٤١

6.7K 145 12
                                    

انه البحر
الموج الازرق الثائر
منه واليه بدأ الامر وانتهى
المد والجزر
رسم قصة حُبنا
انا وانتِ والقمر
وقت همست لك في اكناف الليل
وقلت بنبرة العاشق : أحُبك
ثأر البحر وثأر الموج وثأر الريح
ليس بسبب همسي لا بل بسبب ضحكتك
لانك حين تضحكين ترتعش الارض من تحت اقدامنا
فرحاً لضحكتك ..
-
واحدة من النصوص التي قرأتها في الكتاب الذي بين يدها وهي امام البحر ، تارة تتأمل الموج وتارة تقرأ الرواية ، التفتت لصوت القادم من الخلف والذي وضع كوب على مقعدها واردف : قهوة ؟
كان يراقبها من وقت دخولها للمكتبه وحتى خروجها وتبعها الى البحر وهو يتأمل الفتاة الي سرقت قلبه صوتها و عيناها العسلية .. ماتوقع بيوم بيلقى فتاة كلاسيكية هكذا ! لا بل فاقت احلامه المتواضعة انها ابهى صورة واقعيه شافها بحياته ..
اتسعت ابتسامتها وهي تتذكر الرجل الي جذبها من اول لقاء وقت اخذ القهوة ونطقت ب : شكرًا
كانت جالسه على الكرسي مقابل البحر اما هو فمتكأ على السور المتدد طول الشاطئ مقابلها ، امامهم الميناء ،
وكل الحكاية بدأت من هنا .. وقت نطق بابتسامه : تنتظرين الربان عماد ؟
تراكمت ضحكاتها وهي تنطق وعيناها تتأمل الرجل الواقف امامها بلباسه و وقفته وحتى طرازه يخيل لك انه هارب من رواية كلاسيكية واكملت : لا انتظر عاشق مثل يوسف نرسم قصتنا عند هالميناء رغم اني ماظن ان بهالدنيا حب مثل حبهم !
قبل ان ينطق بشيء قاطعه كبير السن الي يمشي وهو يحمل صناديق بين يديه ابيض الشعر من فرط الشيب وعلى وجهه ابتسامة تتوسط شفايفه سجارة واعلى رأسه قبعه ربان وقتها نطق وهو يمشي للامام : لا تخلو الدنيا من الحب يا اولاد ..
واكمل طريقه لسفينة من غير اي كلمه اخرى وقتها التفت أريام لابراهيم وهي تضحك من الموقف وتكمل بمازح : ليكون هذا هو الربان عماد ؟
ما كان ابراهيم اقل صدمه منها وهو يكمل بمزاحه : ماراح استغرب والله !
تراكمت ضحكاتها من الموقف الي ماراح تنساه ابداً واكمل ابراهيم وهو يحدثها بلهفه : عجبتك ؟
اتسعت ابتسامتها وهي تردف : جداً اختلاط الصحبة والحب والتضحية مع امواج البحر قصة تجعلك تلتفت للخلف كل ثانيه تتمنى شخص يراقبك مثل يوسف !
اتسعت ابتسامته وهو يكمل : او ان تنام باطمئنان لانك عارف ان لديك سيدة مثل رويدة ستفعل المستحيل لتحقيق احلامك !
مانمحت ابتسامتها ابداً وهي تقلب الكتاب بين يدها ورفعت انظارها وهي تشوفه حامل كتاب وقتها سألته بلهفه: كيف الكتاب الي معك ؟
رفع لانظاره وهو يقلبه بابتسامه واكمل وهو مبسوط ان خطته تمشي مثل ماهي : خلصته قبل شوي ، كتاب مُذهله بنصوص رائعه .. مده لها وهو يكمل بابتسامه : اسمح لك باستعارته
تراكمت ابتساماتها بفرح وهي تشوف شخص شبيه لها على الارض الواقع واكملت بلهفه وهي تقلب الكتاب بين ايدها وتلمح نصوص هو كاتب عليها ونطقت باستغراب : تكتب على الكتاب !
ابتسم وهو يعدل بدلته قبل ان ينصرف لشغله لان استراحته انتهت : ارد على الكاتب ..
وبالفعل انصرف وهو يرفع يدينه يلوح لها بالوداع ، اما هي بقيت تقلب يدها بين صفحات هذي الكتاب بلهفه ونشوة حتى وصلت لورقة صغيرة متوسطه بالكتاب .. كتبت بخط رهيب ، اخذتها باستغراب وهي تمسكها باناملها الرقيقه وتقرأ محتواها :
" ملاحظة /
عندما تنتهين من الكتاب
أتمنى ان يُعيدك لي
لا أن تعيدينه لي !
ولأول مره اتمنى ان يعود
لي شخص لا كتاب .. "
رفعت انظارها للامواج وهي تبلع ريقها بهدوء ورعشه سرت بجسدها ماتوقعت بيوم ان ممكن تعيشها !

جريمة على ساحة خصرها !Where stories live. Discover now