“كلما كان الليل أكثر قتامة ، كانت النجوم أكثر إشراقًا”
-دوستويفسكي
#الفصل_السابع_والعشرون
#معشوقـة_النَّجـم
تسارعتْ وتيرة ركضاتها نحو الغرفة التي نقل إليها فلذة كبدها، ومع فتحها للباب استمعتْ لقهقهاته مع الممرضة التي شاغبته بغمرها لكفها في معدته المسطحة، ثُمَّ استدار لها بلهاثٍ وأثر الضحكة تشكلت في ابتسامة دافئة دفعت الدموع لمآقيها وهي تستمع لصوته:
-ماما.
غمرتْه بعناقٍ مُشتاق زينهُ نجوم قبلاتها المحبة،
وتساءلت بدموع السعادة:
-أنتَ كويس، حاسس بأي وجع؟
نفى بنفس ابتسامته، واسبل خضروتيه على وجهها المخمش، ليسألها بلهجة متكسرة الحروف وبها بعض الثُقل:
-مال وشك؟
ردت بدفء وهي تضم وجهه بكفها:
-عملت حادثة بالعربية، بس دلوقتي أنا كويسة وبخير وبقيت أحسن لما شوفتك قُدامي.
وبنفس لهجته المجهدة تساءل، بعد ارتياع مر كالطيف على قلبه خوفًا من فقدانها:
-يعني إنتِ كويسة.
تضاعفتْ نهنهاتها الباكية والتي بدورها كبحتها في عناقها لهُ، لتدخل الممرضة الباسمة:
-متقلقيش عليه هو كويس جدًّا، وحالته الفيسولوجية مستقرة، وشوية هيجي الدكتور يتكلم معاكِ في حالته بالتفصيل.
أومأتْ وهي تزيح دموعها في نفس الوقت الذي دخل فيه يـمَّ يتبعه كلا من رُوبين ونَّجم الدين، يتحرك ناحية صغيره، مغمغمًا بسعادةٍ لم يسبق وأن تشكلت على وجهه بتلك الصورة:
-سند أبوه وعزه.
أتسعت ابتسامة آمان الذي أحكم أبيه ضمته بعدما تأوه بروح مطمئنة، مقبلًا رأسه بحنوٍ وهو يسألهُ:
-أنتَ كويس مش كده؟
أومأ لأبيه قبل أن يشكو لهُ وضعه:
-بس مش عارف اتكلم كويس، ولا اتحرك أوي.
رمقه بحنانٍ دفعه لضم وجنتيه بكفيه ويهادي جبينه قبلة مماثلة:
-كله هيبقى تمام، فترة وهتعدي وترجع كل حاجة زي الأول وأحسن.
وتابع مغمغمًا بنبرة مغموزة بالفخر، يصدق على جملة أبيه الذي لطالما تغنى بقوله:
-غير كده والأهم من كل ده أنا فخور إني عندي أبن زيك، اللي يضحي عشان أخوه يبقى كويس يأكدلي إني لما أقع في يوم هلاقي عكاز اتسند عليه.
وبغير أن يشعر أنسلت دمعة عيناه، منسابًا خلف شعور رائع:
-وطلع عكازي قوي يا آمان.
أنت تقرأ
معشوقة النجم - الجُزء الرابع
Romanceعندما سألوه لِمَ هي من وسط نساء حواء، قال والعشق يفيض من مقلتيه "جذبني حُزنها؛ فشعرت أنه لا يوجد ملجأ غيري لها" أوجعوه بقولهم"هي لا تُلائمك، من تغنى بالمرح ليلًا ونهارًا، عاش حياته بألوان قوس قزح، لا وجود للون الأسود أو الرمادي عنده، لا تُناسبه "مل...
