٢٤

8.4K 167 26
                                    

مجرد ماستقرت خطواته داخل بيتها الي كان بجانب الميتم الي تربى وترعرع فيه اتسعت ابتسامته وهو يراها تحاول اشغال المسجل وبقى يتأملها حتى انتشر بالمكان صوت الاذان المنقول من الحرم المكي وابتسمت بفرح وهي تلتفت للورى ومجرد مالتقت عيناها السود بعيناه العسلية انشرح صدرها وهي تتقدم له فاتحه له بلاد الهند ليرتمي في حضنها الي كان مثل البلاد تربى بداخله ايتام وايتام وكبر على ايديها العديد من الاطفال بس لهيب كان غير وغير جداً بنظرها حبته اكثر من حبها لنفسها حتى وبدأت تطبطب على شعره والابتسامه مزينها ومانتهت من ترحيبها ابداً حتى جلس على الكرسي الصغير وهي بجانبه واردفت : طمني عنك ؟ كيف ارضك وسماءك ؟ وكيف شهم ووليد تراني عتبانه عليهم لا يقولون عندنا عمه مشتاقه لنا ولا غيره

مانمحت ابتسامته ابداً من اول مادخل حتى الآن وخصوصاً لما ذكرت وليد وشهم لانه عرفها عليهم مجرد ماعرفهم وحبتهم وحبوها وعاشوا في بداياتهم في بيتها قرابة السنة ورد عليها بضحكه : الحمدلله يا بلاد الهند من مصيبة لمصيبة امشي والاثنين ذيلا هم سبب مصايبي كلها
تراكمت ضحكاتها وهي تتأمله وتمرر يدينها المجعده من مرور الزمن عليها فوق وجهه الاسمر الحاد : لا تنكر حبك لهالاثنين حتى الجدار يشهد بحبك لهم
اتسعت ابتسامته اكثر واكثر رغم ان الحزن كان ظاهر في بقوه حتى في عيناه وبريقها : مابقى لي من بعد رحيل هيثم الا هالاثنين مالي بدنيا غيرهم
انقطع سيل ضحكاته وهي تمرر يدها بوجهه بحنانها وعطفها واردفت : بعدك واقف على هيثم !
اطال النظر فيها بهدوء اقرب مايكون لهدوء الحزن والقهر والغبنه : ليه انا مشيت او قويت امشي ؟
والتفت للغرفه وهو يتأملها كيف انها كانت على طراز قديم مثل ماهي ولا رضيت هند انها تغيرها ابداً لانها تحبها كذا وهمس انظاره تدور بين الغرف : هنا لعبنا وهنا ضحكنا وهنا بقينا ، هيثم ما مات يا بلاد الهند هيثم عايش ، في قلب لهيب عايش ..
اتسعت ابتسامتها من ذكر هيثم الي ربته مثل ماربت لهيب ولان هيثم كان ابن مربيه تشتغل مع هند وكانت ارملة معها ولدين وماتت هي وعيالها تحت يدين جاسم الي خلف كل هذا الكره بقلب لهيب وتوعد من بعدها بالانتقام له لو يدفع عمره اثر هالانتقام المهم يشوفه بسجن ويرتاح هو واردفت بعدها : يا هذا القلب مايحمل الا الاسىء !

اتسعت ابتسامات لهيب بطريقة غريبه وغريبه جداً وقت ميل راسه للجدار ويدينه في سجارته الي ينفث دخانها رغم محاولات هند انه يطفاها بس مارضى واردف بعدها : لا يا هند هالقلب حمل شيء ثاني اكبر من الاسىء ومن الحزن ومن الانتقام ومن كل المشاعر هالقلب حمل طمأنينة لو اوزعها على الارض كلها تكفي وتزيد هالقلب حمل غجرية تنهي البلاد وتحييها
حول بانظاره لعمته هند وهذي اول مره يبوح بمشاعره ومن زمان ينتظر يروح لها لان هند الشخص الوحيد الي ممكن يعلمها بهذا الشيء الي خباه بصدره شهور : يا هند لو تشوفيها ضحكتها لوحدها تهدم المدينة كلها خليها هي تضحك وانا اعمر المدينة !

جريمة على ساحة خصرها !Where stories live. Discover now