الفصل الرابع والعشرون

15.7K 464 4
                                    

سالت دموعها على وجنتيها لأجله، فهي لأول مرة تراه متألم لدرجة البكاء، تتمنى لو تستطيع ان تنتزع حزنه و ألمه الذي يشعر به الآن، تريد ان تراه كما كان، فهذا بالنسبة لها افضل من ان تراه ضعيف هكذا . مسحت دموعها بكفها و قالت بصوت متحشرج حنون، دافئ

- انا جمبك، انا هفضل جمبك علطول و مش هسيبك، وعد

سمعت صوته الباكي

- كنت هحققله اللي بيتمناه، بس هو راح .. راح

- راح لمكان احسن .. صدقني

تنفست بعمق و هي تطبق جفونها و تفتحهم و تقول

- جدو كان طيب، حقك تتعلق بيه زي ما انا اتعلقت بيه، كنت بعتبره جدي

إبتسمت بحزن و قالت

- تعرف .. لو شافك دلوقتي و في حالتك دي كان هيفرح، هيفرح مش شماته، هيفرح عشان عرف انك بتحبه .. انك كنت بتعتبره حاجة كبيره في حياتك، اكيد هو عارف انك بتحبه .. ما هو اللي رباك

ازداد في بكائه، فمررت اناملها من بين خصلات شعره بحنان و هي تهمس له بصوت باكي

- كفاية، متعيطش .. مش قادره اشوفك كدة، بتوجع، كفاية

توقف عن البكاء و رفع رأسه و نظر لها نظرة ممتلئه بالكثير من العواطف المتناقضة، و من ثم همس لها بإحتياج

- ريحانة .. واسيني

مدت انامها و مسحت دموعه و من ثم إبتسمت بدفئ و فتحت ذراعيها له و قالت بهمس مماثل له

- تعالى

ضمها و نهض و انهضها معه و هما مازالا متعانقين، و لفرق الطول اصبحت قدميها لا تلامس الأرض، سار بها للسرير، شعرت بأنفاسه الحارة على عنقها و من ثم شعرت بشفتيه التي تقبل عنقها، فأنكمشت بين ذراعيه في حين وضعها على السرير و اصبح فوقها، فهمست بجوار اذنه بجزع

- بيجاد

شعرت بيديه التي ترفع سترتها، فهتفت بخوف

- لا .. بيجاد .. لا

ابعدت يده و من ثم حاولت ان تبعده عنها و لكنها فشلت، رفع رأسه و نظر لها بطريقة اشعرتها بالقلق و الخوف من نواياه، فهمست له برجاء

- بيجاد، لوسمحت ابعد

بدى لها انه تحت تأثير الخمر الذي شربه عندما قال

- قلتلك واسيني، وانتي وافقتي

- مينف...

قاطعها بقبلته التي لم تطل حيث ابتعد و قال امام شفتيها

- انتي عشيقتي، لغاية دلوقتي مشتغلتيش شغلتك

لمعت عينيها بالدموع و هي تقول

- بيجاد .. فوو...

انقض على شفتيها يقبلهما بقسوة فلم تكمل قولها، حاولت ابعاده بضربه بقبضتها على صدره فأمسك بذراعيها و احكم امساكهما فوق رأسها، فسالت دموعها على وجنتيها فشعر بهما على وجنتيه، ففتح عينيه و نظر لحدقتيها العسليتين الامعتين و من ثم اغلقهما مرة آخرى بينما أصبحت قبلته ناعمة .. رقيقة، فأذابتها تدريجيا حتى استجابت معه كليا، كان هناك صوت بداخلها يحاول ان يمنعها عن ارتكاب ما ستفعله، ولكنها تجاهلت ذلك الصوت .. و استاجبت لشيطانها، تعلم انها ستندم على ما تفعله و سوف تنعت نفسها بأنها "خائنه" و لكنها هي الآن ضعيفة .. لا تستطيع الإبتعاد او إبعاده، فأغمضت عينيها بإستسلام تام، بينما ترك ذراعيها لتذهب لمسارهما على كتفه، مررت انامها بين خصلات شعره بطريقة اشعلته .

وسقطت بين يدي شيطان للكاتبة مي علاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن