الفصل الاربعون

334 16 0
                                    

الفصل الاربعون ....

(لأني لا احبه)

وضعت ندى يدها على فمها وهي تجهش بالبكاء في احدى حمامات القصر بعد ان استفرغت وجلست على حافة حوض الاستحمام وهي تهز رأسها "خائن ومفتري .... ساعدني يا الله لم اعد احتمل نفذت طاقتي ونفذ صبري ونفذت دموعي بين جدران هذا القصر"

تناولت المنشفة بتعب واعياء وجففت وجهها وهي تتطلع عبر المرآة البيضوية العملاقة وشعرت ان ما حصل ترك اثاره على وجهها وعينيها اذ بدت بشرتها باهتة وعينيها متعبتين وحمراوين جدا وأيضا هناك تقلصات وتشنجات بسيطة بأسفل بطنها والم خفيف بظهرها كأنها بحاجة ان تستريح في السرير
وليتها تنام بلا ارق وتفكير ليتها تغمض عينيها وتنسى ما ينتظرها غدا من عذاب مضاعف ان أراد الله وولدت الطفل
اكيد ستكون الحياة أصعب واشد وطأة عندما تنجب طفل يكون والده سامر المتحكم الطاغية .... اكيد ستواجه مصاعب وتقدم مزيد من التنازلات والتضحيات
قلقة جدا يا ندى على ما سيحصل بعد أشهر؟
الاجدر بك ان تقلقي على ما سيحصل غدا
خاصة وان سامر أفصح عن عدم رغبته بالطفل وذلك مؤشر خطير!
عندما فتحت باب الحمام اضطربت عندما وجدت عفاف واقفة وكأنها كانت تنتظرها وحالما رأتها تفحصتها باهتمام قائلة بنبرة سيادية: "ماذا حصل لك؟ اشعر انك لست بخير؟"
تنهدت ندى وقالت بعتاب: "يهمك امري! اشك بذلك .... كان موقفك محرض وليس معين .... كأنك تريدينه ان يؤذيني أكثر مما فعل!"
عفاف وبنظرات هادئة وهي تمسكها من معصمها وتسير معها: "متوهمة .... ان كنت لا تهميني فحفيدي يهمني .... كل ما في الامر ازعجتني وقاحتك .... تجاوزت حدودك مع سامر بوجودي!
او بالأحرى تجاوزت علينا كلنا وانا لم اعتد منك على ذلك لكن مضطرة ان اتغاضى وربما اعذرك لأنك بحالة نفسية مضطربة بسبب عدم اقتناع سامر بك كزوجة .... اكيد يبدر منك كلام غير منطقي وأسلوب مستفز لأنك عاجزة على اصلاح حالك معه ومتخبطة"
ثم توقفت بها عند الرواق المؤدي الى جناح الخدم قائلة بملامح مترفعة ونبرة مصطنعة الرفق: "اسمعيني ندى .... سامر مصر على ان نجهز لك غرفة بجناح الخدم واعرف ان ذلك صعب عليك لكني مضطرة ان انفذ رغبته بصورة مؤقتة حتى يهدأ على الأقل حتى عودة عمك من السفر ربما الوضع يتغير لأن عمك لا يرضيه ذلك الوضع وسيتكلم معه ويكون حينها سامر هدأ"

شعرت ندى بالغبن وهمست بانفعال صريح دون ان تعلم ان سامر جالس بالصالة المفتوحة على أروقة القصر!
: "بين ليلة وضحاها أصبح لا يريدني بالقصر؟ ولا يريد الطفل أيضا! غريب! رغم انه دفع لوالدي كي أبقى! لماذا؟ لقائه بعشيقته قلب الموازين وجعله يتغير بهذه السرعة؟ ربما اتفقا على الزواج وقرر ان يتخلص مني وطفلي ويرميني خارج حياته ويبدأ صفحة جديدة مع سجى محبوبته وحب عمره والتي قالت لي بالمستشفى كلام مستحيل انساه مازال صداه يتردد بذاكرتي ويجرح كرامتي"
قطب سامر جبينه ودعك ذقنه ببطء وهو يرهف السمع
عفاف وبتبرير: "انت السبب انت من دفعه لحضن امرأة أخرى"
ندى وباستنكار: "تباركين الخيانة على ما يبدو!"
عفاف وبسرعة: "لا طبعا لكنك مخطئة شئت ام ابيت انه زوجك وله حق عليك تغلقين بابك بوجهه وتمنعين نفسك عنه لماذا؟"
ندى وبحرقة: "لأني لا احبه"
رفع سامر بصره بسرعة واشتعال والقت عفاف نظرة جانبية ناحية الصالة مع ابتسامة زهو عندما تركتها ندى وذهبت ويبدو ان ندى بذلك كالتي سجنت نفسها بغياهب ذلك القصر ووقعت صك عذابها وموتها البطيء بين يديه لأنه كل مرة يسمع منها ذلك الإقرار والاعتراف يجن جنونه وكأنها تزيد ناره حطبا وتوقد قلبه الذي يشبه جمرة حمراء مستعرة تحرق كل من يمسها او يحاول ان يمسها.

خلف قضبان الاعراف لكاتبة هند صابرWhere stories live. Discover now