الفصل السادس

8.5K 682 59
                                    

#الفصل_السادس
#معشوقة_النجم 

"ظل يخشى أن يكون تحت الأزهار أفاعي"

وكانت من نصيبه حفيدة سلالتهم وهو للآن يحتضنها بين ذراعيه على أساس أنها طائر جريح ويرغب في مداوتها، وهو من يحتاج إلى من يداويه بعد انتشار سمها في خلاياه، لذلك كان رفضه 
قاطع
حازم
لا يقبل المجادلة أو النقاش لأنه لن يغير رأيه بتاتًا، وكان هذا نقطة التحدي في علاقتهما لم يسبق يومًا أن احتضن كل منهما وجه نظر مخالفة كانا دائمًا يحكمان على الأمور من جهة
واحدة كالتوأم، رباه على أن يعتنق نفسه أراءه ويتمنهج منهجه الحاسم الذي لا يكيل بمكيلين
هو واحد ولا يتغير على حسب حب أو مقدار الإحترام الذي يكيله للشخصية التي أمامه
لكنها ليست أي واحدة، هي فتاة أحبها بكل ما فيه، لذلك تطبيق المنهج هنا أمر غاية في الصعوبة إن لم يكن مستحيلًا. 

-يا يـم أنتَ بنفسك عارف غلاوتك عندي.

قالها باستعاطف لعله ينظر إلى الموقف بعيني الأب، ولا يعلم أنه يتعامل في تلك اللحظة بها
ومهما كبر الصغير يبقى في عيني أبيه فاقد للخبرة وهو هنا أعمى بالحُبّ. 

هدر فيه معنفًا، على أبرمه فيما وعده به:
-مبقتش عارفها يا نجم الدين، عشان أنا طلبت منك طلب واحد حاجة واحدة طول حياتي طلبتها منك وأصريت أنك تكمل فيها، قولتلك إلا رُنوة وقولتلي خلاص وثقت فيك ونهيت الموضوع أنتَ بقى عاملت إيه؟!

ورده للخلف بقبضته القاسية وهو يكمل نهره:
-روحت وقعدت وعشت حياتك معاها، شهور وأنتَ على علاقة معاها ومفكرتش مرة تيجي تقولي وتصارحني، اتعاملت معاك على أساس
إنك راجل وطول عمري ما ادخلت في خيار ليك لكن رُنوة ديه تحديدًا لأ ومش هيحصل أنها تبقى من العيلة. 

انزلقت دمعة على وجنته مسحها بخفوتٍ وهو يقول بصوت واهٍ:
-أنا عارف إني غلطت إني مقولتلكش، بس لأني كنت عارف إنك هترفض، أنتَ حتى يا يـم مقولتش ليا السبب، ازاي عايزني أرفض لمجرد إنك

ولم يطاوعه لسانه على الاستكمال فأكتفى بخفض بصره كي لا يتقابل مع عينيه الساخرتين:
-سكت ليه كمل، ما هو مش جديد زي كل مرة يـم اللي بيكون أبن كلب وغلطان؟! هو اللي بيغلط دايمًا وكلكم الملائكة وضحايا الظروف مش كده. 

حاول النفي بضراوة، متألم على صوته المعذب في كلماته التي فتحت جراح الماضي لكنه منعه ورتب على كتف في عنفوانٍ أنهى حبل الوصال بينهما:
-معاك حق، أنا غلطان روحلها بس عايزك وأنتَ بتروحلها تنساني نهائي، عشان أنتَ تحديدًا مشوفتش قلبتي وهوريهالك. 

هدر فهد في كليهما:
-ممكن تهدوا في إيه أنتوا كنتوا مستنين الموضوع؟

نظر له يـم وأومأ مؤكدًا بجحود ينافي ترقرق عينيه بالضعف:
-آه كنت مستنيه، كنت مستنيه عشان اشوف ابني وتربية ايدي لما يلاقيني محطوط في مقارنة مع حد أي كان درجة حبه ليه هيختار مين، وأخوك اختار. 

معشوقة النجم - الجُزء الرابع Место, где живут истории. Откройте их для себя