٤٧

6.7K 140 18
                                    

نطق لهيب وانظاره لحسان واتباعه وهو يحاول يستفز غيث بحديثه : كان ودي اسالك عن الحال وعن مين ابوك الحقيقي بس يالله مستعجل خلها يوم ثاني ،
اعتلى المكان صوت غيث الي نطق بين اسنانه : اخلص علي وش تبي ؟ متلهف لموتك ؟
تراكمت ضحكات لهيب الي حرك سجارته بيده وهو يكمل : ارحب بموتي ، موتي الي راح يكون من البشر كلهم الا انت ماتقدر عليه ، جايب لك غنيمه تبيها ؟
عقد غيث حواجبه باستغراب وعدم استيعاب وهو يكمل بعدها : غنيمه ! ليه تعرف تجيب غنائم انت ؟
ابتسم لهيب باتساع ومازال يتأمل من حوله واكمل بعدها : ندري اني سارق بس عيب عليك تراني ماسك لك مجرمين ماقدرت تمسكهم انت
ابتسم غيث باتساع واستهزاء وهو يكمل حديثه بهدوء وراحه لانه أساسًا معاده ماسك قضيته بس هذا مايعني انه يتركه : ولا تزعل اكتبه تحت سجلك الاجرامي يمكن تطيح بقاضي رهيف القلب يسجنك ٥٠ سنه بدل ٦٠
اكمل لهيب حديثه بنفس النبرة والضحكه واستهزاء وهو يدق غيث بحديثه ويذكره انه ترى ابوك طلع ماهو ابوك : مشكور خيركم سابق يا عيال دواسّ من كثر الخير حتى النفوس صرتوا تغيروها
واكمل بعد مانفث دخانه عالياً : برسل لك الموقع تعال وخذ غنيمتك ..
واغلق الخط منه وهو يمشي باتجاه اصحابه الي مستغربين اتصاله بغيث وطريقه كلامه معه ..
اما غيث فقام من مكانه وهو يأمر طاقمه بالخروج للموقع الي ارسله وخرج بعجله وسلاحه بخصره متجاهل نداء اخته الخايفه له ..
-
عند شوق الي جهزت العشاء من وقت ومحد اكل منه وبقى على مكانه.. جدتها شهيتها مغلقه ولا لها نفس وحتى هي مالها نفس .. متكأ بيدها على الطاوله وبالها مشغول صار لها من يوم انسجن اخوها تتحلم بابوها .. ابوها الي تركهم من اكثر من عشر سنوات تشوفه يلومها على كل شيء صار لمتعب .. ومرات بامها الي ضاعت بهدنيا بلمحه بصر .. تشوف احلام غريبه وكوابيس مرعبه لدرجه كرهت النوم وطوايفه .. احياناً تتمنى لو ماطلبت اجازه على الاقل تتسلى مع هنادي .. انهلكت من الافكار وتفكير وذبلت ملامحها من فرط الدموع الي مرت على وجنتها الورديه واحمرت عيناها من التعب وانهلكت روحها من فرط الحزن وقام الحداد في قلبها ليس حداد ميت كثر مانه حداد غايب ، كل شيء حولها متعبها ومخنقها ومهلكها لحد الانحراق بالالم .. وقفت وهي تمشي لصلاة الوتر قبل ماياذن الفجر .. وترمي دعواتها للارض ليسمعها من السماء .. وهو ارحم الراحمين ..

توقفت سيارة لهيب قدام الاشاره الي كان واقف عندها متعب ومجرد ماشاف السياره الفارقه  عن كل السيارات تقدم له بفرح وهو يكمل ملابسه بين يدينه واغراضه والابتسامه شاقه وجهه .. وقت وقف لهيب وهو نازل من سيارته ليرتمي بحضنه متعب وهو يشد عليه بقوه وينطق من بعدها : وش كنت اسوي لو ماكنت انت موجود ؟ والله لو ادفع عمري لك ماوفيتك ..
شد عليه لهيب وهو ينطق بعدها بابتسامة ؛ ماسويت شيء ياخوي بس يكون بعلمك غلطه غير ذي والله لتعفن بسجون ..
ابتعد عنه متعب وهو يشير بيدينه برفض ؛ على الصراط المستقيم بمشي بعد الي حصل والله يا لهيب مشرد بشوارع تشوف الدنيا ولا سجين تنعدم من هالدنيا ..
اتسع مبسم لهيب الي مشى لسيارته وتبعه متعب وهو يكمل معه حديثه وسوالفه لطريق الطويلة ..
-
توسطت سيارات الشرطه المكان المظلم والي مايظهر فيه اي شيء .. الا شيء واحد .. حزبه حطب تحترق بمنتصف المكان .. لتظهر نار في المكان مشتعله ، اظهرت من بعدها رجل مربط بشجرة وواضح انه فاقد وعيه من هلاكه .. حوله مايقارب اكثر من عشره رجال مهلوكين حد الموت .. ماكانت ملامح حسان واضحه ابداً بسبب ذا ماعرفه .. ركض له الضباط والعساكر محاولين مساعدته لانهم يظنونه مسكين متورط .. مشى غيث وهو عارف ان لهيب ماياذي بريء ابداً .. تقدم لحسان وهو يشوف في صدره مربط ملف .. عقد حاجبيه باستغراب وهو يرفعها ويفتحها بيده لتظهر له مجموعه من الاوراق والصور والادله الي تدل ان حسان تاجر مخدرات .. وكل شيء يخصه .. اتسع مبسمه وهو يرى ورقه صغيره .. ومن غير مايفتحها نطق العباره الشهيرة المعروفه في لهيب والي صار غيث حافظها : " لسى الخير لقدام ياهل الطبقة المخملية " وبالفعل كانت هذي هي العبارة المكتوبه من لهيب .. نطق بعدها غيث بامر للضباط : هذي نهاية كل حد يبيع حياة الناس برخيص ، خلهم عبرة لكل من يفكر بيوم يبيع الحرام ..

جريمة على ساحة خصرها !Onde as histórias ganham vida. Descobre agora