٥٤

6.6K 149 30
                                    

رفع أنس جسده من حضنها وهو ينطق بدموع ويبدأ بالبكاء بعد ماشاف رجلها وشاف ان جرحه لا يساوي شيء عند جرحها  وبنبره طفوله ولغه اطفال : ماما رجلك ! يعورك ؟ " بمقصد يألم "
ابتسمت بتعب وارهاق وهي تحاول ماتظهر له شيء وتكمل وهي تمسح على رأسه وتدور لجرحه : ما يعور حبيبي انت رأسك يعورك حبيبي ؟
اشار برفض وهو مبتسم مثل ماهي سوت بضبط واكمل بهدوء : بس في دم مثلك انتِ
رجعت حضنته وهي تمسح دموعها من غير مايشوفها وترفع نظرها للخدم الي دخلوا لتنظيف و وحده دخلت واتجهت لها وهي تقدم لها عُلبه الاسعافات الاوليه بامر من عدنان .. خذتها وهي تغطي رجلها بقماش قطني بس علشان تمشي على اصابع رجلها وتحمل انس خارجه من الغرفه وهي تداعب شعره الطويل بهدوء ..
اكملت وضع الصقه مكان جرحه وهي تمسح دموعه وتقبله بهدوء وتكمل بعدها : افتح التلفزيون وشوف الي يعجبك بروح اغير ملابس قبل مايجي ابوك اتفقنا يابطل ؟
اشار برأسه بالموافقه بابتسامه ويرفع يده ويكمل بعدها بمرح وطفوله الحركه الي علمتها له : تحيه القمر والنجمه ؟
ابتسمت باتساع رغم الالم والتعب وهي ترفع يدها وتضرب يدها مع يده باطنها ثم ظاهرها ثم من الامام بحركه طفوليه تحاول مداعبته بها .. ومشت خارجه من الغرفه لغرفتها وهي تمسح دموعها ..
وما ان استقبلتها المرايا حتى انتشر دمعها في معالم وجهها بشّده وهي تنحني المًا لسرير .. وترفع اقدامها وانظارها لزجاج الي كان برجلها .. اخرجته وهي تحس مع كل زجاجه تطلع روحها .. بكت بهدوء مثل عادتها طوال الخمس سنوات السابقه الي تعيشها مع هذا المريض ..  صبت المعقم على قدمها وهي تغمض عيناها من شده الالم .. تعودت وتأقلمت على انها تعالج نفسها بنفسها مثل كل مره .. صارت بارعه في وضع المراهم والمعقمات والشاش والصقه وانواع الجروح والحروق .. لفت الشاش على اقدامها وهي تضبطه بلاصق اما اصابعه فوضعت فيها الواصق الطبيه .. وقفت بالم وهي تحاول المشي لانها لو عرجت عنده راح يكسرها لها لامحاله .. التفتت للمرايا وهي تناظر لفستانها الابيض الهادئ وللاثار الضرب في ظهرها والي يتجدد كل مره .. بهتان بشرتها والهالات والتعب الي فيها والصحه المتدهوره ..مسحت دموعها وهي لازم تغير كل شيء لانه لو جاء وعادها راح يزيد جروحها .. اخذت فستان كان كحلي الون هادئ كان طويل واكمام طويله يغطي جسدها كامل من حوله اللون الابيض بطريقه جذابه ...
التفتت للمكياج ومثل عادتها المعروفه والي تحفظها هي لازم تخفي كل شيء وكل التعب وكل الشيء وتبعده كل شيء وتظهر بصوره الفاتنه مثل كل مره لتبهر من حولها وهي تخفي اعظم جروح الدنيا بداخلها ..
تساقطت دموعها بتعب وهي تمشي بهدوء تسحب لبس احمر الون كانت لافه داخله شيء .. شيء خاص فيها لوحدها .. الشيء الوحيد الي تملكه لانه اخذ منها كل شيء .. رفعتها وهي تجلس بهدوء على الكرسي وكانت صوره .. صوره لشهم .. اعطاها قبل فتره طويله وزمان طويل .. مكتوب خلف الصوره بخطه الرفيع الوسيع ..
" نجمة وقمر 
شهم ، شهم ، شهم .. يأتيك شهم "
تذكر وقتها ماشافته من مده واعطاها الصوره وقال لها " وقت تشتاقين لي او تحتاجيني ناديني وانتِ تناظري لسماء ثلاث مرات يجيك شهم من اقصى الدنيا يسعى "
مشت بهدوء وهي تفتح الشباك وتناظر لسماء والي كانت في الفجرية وتنطق ببكاء ورعشه برد وريح داهمت جسدها الشبه عاري بسبب الفستان الي تقطع : شهم .. شهم .. شهم ..
بكت بهدوء وهي تضم الصوره لصدرها بالم من كل شيء حولها وانها تنادي عليه من خمس سنين ولا جاء !
انقطع سيل مناداتها وهي تخبي الصوره وقت سمعت صوت دخول من الباب والتفت بفزع لانه لو كان عدنان بيذبحها .. ومجرد ماشافت أنس ابتسمت بهدوء وهي تغلق الشباك وتمشي باتجاهه تحمله وتردف : ليه جيت ؟
جلست بالسرير وهو جنبها يناظر لرجلها وقت نطق بخوف عليها طفولي : يعورك ؟!
احتضنته بهدوء وابتسامه حب ومافي شيء مصبرها على الحياه الا هو : لا ياروحي مايعورني خلاص عالجته
حركه رجلها امامه تظهر له كيف انها عالجته رغم المها استحملت وقت نطقت أنس بعد ماشاف الصوره باستغراب : ماما من ذا ؟
رفعتها وهي تخليه يشوفها وتبتسم بهدوء وهي تثق فيه وجداً رغم ان طفل لكنه فاهم وعارف وذكي واكملت : في زمن من الازمان كان هذا ممكن يكون ابوك ..
تأمله ويحس انه شافه بس مو عارف فين ومن بعدها نطق بلهفه وقت تذكر بذاكره قويه : ماما هذا نفسه ذاك !
ابتسمت وهي تعرف انه تذكره ومستحيل ينساه مثل ما امه مستحيل تنساه واشارت بفمها بمعنى السكوت وهي مبتسمه : لا تعلم حد اتفقنا ؟
اتسع مبسمه وهو يشير بالموافقه ويرد : اتفقنا ..

جريمة على ساحة خصرها !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن