الافتتاحية للرابـع

13.3K 718 106
                                    

الحُبّ رُوح تتمكن من الشخص فجأة فيصبح غير قادر على فهم تصرفاته التي لم يتوقع أنها ستخرج منه أبدًا.

دلف إلى الداخل بعد أنّ فتح الباب الزجاجي فرن ذلك الجرس الصغير المشكل في هيئة عصفور جعل إبتسامة صغيرة تشق ثغره وهو متشوق لتلك التجربة ككل مرة كأنها المرة الأولى، وما أن دلف فارع الطول وملامحه الرجولية التي تؤكد أن ذلك فكاهي الروح أصبح رجلًا قيمة وقامة يتنعم بسنوات الشباب حتى تهللت أسارير وجه الفتيات العاملات في المحل الكلاسيكي هذا حتى وصل لمسامعه صوت إحدهن وهي تقول:-
-القمر وصل. 

لم يستطع نجم الدين منع إبتسامته بعدم اهتمام من ذلك الاطراء الذي بات يسمعه بشكل مُتكرر ثُمّ جلس في مكانه المُعتاد بالقرب من الزجاج المطل على حديقة شاسعة بشكلٍ بديعي يشرح له القلب والذهن حتى أتى لمسامعه صوت الفتاة الرقيق:-
-نورتنا يا حضرة الظابط. 

التفت نجم ينظر إلى الفتاة الشابة بمقلتين دافئتين مذبتين للجنس الآخر بعفوية وهتف متبسمًا:-
-بنورك. 

ثُم تابع سائلًا كأنه من أهل المكان:-
-إزيك يا شهد؟ 

ردت بحياء أنثى عفوي خاصةً عندما تتلقى الإهتمام من رجل بوسامته:-
-الحمد الله بخير. 

أومأ نجم برأسه بخفة فوجد كفها يرتفع إلى خصلة شعرها الشاردة وهي تسأله بخجلٍ:-
-حضرتك تُطلب إيه؟

ضحك نجم بعذوبةٍ وقال ببساطة:-
-زي كل مرة. 

ابتسمت الفتاة برقةٍ وأومأت وهي تدون الطلب في مفكرتها ليكمل نجم بتهذيب:-
-بس ياريت تبقى من عمل الشيف اللي بأكل من ايده كل مرة. 

ردت شهد بعفويةٍ وهي تضحك:-
-لا متقلقش حضرتك من ديه إنتَ بقيت ذبون مميز عندنا وماحدش بيعمل طلبك غير الشيف رُنوة !! 

رفع نجم نظره إليها بابتسامة وقد رن اسمها في أذنه فأومأ برأسه بخفة وهو يتجه بابتسامته تجاه الشُرفة منتظر طلبه بعده أن ذهبت الفتاة ولكن لم يدم الأمر طويلًا حينما وجد أخرى تحمل إليه الطلب لكنه لم يعيرها انتباه أكثر من الطبق الذي أمامه وقد شعر لوهلة أنه يلتقي بحبيته ولم يلحظ ذهاب الفتاة ومعالم الأحباط تتمكن من وجهها عندما لم تستطع جذب نظر ذلك النجم، في تلك اللحظة غمز نجم الدين شوكته في الحلوى برقةٍ و هو يقربها من فمه كأنه يقبل حبيبته بتروٍ كي يستشعر حلاوة اللحظة حتى وجد نفسه يأكل لقيمة خلف الأخرى بدون أن يشعر أن ذلك يؤثر على نظامه الغذائي ولو علم يـم ذلك سيقتله حتمًا لكن لا يستطع المقاومة كلما يمر أمام ذلك المحل يجد نفسه مسلوب الإرادة أمام سحر غريب لا يعلم أن كانت معدته السر أو صاحبة المكان نفسها السر ولحفظ ماء الوجه هو يختار الخيار الأول لذلك ليس إعجابًا بصاحبة المكان لسمح الله!!

وأخيرًا انتهى من تلك الوجبة التي دلفت قلبه قبل معدته ولا إردايًا وجد نفسه يجذب قلم من جيب جاكيته ثُم جذب منديلًا ورقيًا من على الطاولة يدون عدة كلمات قبل أنّ ينهض من مكانه ليدفع الحساب نقديًا مع الاكرامية للعاملة قبل ذهابه ثُم رحل!!

رحل بدون أن ينبث بحرف واحد غير واع إلى تلك التي تطالعه من خلف الزجاج بزمردتيها اللامعتين و لا تُصدق أنه عاد سالمًا بعد غيابه لشهر كامل كادت أن تجن فيه لغيابه عنها  وحينما رحل ذهبت إلى طاولته بخطوات ملهوفة قبل أنّ يذهب أحد ويلقي المنديل في القمامة فسارعت بفتحه وجدت خطه الأنيق مدون وكان المنديل الذي كان محتواه

"رُنوة أي سماء الجنة وده فعلًا اللي حسيته
وأنا بأكل من إيدك إني طاير في سماء الجنة، مجاتش فرصة قبل كده تخليني أقدم تحياتي للشيف، بس دلوقتي جات و اتمنى أن كلامي يوصلك على أمل اللقاء إني أقدم تحياتي بنفسي رغم إني حاسس بتهربك مني بس  تسلم إيدك يا قمر واتمنى اشوفك في أقرب فرصة"
               ☆ نجم الراوي

ابتسمت تلقائيًا وهي تقرب المنديل من أنفها فوجدت رائحة عطره ملتصقه فيه لمجرد أنه لامسه بيده كما سلم عليها مرة فبقت رائحة عطره في كفها يوم كامل ولم تجد مُبرر في تلك اللحظة لتلك الدمعة التي انسابت منها بقهر عاجزة عن البُوح فيما يكنه قلبها!! لتجد في تلك اللحظة شقيقتها التي وضعت كفها على ظهرها داعمه اياها فما كان عليها إلا أن القت بنفسها بين أحضانه تهمس بصوت باكٍ عاجز:-
-حبيته يا شدوى ومكانش ينفع، مكانش ينفع أبدًا! 

قبلت شدوى رأس شقيقتها الصُغرى المزين بحجابها المتناغم مع بشرتها الحليبية الأقرب للشحوب وهتفت بصوت حزين:-
-التهرب مش حل. 

ردت على أختها بقهر:-
-والاستغلال برضو مش حل!  نجم مينفعش معايا ولا بأي شكل من الأشكال أنا مش مقامه!! و بكرا يعرف ده. 

#قــريبـًا
#رُنوة_الطحان
#نجم_الراوي
#معشوقة_النجم

معشوقة النجم - الجُزء الرابع Where stories live. Discover now