الفصل الثانى

550 17 0
                                    

الفصل الثاني ....

ا(رهاصة ندم)

بعد مغادرة العم سالم حدثت مشادة كلامية بين ناصر ووالدها جعلت القلق يتفاقم بقلبها من كلام ناصر الذي بدى منطقيا: "مقتنعين أنتم بتصرف عمي؟"

قال ناصر ذلك وهو منفعل وغضبان مما جعل جابر يقف عند باب غرفته ويدفع بالباب على الجدار عدة مرات بغضب واعتراض: "نعم وبغاية القناعة .... ماذا تريد انت؟ لم أجد عمك مقصر بشيء على الاطلاق بالعكس الرجل يفعل الصواب ولم يخطأ معنا بشيء لتوه قدم لأختك خاتم وعقد ثمن بيتنا بأكمله وهذا يعني انه يعرف قيمتها ويطلب الرضا لماذا تحاول ان تنزع فرحة اختك؟"
ناصر وباستياء وجدال وهو جالس على طرف السرير كأنه يحاول النهوض لا اراديا: "بصراحة لم استوعب تلك الخطوبة ولم استسغ كلام عمي على الاطلاق سمعتم ما قال قبل مغادرته ام ان المجوهرات صممت اذانكم أيضا؟ بعد غد سأرسل لكم سيارة لتقلكم الى بيتي وستمضون الليلة عندنا وفي اليوم التالي سيكون موعد الزفاف! ما هذا! زفاف هكذا بسرعة حتى قبل ان ترى سامر وتجلس معه! لماذا العجلة؟ امي انت أيضا مستغربة انا اعرفك لكنكم مصرين على الانصياع .... يخطط ويقرر وينفذ وفق رغبته ولم يمنح أحدا منكم فرصة للكلام ولم يسأل عن شروطنا وطلباتنا ولم يسمع كلمة واحدة من ندى وكأنه اشترى رضاكم بالمال من ثم أين العريس؟ اليس من المفترض ان يأتي ويلبس ندى الخاتم امامنا أي خطوبة هذه؟"

عضت ندى على شفتها عندما صرخ جابر بانفعال: "كفاك تذمرا انت بالذات لا تتدخل وليس لك شأن بالموضوع بأكمله لا اريد ان اسمع كلمة واحدة منكم جميعا لقد سئمت منكم عائلة نحس تريدون ان تركلون النعمة التي طرقت بابنا بكل غباء وحماقة .... كفى لا اريد نقاش حول الموضوع .... عمكم يعرف ماذا يفعل وانا اثق به من ثم سامر مختلف عنك يا ناصر وعن امثالك انه قادر ومتمكن ولا يحتاج ان يؤخر الزواج لأيام وأشهر البؤساء فقط من يفعلون ذلك لقصر يدهم"
وترك ناصر متجهم وابتعد متجها الى المطبخ وهو يتمتم بكلمات حانقة.

أسدل ناصر اهدابه الشقراء واسرعت سنية وربتت على كتفه قائلة بهمس وعطف: "لا بأس .... انت تعرفه جيدا انه لا يعني ما يقول بساعة الغضب كلام لا أكثر"
قال بتجهم وهو يربت على حجره ببطء: "اعتدت على ذلك منه .... لم يتوقف يوما عن تذكيري بعجزي وبأني عبء عليه وعليكم فلا استغرب اليوم ان يقارنني بسامر الذي ولد وبفمه ملعقة ذهب"
قالت ساهرة بنفاد صبر: "انا مع رأي ابي وموافقة على كل ما يقوله بصراحة كلامك عن المنطق والمثاليات لا يسمن ولا يغني من جوع انها الحقيقة يا ناصر.... انت عاجز وانا مثلك وكلانا عبء هنا ولا مجال لجبر الخواطر .... لنحكم عقلنا ونفكر بمصلحتنا .... لنعتبره زواج مصلحة وما العيب في ذلك؟ انا امامكم مثال حي عن التي تزوجت عن قناعة وتفاهم ورضيت برجل بسيط الحال وماذا جنيت اليوم؟ مات ولم يترك لي شيء لا ارث لأولاده ولا راتب يعينني به على تربية صغاري مات وتركني اصارع الحياة الصعبة ورجعت الى ابي لأكون عالة وعبء ثقيل عليه ليتني عدت وحدي بل مع كومة لحم ليس ملزم بتحمل مسؤوليتنا وها هي ذراعي امامكم قد تغير لونهما من الحروق .... بائعة خبز"
قالت عبارتها الأخيرة باستهزاء واسى رفع ناصر بصره ورمق ندى بنظرة عميقة وبعيونه العسلية بريق دعم كأنه يريد منها ان تتريث او تمارس حقها بإبداء رأي مخالف عن أراءهم المنصاعة كي يسندها ويقف بظهرها كأن تطلب التأجيل او رؤية سامر قبل التورط وعندما وجدها حائرة وحزينة قال بفتور: "موافقة انت على ما يجري؟"
خفضت بصرها وتطلعت بالخاتم بيدها ثم اومأت موافقة لأنها لا تريد ان تحرض ناصر على ابيه وتدخله معه في مواقف جديدة وتجنبه غضبه وتجريحه.
بقرارة نفسها ليست رافضة لكنها معترضة فقط على السرعة وغياب سامر لماذا لم يأت مع والده اليست عروسه وستكون شريكة حياته المستقبلية!

خلف قضبان الاعراف لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن