فصل 8 - الوجه الحقيقي للشيطان

Start from the beginning
                                    

فتحت عيناي وهمست بألم

" لقد حولوني إلى شيطان... دمروا قلبي و إنسانيتي و عطفي و حنيتي.. أحرقوها بفعلتهم و دمروني.. سأظل طيلة عمري ميت.. لكن لقد انتهى كل شيء الآن.. لم يعُد باستطاعتي الاستمرار بانتقامي.. سأدمر نفسي أكثر قبل أن أدمرها إن أكملت انتقامي.. لقد انتهى.. انتهى هنا "

وهنا أخذت قراري النهائي.. سأحررها.. نعم سأذهب وأتكلم معها وأخبرُها بأنها أصبحت حرّة... وبعدها سأتصل بصديقي إيثان وأطلب منه اصطحابها إلى المطار وإرسالها إلى إنجلترا..

وقفت وتوجهت بخطوات بطيئة إلى الحمام و استحممت بسرعة ثم ارتديت ملابسي والقناع الأبيض على وجهي وتوجهت خارجا من غرفتي وتابعت السير ناحية غرفتها.. أحسست بصدري ينكمش لفكرة أنني لن أراها من جديد.. لكن لم أفهم سبب ذلك!.. لا يهم.. يجب أن أحررها حتى أعود وأخضع من جديد لما تبقى لي من عمليات وأعيش حياتي بسلام بعيدا عنها وعن هذه الذكريات الأليمة..

فتحت الباب ودخلت.. عقدت حاجباي بينما كنتُ أحدق بأرجاء الغرفة باستغراب كبير.. أين هي؟!!.. سألت نفسي بدهشة ثم فكرت ربما هي في الحمام تستحم..

مشيت باتجاه الحمام وفتحت الباب ببطء إذ لم ارد إخافتها.. نظرت بصدمة كبيرة إلى الحمام الفارغ وتجمدت دمائي لدى اكتشافي بأنها ليست في الغرفة بل بالتأكيد ليست في القصر بكامله.. وهنا عصفت الحقيقة برأسي.. لقد هربت.. هربت مني..

شعرت للحظات بخيبة الأمل ثم بالغضب الشديد.. تملكني غضب كاسح.. غضب مهول.. غضب جنوني.. غضب مُخيف عصف بداخلي واشتعل.. أغمضت عيناي بشدة وشعرت بجسدي يرتعش بقوة من هول انفعالي.. وهنا هتفت بجنون و بحدة و بكامل ما تستطيع حُنجرتي المُحترقة الهتاف

" ماريساااااااااااااااااا..... "

صفعت الباب بكامل قوتي وفتحت عيناي وحدقت بكره أمامي.. لقد هربت مني.. هربت... سأقتلها... سأنتقم منها لأنها تجرأت على الهروب مني.. وأنا مثل الغبي كنتُ سأنهي انتقامي منها وأحررها.. لا وألف لا.. لن أحررها حتى يكتمل انتقامي منها لهذه اللعينة... هي لم ترى بعد وجهي الآخر.. لكن الآن سأجعلها وبكل سرور تراه وتدفع الثمن غالياً على هروبها مني.. سأجعلها ترى الوجه الآخر للشيطان..

ركضت نحو غرفتي وأخرجت هاتفي الخاص من الدُرج في المنضدة واتصلت فورا بـ إيثان

( رومانوس مــ... )

قاطعتهُ بسرعة قائلا بحدة وبصوتي المبحوح

" إيثان.. تعال بأسرع وقت إلى هنا.. و أريدُك أن تُرسل جميع رجالي للبحث عن تلك القذرة في الأراضي المحيطة بالقصر.. لقد هربت.. لقد هربت مني الحقيرة.. أريدُها أن تكون في غرفتها في القصر قبل حلول الليل.. وإن وجدتها أنت أو أحد رجالي إياكم ولمس شعرة واحدة منها.. فقط اتصل بي وسآتي على الفور.. في هذا الوقت سأبدأ بالبحث عنها بنفسي قبل أن يجدها أحد "

ماركيز الشيطانWhere stories live. Discover now