- هتعمل اية؟
هتفت بها بخوف و صوت مرتجف وهي تراقبه حيث يتقدم منها ببطئ و يصعد على السرير، فبدأت دموعها تسيل على وجنتيها و هي تزحف للخلف و تقول
- انت مش هتعملي حاجة .. مش هتقدر، ابعد عني.......
و قبل ان تكمل جملتها صرخت عندما قبض على قدمها و جذبها له بقوة فأصبحت اسفله، فزادت في البكاء و هي تضربه بقبضتها المرتجفة على صدره و تركله بقدمها لكي يبتعد فأعاق حركة قدميها عندما ثبتها بقدميه .
- بيجاد .. ابعد عني .. ابوس ايدك، ابعد....
قالتها من بين شهقات بكائها الهستيري، فكان جسدها يرتجف بقوة من كثرة خوفها، فأقترب منها و نظراته الشيطانية المظلمة ساكنه في عينيه و همس في اذنها بتلذذ
- شايفه شكلك عامل ازاي! ... هتموتي من الخوف، طب مدام انتي مش قد عواقب طول لسانك بطوليه لية ؟!، و انا حذرتك
و من ثم ابتعد بوجهه قليلا و نظر لحدقتيها العسليتين و هو يمرر انامله ببطئ على وجنتها و إرتسمت على شفتيه إبتسامة جانبية و اكمل بأسف ساخر
- بس انتي مش بتسمعي الكلام ... فأستحملي العواقب
- بيجاد .. ابعد عني
قالتها بضعف و رجاء و هي مازالت تحاول دفعه بعيدا عنها برغم إدراكها انها ضعيفه امامه حيث اصبحت قوة دفعها له ضعيفة جدا، فأمام نبرتها الضعيفة الراجية تغيرت نظراته القاسية المظلمة إلى نظرة غربية .. دافئة!، و لكنها لم تلاحظ ذلك التغيير بسبب دموعها التي اعاقت رؤيتها الواضحة، إبتعد عنها فأعتدلت سريعا و عادت للخلف حتى التصق ظهرها بخشبة السرير، فضمت قدميها لصدرها و دموعها لا تتوقف و إرتجاف جسدها يزداد في حين قفزت في مخيلتها تلك الصور و المشاهد المتتالية التي عانت منها كثيرا منذ صغرها و ايضا صوت صريخ والدتها الذي يتردد في اذنيها دون توقف فوضعت يديها المرتجفتين على اذنيها و هي تضغط عليهما بقوة لعل ذلك الصوت يتوقف
- انسي يا ريحانة.. دة ماضي .. ريحانة اهدي .. انسي
همست بها لنفسها لعلها تهدأ .
كان يتابعها بعيون مترقبة و هو يقف بعيدا و يضع كفيه في جيوب بنطاله ببرود، و من ثم التفت بهدوء و خطى خطواته لإتجاة الحمام ... و دخله، فرفعت نظراتها لإتجاه الحمام و هي تتذكر ما حدث منذ دقائق فأصبح كل شيء متداخل امامها، ذكريات ماضيها و ما حدث الآن، فبدأت تفقد وعيها ببطئ، حتى لم تعد تشعر بشيء .
..........................................................
في الطابق الثالث ... تحديدا غرفة "عبد الخالق"
كان جالس على كرسيه المتحرك و هو يمسك بصورة بين انامله و ملامحة حزينة و الدموع متحجرة في جفونه، كانت الخادمة تنظر له بشفقة و حزن على حاله ... فهو في كل فترة يفعل ذلك و ينظر لصورة ابنته التي قتلت فتصبح حالته كهذة التي تراها الآن، هي تعلم قدر المعاناه الذي يعيشها هذا العجوز .. و لذلك تشعر بالشفقة عليه .
DU LIEST GERADE
وسقطت بين يدي شيطان للكاتبة مي علاء
Romantikتحركت من مكانها و اقتربت من حافة السرير و انزلت قدميها لتلامس اصابعها الأرض و نهضت و هي تتألم .... كان يراقب ما تفعلة بصمت ، تحاملت الام جسدها و قالت - ممكن امشي - لا قالها بهدوء و من ثم التفت و غادر الغرفة الموجودة هي فيها ، قال للخادم الذي يقف اما...