الفصل الخامس

11.9K 782 107
                                    

#الفصل_الخامس
#معشوقة_النجم

لا يعلم كيف أو متى وصل إلى المشفى بعد صياحها على الهاتف، وجد نفسه فجأة يركض في الرواق غير عابيء بأنظار أحدّ لهُ أو حتى مقلتي شقيقه اللتان لاحقته حتى خرج ولأول مرة يراه يسير بغير هوادة و لا يلحقه كي يمد له يد العون، يبسط له كفه ويوقفه على أرض صلبة ويخبره أنه معه بل وقف في مكانه ثابتًا بمقلتين باردتين كالرخام ثُمَّ التفت يفض التجمع بنبرة باردة:-
-كل واحد يروح على شغله. 

كان القائل وأول من نفذ كلامه في الذهاب صوب مكتبه لاحقًا به فريقه، أمّا هو كان في حالة لا تسمح له بالاهتمام بالأسئلة المعلقة في أهدابهم، كان أعمى البصر والبصيرة ولا يسمع سوى شيء واحد صوت شدوى الذي يتردد صداه في أذنه
دمن

-رُنوة بتموت!

تموت؟! أستتركه نهائيًا؟! ولكن كيف إلى وقت قريب كانت ذات صحة رائعة ما حدث وقلب الحال بين ليلة وضحاها؟! 

وكلما يتردد سؤال في شفق رأسه، يضغط على البنزين كـ إعصار انطلق من عقاله حتى وصل أخيرًا إلى المشفى المتواجدة فيه دون الحاجة للسؤال صعد للطابق التي أخبرته به شدوى وهنا هدأت أنفاسه فور أن رأها تجلس على الكُرسي ساكنة لكن بوجه باك بهشاشة
والعجز حليفها في حرب تخسرها للمرة الثانية

زفر الهواء من صدره بعنفٍ، واتجه ناحيتها بقدمي رخوية انهارت صلابتها في الصدمة التي أخذها دفعة واحدة، وهمس بصوت متهدج:-
-شدوى. 

ارتجفت شفتيها بضعفٍ، وهمست باسمه بعينان باكيتين قهرًا:- 
-نجم

تملك الرعب من قلبه ولم تهدئه حالتها خاصةً عندما نهضت من مجلسها تتمسك بكتفه باكية:
-من الصبح جوا، مافيش حد خرج يطمني عليها

وتابعت تعلمه ماذا سيحل بها لو حدث شيء:-
-لو جرالها حاجة أنا مش هتحمل، أنا معنديش استعداد أخسرها تاني، أرجوك أعمل حاجة.

شد على كتفها بقوةٍ وهدر فيها بصوت لا يقبل الهزيمة أمام الشجون:-
-أهدي، مش هيجرالها حاجة دلوقتي هنطمن. 

ثُمَّ التفت ينظر إلى الممرضة التي خرجت لتوها من الغُرفة، مناديًا عليها في لهفة:-
-لو سمحتى. 

انتبهت إلى ذلك الوسيم، بملابسه الباهظة التي عبرت عن مدى ثراءه غير مُناسب لتلك المشفى العامة، فردت عليه في رقةٍ:-
-أفندم.

دب يده في جيب بنطاله ووضع الورقتين النقديتين في زيها الطبي وهو يسألها:-
-المدام اللي جوا، إيه حالتها؟ 

حمحمت بصوت شبه خافت وهي تدور بعيناها حول المكان خشية من أن يكون أحد رأها وهمست بخفوتٍ:-
-هي حاليًا مع الدكتور جلال، لكن بقت أحسن من الأول وشوية وتفوق. 

زفر بخفوتٍ وشكرها بذوقٍ:-
-تمام، شُكرًا.

افترق جفناها اعجابًا وهي تقول:-
-لا شُكر على واجب، ومن النهاردة هي في عيوني. 

معشوقة النجم - الجُزء الرابع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن