الفصل الرابع عشر

358 17 0
                                    

الفصل الرابع عشر ..........

(لا اريدها)

عند الصباح وعندما اشرقت الشمس بضيائها على الارجاء استيقظ سامر وبعد ان اغتسل دخل الى غرفة النوم ليغير ملابسه لكن المفاجئة التي كانت تنتظره وجعلته يقطب جبينه وينساب شعور غريب بداخل شرايينه ان ندى غير موجودة!

تتطلع حوله بكل ارجاء الغرفة بتفكير وتحركت اهدابه باضطراب عندما وقع بصره على السجادة حين سقطت إثر صفعته وتأمل قطرات الدم عليها واقترب بخطوات بطيئة جدا ثم نزل الى الأرض والتقط فرد الحلق المرمى
"لم أكره بحياتي أحد مثلك"
"عليك ان تعرفي قيمتك عندي انت لا شيء .... لا شيء لا حقوق لديك عندي ابقي مركونة هنا في الغرفة كالكرسي او أي قطعة اثاث ان كنت اخترت ان تبقين وتحملي النتائج وربما اتزوج بأي لحظة توقعي ذلك"

سرى بريق غامض بعينيه واعتدل وتملكه إحساس لا يمكن ان يخطئه ندى ليست موجودة بالقصر تماما
بسرعة خرج من الغرفة ومن الردهة وبخطوات مضطربة وسريعة تجول بأرجاء القصر ثم فتح الباب الخارجي وتجول بالحديقة وصولا الى الحديقة الخلفية ولم يجدها!

دخل المطبخ بوجه جامد وهتف بانفعال مما جعل الخدم كلهم يديرون رؤوسهم سويا: "اين هي؟ اين ذهبت؟ لم اجدها بحثت عنها في كل مكان وليس لها أثر .... اين ندى؟"
تطلعوا جميعا بوجهه بفزع وقلق وقالت ماجدة بتلعثم: "لا اعرف .... رب .... ربما .... ربما صعدت الى الطابق العلوي"
ترك المطبخ وارتقى السلالم بسرعة فائقة وبصدره انفعال هائل ولا احد يعرف حقيقة ذلك البريق بعينيه والانفعال بصدره ربما هو زهو الانتصار بتحقيق مراده او إحساس اخر مبهم!
.................................................. .............................
في منزل جابر ....

ربتت سنية على خديها وهي تجيء وتذهب ثم قلبت بيديها بحيرة قائلة بخوف: "ابوك سيعود بأي لحظة ماذا أقول له؟ ماذا أقول له؟ بنتك هربت من بيت زوجها؟ اين اخبأك اين اخفيك؟ ماذا فعلت بنا؟ كيف احميك من غضبه ومن كلام الناس؟ الناس ستأكل وجوهنا ما زلت عروس يا غبية يا مجنونة .... ابوك سيحرق البيت علينا اليوم .... ياويلي يا يويلتي"

كانت ندى منكسة الرأس وكأنها ارتكبت جريمة بحق الإنسانية وكأنها مجرمة مذنبة لأنها نفذت من العذاب ولجأت الى أهلها .... لم تتوقع منهم ردة فعل كهذه ولم تستوعب نظرة الاتهام بعيون أمها وساهرة معقول! معقول بعد كل ما قالته لهما وشاهدتاه بعينيهما لم يفرق معهما شيء؟ معقولة والدتها لا يهمها الان سوى كلام الناس وغضب والدها؟

رمقتها ساهرة بنظرة عميقة ومتجهمة وهي تتطلع بفكها المتورم ورموشها المبللة بالدموع وعيونها الغائرة ثم بكفيها المرتجفتين كل الوقت وهيئة الانكسار والذلة التي وجدتها عليها وتملكها غضب داخلي وحقد دفين ثم اشاحت ببصرها عنها.
في الوقت ذاته وفي الحجرة المجاورة كان ناصر يسند جبينه على انامل يديه ومغمض العينين ولا يوجد وصف مناسب يصف ما يشعر به بعد ان سمع معاناة ندى في بيت عمه الانذال .... ذلك الذي كان يخشاه منذ البداية .... منذ اول يوم دخل به سالم الى هذا البيت وهو متوقع تلك النتيجة وكأنه له حدس بما سيحصل لندى وبكل ما لديه حاول ان يثنيهم عن رأيهم ويفشل مشروع الزيجة لكنهم كلهم أصبحوا ضده حينها وكأن كلامه غير واقعي وتخيلاته سقيمة .... ماذا يفعلون الان وقد وقعت الفأس بالرأس وأصبحت ندى زوجة لابنهم؟ أرادها ان تجتاز النهر وهو ضيق وترفض منذ البداية لكنها اختارت ان تزل قدمها وتسقط بمنتصف النهر بدلا من تنجو بحالها.

خلف قضبان الاعراف لكاتبة هند صابرWhere stories live. Discover now