فصل 3 - أنا هو النار

Mulai dari awal
                                    

وهنا تخليت عن طيبة قلبي وأزلتُها نهائيا وسمحت للجليد بأن يستوطنه.. هنا تخليت عن الرحمة بداخلي فلم يعُد لها مكان عندي.. أنا النار وعليهم أن يحترقوا بنيراني..

لحظات قصيرة ورأيت ماركو يدخل إلى الغرفة.. ابتسم ابتسامة دافئة وهو يقترب ووقف بجانب سريري وبدأ يفحص مؤشرات القلب والضغط والتنفس وقال لي دون أن يُزيل عينيه عن الأجهزة الطبية

" مرحبا بعودتك لنا من جديد رومانوس.. إنها المرة الأولى التي تستيقظ بها دون أن تكون في حالة صدمة وغضب وانهيار "

ثم التفت ونظر إلى وجهي بحزن وتابع قائلا

" لم أستطع طيلة هذه الفترة التكلم معك وإخبارك عن حالتك.. سوف أكون صادقا معك رومانوس ولن أُخفي شيئا عنك.. فقط سأطلبُ منك أن تكون هادئ ولا تنفعل.. الانفعال يضر كثيراً بصحتك حاليا "

تنهد بحزن ثم تابع قائلا

" منذ ثلاثة أشهر وصلتَ إلى المستشفى بحالة حرجة جدا.. لقد تعرضتَ لحروق من الدرجة الثالثة والرابعة.. وكذلك تعرضتَ لكسور في الركبتين والحوض وكسور في المعصمين وثلاثة كسور في أضلُعك.. لكن والحمدُ اللّه لقد شُفيت الكسور كلها وأزلنا الجبس عنها منذ أسبوع.. ولحُسن الحظ رئتيك وكليتيك وقلبك بصحة جيدة لم يتضرروا من الحادث والحريق.. لكن.. "

توقف عن التكلم بينما كنتُ أنظر إليه بتمعُن ورأيتهُ يُحاول جاهدا أن يُتابع التكلم فأشرت له بـ عيناي حتى يفعل وهنا تابع قائلا بحزن

" لكن الحروق التي تعرضتَ لها جداً خطيرة ومعظمها من الدرجة الرابعة فهي الأشد خطورة على الإطلاق.. فحروق الدرجة الرابعة تشمل إصابة الأنسجة الأعمق مثل العضلات و العظام.. و.. ولقد تأذت حُنجرتك وأحبالك الصوتية بفعلها.. لذلك تشاورت منذ شهر مع أهم بروفيسور في البلد اختصاصهُ أنف وأذن وحنجرة وأكد لي بأنهُ يمكنهُ ترميم الأضرار التي حصلت في حُنجرتك وأحبالك الصوتية.. لذلك لقد خضعت لعمليتين متتاليتين في الشهر الفائت بها.. وأظن بأنهُ أصبح بإمكانك النُطق.. لكن.. لكن ما زال عليك الخضوع لأربع عميلات بها حتى يعود صوتك إلى ما كان عليه سابقا "

كنتُ جامد طيلة فترة شرحهُ لإصاباتي.. لم أكترث فعليا لمعرفة ما أصابني بل لم أهتم لشيء إذ كنتُ أتحرق شوقا لمعرفة إن كانت شقيقتي بخير أو... أو توفيت.. ومعرفة متى يمكنني الخروج من هنا حتى أبدأ بانتقامي.. رأيت ماركو ينحني قليلا وأمسك بيدي اليمنى والتي كانت ما زالت ملفوفة بالكامل بالضمادات وقال بغصة

" سوف أُزيل الأوكسيجين عنك.. لم تعُد تحتاجهُ حاليا.. لكن قبل أن أفعل أريد أن أُطلعك على حالة جسدك و.. و.. وجهك... "

وهنا انتفضت ورفعت يدي اليسرى وبدأت أتحسس وجهي بها.. شعرت بالصدمة عندما لامست أصابعي ضمادات على كامل وجهي من ناحية اليمين.. وفورا أزلت قناع الأوكسيجين عن فمي وهتفت بصدمة.. لكن الكلمات خرجت ببطء وصوتي خرج مبحوحا بالكاد استطعت سماعهُ بوضوح

ماركيز الشيطانTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang