٢١

8.4K 170 5
                                    

غيث الي دخل مكتبه والكتاب بيده بعد ان وضعه فوق مكتبته وجلس عليها بهدوء وانظاره للكتاب وتفكيره بعيد عند ذاك السارق الساحر الي مانمحت ملامحه عن عقله ابداً والظاهر انها مثل كوابيسه راح تلازمه ..

قطع خلوته طرقات الباب الي زادت استغرابه لان محد يدخل عنده هذا الوقت ورد بقوله : ادخل
ومجرد مالمحه وقف احترام لها والاستغراب يزداد اكثر : جدي ؟ يالله حيّه
ابتسم دواس وهو يتقدم له ويجلس في الكنبتين المقابله للمكتب واردف : الله يحيّك يا بن ابني
اعتلت البسمه غيث والي الان تأكد ان جده زعلان منه وماخذ على خاطره والدليل وقت قال «يا بن ابني » وهذا مايقولها الا وقت يزعل منه اما الوقت الثاني فهو يناديه بغيث وبحفيدي فقط
وقف وهو يتقدم له ويجلس مقابل له ويكمل قوله
: افا افا  ابو تركي زعلان منا ؟ ياكبرها بدنيا
مايدري ليه كل ماحد يناديه بابو تركي يكون الامر عادي ولكن لما غيث يناديه بابو تركي يكون الامر مختلف وكانه مايبي غيث يناديه بذا النداء ويذكره بشيء هو دفنه ولكن مابيده حيله غير انه يتجاهل هذا الشيء ولا يظهره ورد عليه ب : مب زعلي الي كبير ، الكبير يوم اعطيك السهم وترميه علي !
عقد غيث حواجبه بصدمه وهو حتى الان ماهو مستوعب سبب حماية جده للهيب وسبب رغبته بانه يعيش : ياجدي ليه حامي لهيب لذي الدرجة ! انا اعرفك تكره اعدائك ليه ذا مستثناء ؟

تبادل النظرات مع حفيده وبداخله يفكر ياترى بيجي يوم تعرف ان الدم الي يمشي بعروقك هو نفس الدم الي يمشي فيه ! وبلغ ريقه وهو يكمل : لانه مب عدوي  ولانه حفيد صديق لي ضاع بدنيا وانا واعده نمسكه حي ونطبق وقتها القانون فيه .

بدأ الامر يظهر لغيث ويفهم سبب رفضه موت لهيب واقتنع فيه او حاول انه يقتنع فيه لانه مايبي يفكر بهالموضوع وكل الي يبيه انه يمسكه ويسلمه لجده وتنتهي هذي المهمه : ياجدي ان كان خوفك انه مات فهذا بسبع ارواح مايموت والرصاصه ماصابت الا طرف كتفه وانا بنفسي صوبته !

اشار دواس براسه لحفيده وهو يكمل : ماجيت علشان هذا الشيء ، انا جايك لشيء ثاني
التفت له غيث وهو يعطيه كامل انتباه : سم ياجدي
واكمل دواس حديثه : مروان الي كانت الخطه امساكه ودخل لهيب ابيك تجيبه لي حيّ او ميت
اتسعت ابتسامات غيث وهو يعشق الامر ذا بانه ياخذ الحرية في قراره بانه يموت او يعيش : غالي وطلب رخيص

دخلنا منتصف الليل وماتدري هو ليه مانداها علشان تاخذ الصحون ومر وقت طويل والوضع في هدوء من غير اي ازعاج او حتى سماع نفس وتنهدت وهي تظن انه نام بعد الدواء لانه راح يسبب له النوم وغلفت جسدها بالحجاب وهي تمشي لغرفته وتطرق الباب مرة ومرتين وثلاثه ولكن لا مجيب تأكدت انه نام ودخلت وهي تلتفت لصحون الي وضعها على الطاوله بجانبه ومشت وهي تاخذها وهو غارق بنومه ومجرد مالتفتت له وركزت بنظراتها عليه وبدأت تستشعر اختلاف فيه علو انفاسه بطريقه مجهده لنفس وتعرق جبينه وحتى تحركات يده المُبهمه الضايعه واقتربت منه وهي تضع يدها على جبينه تستشعر حرارته وسرعان ما اجحظت عيناها بصدمه من ارتفاع درجة حرارته الواضحه وجداً مررت يدها على وجهه وهي تتأكد وابتعدت عنه وهي تحمل الصحون باتجاه المطبخ وتضعها على الطاوله وتاخذ صحن فارغ تملأه بالماء البارد بجانب منشفه صغيره الحجم وترجع له وهي تضع الصحن في الطاوله وتدخل القماش فيها وترجع تتأكد من حرارته وهي تردد بهمس : يالله قبل ساعات وهو بخير !
وتحول بانظارها على كتفه خوف لو انه انفتح الجرح لكنها تطمنت وقت شافت الشاش ابيض اللون ونظيف كلياً من الدم ، وتخمين منها كان صحيح ان سبب ارتفاع حرارته انه كان بسطح وقت العمليه باضافه انها تركته هناك عاري البدن في فصل شتاء شديد البروده والاكيد اصابته برد ووقفت وهي تمشي تقفل الشباك الي هب منه نسيم الليل وتسحب الكرسي وترجع لمكانها وهي تجلس عليه وترفع قطعه القماش من داخل الصحن بعد ان ازاحت الماء عنها وتقترب من جبينه وتزيح بيدها خصلات شعره السوداء البُنية وتضعها عليه بعد ان حركتها على ملامح وجهه بهدوء ووضعته على جبينه واعتلى صوت تنهيداته وهلوساته الغير مفهومه اثر ارتفاع حرارته والي كانت أساسًا مرتفعه من اول ولكنه ما انتبه لها والان زادت اكثر وبدأ يفقد احساسه بالي حوله وهو يكرر كلام غير مفهوم ..

جريمة على ساحة خصرها !Where stories live. Discover now