honey

271 37 3
                                    

استيقظت على الساعة 6 صباحا و انا أفكر في ما سأفعله اليوم، تذكرت ان علي أخذ الفيتامينات التي وصفها الطبيب و إلا انتهي الامر مثل شيغاراكي المسكين... عندما خرجت من الغرفة كان دابي يقوم بتمارين ضفطه المعتادة
إستيقظتي اليوم باكرا!... ما المناسبة؟ قال و هو لا يزال يتمرن
هممم؟ لا شيئ كبير فقط بعض الاعمال الصغيرة... قلت و انا أتجه للحمام
أعمال صغيرة؟ و ما هي هذه الاعمال الصغيرة رد ساخرا
"ستعلم حين يحين الوقت المناسب... "قلت و انا أغسل وجهي.
"الوقت المناسب هاه؟... على أي حال لا تطيلي في الحمام، سأدخل بعدك ".
بعد فطور الصباح ذهب دابي و بقيت بمفردي في المنزل... بعد مشاهدة التلفاز إرتديت فستاني ذا الورود البيضاء مع كنزة خفيفة و خرجت للتجول قليلا ثم  إشتريت دفترا و بعض الأقلام حتى أستطيع كتابة الامور المهمة من الأن فصاعدا ثم إتجهت إلي المستشفى الذي عولجت فيه حيث التقت الطبيب العجوز الذي كان منزعجا من كثرة المرضى مما شجعني على الحديث
"سيدي... أرجو منك قبول طلبي كممرضة لديك. حتى أستطيع كسب قوتي و الحصول على مكان للعيش فيه... أؤكد لك قدراتي على التعامل مع المرضى إلى جانب قدرتي على تعلم المهنة كاملة منك إن أردت طبعا..." قلت مع إبتسامة واثقة
"حسنا... انا بالفعل بحاجة إلى يد للمساعدة لكن يجب أن اتأكد من قدراتك، هل تحملين أن أي وثائق تظهر خبرتك ؟ لا أستطيع توظيف من هب و دب فنحن هنا نتعامل مع كبار المجرمين و بعض قادة الياكوزا لذا الخبرة و المهارة مطلوبة" قال الطبيب و هو يقوم بقياس ضفط احد المرضى. فشرحت له انني فقدت شهادتي المعتمدة أثناء هجرتي لكنني مستعدة لتلقي إختبار لاثبات إمكانياتي. بعد تفكير طويل قرر الطبيب التالي سأجري امتحانين إمتحان نظري أجيب فيه عن مجموعة من الاسئلة كتابيا و آخر تطبيقي و الذي سيدوم لاسبوع أقوم فيه بعملي تحت إشراف الطبيب و اذا سارت الامور كما يجب فسأبدأ بالعمل بدوام شبه كامل مع أجر جيد و قد وافقت بكل سرور و انا كلي ثقة انني أستطيع. إتجهت بعد ذلك إلى إحدى المكتبات الشعبية حيث بحثت عن بعض المراجع الطبية و قد قررت أن أثبت تميزي و قدراتي في هذا الاختبار و أنا أشكر في أعماقي والدي الذي كان يشجعني على تعلم بعض امور التمريض و خياطة الجروح من أجل "الطوارئ! وضعت مشترياتي في حقيبة صغيرة و انا سعيدة للغاية. إتجهت اخيرا إلى الحانة التي كان العمال ينظفونها تحت إشراف السيد أوتشو الذي فرح عند رؤيتي و سألني عن صحتي و سبب إنهياري المفاجئ. بعد شرح قصير قدمت طلب إستقالتي الذي  قابله بحزن بالغ
"هل الراتب قليل؟ أستطيع زيادته إن أردتي..." قال في لطف ثم أضاف" هل تعرضتي لمضايقاة؟" فقلت مع إبتسامة لطيفة "لا الامر ليس كذلك... كل ما في الامر انني سأعمل في دوام آخر لكنني سأبقى آتي إليك و بخصوص البديل فقد عثرت على فرقة ستؤدي هنا بكل سرور... إنهم يدعون غربان كافكا و انا متأكدة انهم سيقدمون أفضل ما لديهم يا سيدي" قلت و انا أعطي رقم هاتفهم لأوتشو الذي قال و هو يحك رأسه
"حسنا... إن كنت تعتقدين ذلك، فسأجرب... هل تسدين لي معروف غني هذه الليلة فقط و سأكون شاكرا لك."
وافقت على طلبه بكل سرور ثم اتجهت الى المنزل حيث بدت بقراءة الكتب التي اشتريتها حتى الساعة السابعة مساءًا حين أتى دابي و هو مرهق تماما
"مرحبا... "قال و هو يقبل رأسي ثم أضاف ناظرا إلى ما أفعله" مالذي تفعلينه؟"
"أدرس... "قلت ببساطة
نظر إلي ثم انفجر ضاحكا قبل أن يقول و هو يعانقني" و مالذي تدرسه طالبتي الجميلة ؟" هممم؟
"طب..." قلت بينما علت ضحكاته و هو يتصفح  الكتب التي أحضرتها ثم قال و هو يجذب كرسيا إلى الطاولة "يبدو مثيرا للاهتمام... هل أشاركك ؟ " قبلت بسرور ثم بدأت بشرح ما كتبته و هو يستمع باهتمام. إلى أن لاحظت ان التعب بدأ ينال منه فعلا، فطلبت منه أن يأخذ قسطا من الراحة بينما إتجهت إلى الحانة حيث غنيت لآخر مرة بسعادة هذه المرة كانت الاغنية Salvatore ل لانا ديل راي.
عند عودتي إلى المنزل كان دابي مستيقظ و هو يرى اوراق تخص اعماله مع جماعته. عانقته فنظر إلي بإبتسامة و قال " أتراهنينني ؟ "
"أراهنك على ماذا ؟" قلت متسائلة
" على أن فراشتي تريد العمل في تلك العيادة و ربما تنوي التوقف عن الغناء في الحانة، و لهذا بدأتي بدراسة الطب العام لانني أعلم أن العجوز بدأ بالتبجح حول جدية العمل و انه لن يقبل أي أخطاء... أليس هذا صحيح ؟" قال و هو يجلس على الأريكة بابتسامة واثقة
"أووه هووه ؟ أنت محقق بارع !" قلت و انا أجلس على ركبته متكئة على صدره متمنية ألا يرفض او شيئ من هذا القبيل.
"و لماذا هذا القرار المفاجئ يا كاميل ؟" قال و هو يلاعب شعري فقلت في براءة
"أردت القيام بعمل أفضل...كما انني أحب الطب أكثر من الغناء. "إبتسم دابي , سألني عن متى أبدأ فشرحت له انني سأقوم باختبار كتابي و عملي قبل ان أبدأ فقال
"غدا لديكي إختبار؟! "
"نعم، و ماذا في ذلك؟ "قلت متفجئة
"كيف و ماذا في ذلك! لماذا انتِ مستيقظة حتى الان ؟! هيا إذهبي و نامي !" قال و هو يحملني بينما بدات بالضحك
"أتضحكين؟ هل هذا وقت الضحك ؟ هيا إنقلعي و نامي باكرا" قال ضاحكا بدوره،  "باكرا " هي 2:30 صباحا بالنسبة لي و له. و قد نمت و انا أنا اشعر بالمغص في معدتي من شدة التوتر. لكني سأنجح بالتأكيد. 

Pink périodeWhere stories live. Discover now