الفصل الثامن عشر

15.8K 449 8
                                    


تشعر بدقات قلبه التي اضطربت فجأة بسبب شعوره إتجاهها و شعوره من هذا الحنان الذي يتدفق من هذا الحضن .. الحضن الذي ذكره بحنان والدته، هي ذكرته به.

كور قبضته بقوة و هو جامد في مكانه، كانت عينيه تظهر مدى اثر ذلك الحضن عليه ..فأغمضهما بقوة و فتحهما فتحولت نظراته للجمود، وضع كفيه على ذراعيها بقوة و ابعدها عنه بهدوء، فنظرت له من بين دموعها بينما بادلها بنظراته المظلمة و هو يقول بهدوء اصطنعه امام نفسه، رغم بعثرة مشاعره بداخله

- غيرتي رأيك فجأة! .. مش انتي بنفسك اللي طلبتي حريتك مني

اخفضت رأسها بينما اكمل

- أنا بدوري بنفذلك طلبك

مسحت دموعها و رفعت رأسها و نظرت له وقالت بصوتها المتحجرج من البكاء

- من امتى و انت بتنفذلي اي طلب بطلبه منك ؟

- انتي عمرك ما طلبتي مني قبل كدة عشان تقولي من امتى

تنهدت و قالت

- ماشي .. انا دلوقتي بسحب كلامي، انا مش عايزه حريتي منك

- و انا عايز ادهالك

قالها ببرود و هو يضع يديه في جيوب بنطاله بعد ان ترك ذراعيها، فقالت بتعمد بعد ان توقفت عن البكاء

- لية عايز تمشيني؟ ... خايف لتحبني؟!

تجمدت ملامح وجهه لوهله قبل ان يبتسم بسخرية، في حين اكملت

- انت خايف لتقع في حبي، لكونك شيطان الحب عندك شيء ملغي

- انتي قلتيها .. ملغي

قال الأخيرة ببطئ و جمود، فإبتسمت و قالت

- بس بالنسبالي الحب شيء متاح

ساد الصمت لدقائق و هم يتبادلوا النظرات،

تعمقت في النظر اليه حتى شعرت بتلك النظرة التي يحاول يخفيها .. نظرة جزع و اضطراب، فشعرت ببعض من السعادة .. فهي تأثر به و لو حتى لدرجة صغيرة .

- الصراحة .. في مشاعر جوايا ليك، انت

قالتها بخفوت و هي تنظر له بنظرات حانية، كانت تشعر بالتردد من قول تلك الكلمات فهي مازالت في صراع بسبب مشاعرها المتخبطة .

- انتي مش اول واحده و لا اخر واحده تقولي الكلمتين دول

قالها ببرود ممزوج بنبرة متهكمة، مما سبب لها الذهول .. الضيق .. الغيرة، فهي تعلم ما يقصده ب"اول واحده" .. انه يقصد عشيقاته الذين سبقوها، خلصت نفسها من مشاعرها تلك و هي تقول بثقة اتقنتها

- برضوا .. انا غير

نظر لها بتمعن متفحصا جسدها و مفاتنه من رأسها حتى اخمص قدميها و هو يقول بخبث

وسقطت بين يدي شيطان للكاتبة مي علاءWhere stories live. Discover now