فصل الأول - ثواني

Start from the beginning
                                    

أومأت رأسي متفهما.. لطالما حدس جيف كان صحيح فهو يستطيع معرفة الناس من النظرة الأولى أو كشف أحاسيس الآخرين أو معرفة ماذا يفكر وماذا يدور حولهم... ولطالما وثقتُ بحدسهِ وخاصةً لأنني شخصيا حاد النظر إلى الأشياء ولدي حدس لا يخيب أبداً كما أنني أتميز بقوة شخصية تجعل عدوي ذليلا أمامي ومذعورا من ردة فعلي..

" هل ستقوم بتوقيع العقد رومانوس؟!.. أظن شخصيا بأن لا ضير من أن نفعل.. شركة ماثيو ما زالت محدودة وغير معروفة ولكن الشاب طموح ويستحق أن ندعمه قليلا ونوقع العقد مع شركته "

ابتسمت بخفة لـ جيف ووقفت وقلتُ له قبل أن أخرج

" جهز العقد.. سوف أوقعهُ في مكتبي.. ثم اذهب واخرج من الشركة وممنوعٌ عليك بالعودة إليها فغدا زفافك ولن أرضى بأن تحزن إيلينا وتتصل بي وتُخبرني بأنني أرهقتُك قبل الزفاف... أُخرج ولا تعُد وإلا طردتك بنفسي وركلتك خارج الشركة "

قهقه جيف بسعادة ورفع يديه عاليا باستسلام وقال بمرح

" إلا الطرد.. سأخرج ولكن قبل أن أفعل سأُرسل لك العقد الخاص لشركة لودر التجارية مع سكرتيرتي.. إقراءه أولا فيتوجب عليك توقيعهُ واطلب من سكرتيرتك أن تُرسل نسخة عنه لـ ماثيو لودر إلى فندقه وطبعا لترسلهُ أيضا عبر البريد الإلكتروني الخاص به.. و.. رومانوس... "

نظرت إليه قبل أن أخرج ورأيتهُ يبتسم بوسع وتابع قائلا

" ولا تتأخر في العمل هنا فغدا زفاف شقيقتك على أعز صديقٍ لك.. والذي هو أنا.. أتمنى أن لا تنسى ذلك "

غمزني في النهاية فابتسمت لهُ بوسع وأجبتُه بجدية

" مستحيل أن أنسى.. أراك غدا جيف "

خرجت بهدوء من المكتب ولم أنتبه لنظرات الموظفات لي الهائمة.. كنتُ ابتسم برقة وأنا أتجه نحو مكتبي في الطابق العشرين.. أشرت لسكرتيرتي حتى تتبعُني ودخلت إلى مكتبي وجلست بهدوء على الكرسي الخاص بي

" طلبتني سيدي الماركيز؟ "

نظرت إلى سكرتيرتي بفرح وأشرت لها حتى تجلس أمامي على المقعد ثم كلمتُها قائلا

" سارلفي.. أريدكِ أن تتصلي بقسم المحاسبة واطلبي من رئيس القسم أن يوزع اليوم علاوة ونقدا ألفين يورو على جميع الموظفين دون استثناء بمناسبة زواج شقيقتي.. وأعطي أوامر لجميع الأقسام بأن الشركة سوف تُقفل اليوم في الساعة الواحدة ظهرا.. استمتعوا جميعا بالإجازة الطويلة "

أشرق وجهها وابتسمت بسعادة وبدأت تشكُرني وتتمنى التوفيق والسعادة لشقيقتي.. بعد خروجها تنهدت برضا وقررت متابعة أعمالي..

خرجت من الشركة في المساء كعادتي وتبعوني الحُراس وما هي سوى ثواني قليلة وأوقف سائقي سيارتي البنتلي أمامي..

وقفت سيارة البنتلي الليموزين الزرقاء على المدرج الخاص وأربع سيارات رباعية الدفع سوداء اللون تقف خلفها واثنتان أمامها.. وبجوارها وقف حُراسي الشخصيين ينتظرون دخولي إلى سيارتي الخاصة بأمان

ماركيز الشيطانWhere stories live. Discover now