الفصل الحادى والاربعون

334 14 0
                                    

الفصل الحادي والاربعون ....

(عبرات مخنوقة)

في منزل حنان ....

اتقدت عينين جابر وسخنت أنفاسه والغضب يتصاعد بداخله عندما استقبلته حنان بصراخها وهياجها: "خدعتني لعبت بي ضحكت على عقلي؟.... كيف تجرؤ على ذلك؟ كيف سولت لك نفسك المريضة ان تمتلكني بقلادة مزيفة وتخبرني انها مهري؟ بحياتي لم اسمع او أرى حقارة مثل حقارتك"
اشتدت قبضته وهمس بغيظ: "الفأس وقع بالرأس وشجه يا حنان .... انت اليوم زوجتي وحلالي ولا أحد سيجرؤ على الوقوف بوجهي حتى لو كان الوغد شاكر الذي تقابلينه بغيابي بحجة انه ابن عمك .... لا جابر ليس مغفل حتى يصدق حجة ساذجة كهذه .... انت وقريبك طمعتما بي وليس بعيد انه من زجك امامي ليستنزفني بواسطتك .... تأخذين مني وتعطينه والله وحده العالم ماذا تمنحينه أيضا وراء ظهري"
اتسعت عينيها الحمراوين على اشدهما وتطلعت بخالتها التي تدعك بيديها بقلق شديد وهتفت بانفعال وثورة: "رأيت! يتهمني بشرفي أيضا؟"
ثم اقتربت منه وبنبرة اشمئزاز وهي تتطلع به من الأسفل الى الأعلى: " تتهمني بشرفي يا جابر الكذاب؟ لم تكتفي بمكرك وكذبك! لم تكتفي بضياع شبابي وسعادتي بين يديك يا عجوز الشر يا متصابي يا ...."
اسكتها بصفعة عنيفة جعلتها تصرخ به بهستيريا: "طلقني .... طلقني"
لطمت خالتها وجهها عندما جن جنون جابر الذي خلع حذائه وانهال عليها بالضرب من كل جانب فاقدا صوابه كأنه يفش غله بها وينفس عن غضبه المتأجج جراء سرقة القلادة!
لم تحتمل خالتها رؤيتها تعنف هكذا فهربت من البيت حافية القدمين وفي الشارع طلبت شاكر بدون تفكير وما ان رد عليها حتى استنجدت ببكاء: "الحق حنان يا شاكر .... بنت عمك ستموت بين يديه"
.................................................. ......................

في قصر سالم ....
دخل سامر الى جناحه بخطوات متثاقلة وبقي يتجول بين الردهة وغرفة النوم وهو سارح وشارد حتى انه لم ينتبه لنفسه وهو يذرع المكان ذهابا وإيابا لدقائق بلا هدف وكأن عقله بمكان اخر
ماذا فعلت؟ كأنك تماديت معها
لم تكتفي بما فعلته عندما احرجتها وعمدت الى اذلالها بإقصائها الى جناح الخدم ودون حتى ان تخبرها سبب ذلك؟
بسرعة أصدرت الحكم وطالبتها بالتنفيذ ولم تمهلها حتى الوقت
ورضيت لها الذلة امام الجميع وهم ينقلون اغراضها الى هناك الم يكفي ذلك ليرضي غرورك؟
جئت اليوم لتزيد الطين بلة وتعمد الى تحقيرها لدرجة انك جعلتها توطي الى قدميك امامهم؟
انها زوجتك وكرامتك انساك الحقد ذلك؟
تحقد عليها هي ام على والدها ام على من بالضبط؟
صدقت انها ارتكبت جريمة الخيانة؟ ان كنت لم تصدق لماذا صببت غضبك عليها؟
جلس وأشعل سيجارته بأصابع مضطربة وعقد حاجبيه
"ساعدني كي احبك .... مستعدة ان اسامح وابدأ من جديد"
لسع اصبعه ورمى القداحة بتوتر ....
تطلع امامه وضاقت عينيه
"مغفل .... فعلت ذلك من اجلك لأنك مخدوع
من اين اتيت بكل تلك الثقة ان الطفل ابنك؟"
"لم تسأل نفسك يوما لماذا لا تطيقك؟
لا تريد العودة اليك؟
لا تريد الطفل وعملت على التخلص منه؟
لا توجد امرأة بالعالم لا تريد طفلها الا اذا كان يذكرها بذنبها وخطئها"

خلف قضبان الاعراف لكاتبة هند صابرWhere stories live. Discover now