك ورعايتك وهذه المرة طبختها معه على نار هادئة كي يبقى يبتزني أنتم عصابة"
" لا تظني انني عرضت عليه المال من اجلك من اجل الطفل تمسكت بك لا أكثر والا فأنت لا تهمينني لأنك ابنته ودمه يسري بعروقك"

خفقت اهدابها متأثرة الى متى يا سامر؟
وتناولت الفرشاة وصففت شعرها المتموج الجميل وتركته منسدل على اكتافها ثم جذبت الزجاجة ونثرت رذاذ العطر حولها ووضعت القليل من احمر الشفاه والكحل والضلال الباهتة وابتسمت ساخرة .... انها تهتم بنفسها! تريد ان تبدو جميلة! يهمها ذلك؟ كأنها تجاهد أيضا من اجل اثبات ذاتها ووجودها ومكانتها!
قبل ان تخرج من ردهة الجناح اقتحمت ماجدة المكان وقالت بشحوب: "رأيت وسمعت امر عجب .... وجدت ال"
ندى وباستعجال: "فيما بعد ... فيما بعد"
ابتلعت ماجدة ريقها عندما غادرت ندى واستغربت!
الى اين ذاهبة هذه؟ ومن تعرف هنا؟ غريب!
غادرت ندى قاعة الاستقبال دون ان تراها عفاف التي كانت منشغلة تتحدث بالهاتف في ركن الصالة وقطب الحارس جبينه عندما وجد ندى تخرج من الباب الكبير ووضع يده على ذقنه عندما وجدها تركب سيارة اجرة!
قلب بيديه وهزهما ثم جلس على الكرسي اول مرة يرى تلك البنت تخرج لوحدها منذ دخلت ذلك القصر ولماذا سيارة اجرة؟ ما بها السيارات المركونة في كراج القصر؟

.................................................. .............................

عندما صعدت ندى سيارة الأجرة المتفق عليها مسبقا رمقها السائق عبر المرآة الامامية بعينين شقراوين ضيقة ثم انطلق بوجه صارم وضغط بقبضتيه على المقود "اعتبر ذلك مهري .... سامر يجب ان يتوجع بقلبه وان تبكي عينيه هذا طلبي الوحيد والأخير منك"
.................................................. ......
فتح علي باب سيارته بقبضة فاترة وصعد وبصدره قبضة معقول ذاهب اليها؟
انها مغامرة ومجازفة وانت بين نارين يا علي نار اخوّتك وصحبتك ونار ضميرك ورغبتك بمساعدتها
" لم أتوقع منك ان تكون عدوي يوما عدوي الذي يستغل غيابي ويعبث بشرفي وينتهك خصوصياتي حتى لساني لم يقوى على عتابك ولا تذكيرك بمن أكون ومن تكون وماذا يجب ان يحصل؟ انت خيبة امل كبيرة بالنسبة لي وسبب من أسباب تدمير حياتي انت اثبت أكثر من مرة انني مغفل ومخدوع بك استغليت الظروف والمشاكل بيني وبينها واوجدت من ذلك ثغرة نفذت من خلالها "
هز علي رأسه بأسف وهو يسترجع كلام سامر واتهامه وضرب على المقود وزمم شفتيه وهو يشغل السيارة
ثم انطلق بوجه متجهم وهو يخفي عينيه المتعبتين بنظارات معتمة.
.................................................. ...........................

خلف قضبان الاعراف لكاتبة هند صابرWhere stories live. Discover now