البارت الاخير ج٦

6K 257 34
                                    

ليتك كنت سندي
ظلت تركض بدون أي وجهة تكاد لا ترى من فرط دموعها وما إن شعرت أنها ابتعدت وقد تضل الطريق فعادت أدراجها لتجلس إلى مقعد على الطريق في مقالبة المشفى ..تركت لأعينها العنان لتطلق دمعات بائسة على حالها الذى كلما حاول أن يتحسن فسرعان ما يأتي شىء يعكر صفوه وهدوءه ولا تدرك أنها هكذا هي الحياة لا تأتي على هوى أحد منا ولابد ان نعيشها بحلوها ومرها ومع الصبر يبدلنا الله المر بجميل فضله وكرمه
أخذت تتسائل وتعاتبه في نفسها
_ليه يا آدم ليه عملت فيا كدا ... ليه خلتني أحبك واتعلق بيك بالشكل ده ... وليه اتجوزتني من أصله ما انا كنت قاعدة وقافلة على قلبي وعمري ما فقتحته لراجل قبلك يبقى ليه تخليني أفتحه وتتربع انتى وبس على عرشه طالما انك عايز في الآخر تتجوزني لمجرد شفقة وعطف ... لو كنت طلبت مني أربي أيسل مش هتأخر عنها أبدا بس مكنتش عملت اللي عملته ده أبدا... طب هعمل ايه وهخرجك من قلبي ازاي وانت خلاص شغلت قلبي وكياني وتفكيري .. ليه كدا بس يا آدم حرام عليك.. انا مستاهلش منك كل ده

بكت وبكت إلى أن تعبت من البكاء وجفت دمووعها لا تدري كم الوقت مر عليها وهي على تلك الحال ولم تفق إلا على اتصال آدم بها .. انتبهت لصوت رنين هاتفها فامسكته لتجده هو ... نظرت إلى اسمه المزين لشاشتها بعتاب وكأنها تؤنبه على ما فعله بقلبها وأنها لا تستحق كل هذا منه .. ترددت قليلا قبل أن تجيب لكنها بالاخير أجابت بعد أن قررت ألا تبين له أي شىء لكن هناك ندبة في قلبها لن تندمل أبدا وستجعل نظرتها ومعاملتها له تختلف كليا

أجابت بخفوت وسط شقهاتها
_ألو

ليأتيها صوته القلق
_رهف انتي فين .. قلبت المستشفى عليكي مش موجودة.. روحتي فين ؟

_أنا برا المستشفى يا آدم

_ايه!! وليه خرجتي من غير ما تعرفيني علشان مقلقش عليكي .. وصوتك فيه ايه انتي كويسة!!!
_لا يا آدم تعبانة فجأة اتخنقت فجيت أغير جو برا
_يا حبيبتي طب انتي فين أنا جايلك حالا
_برا قدام المستشفى ياريت تيجي علشان تروحني مش قادرة

وبسرعة البرق كان آدم آمام رهف وما ان رأها على تلك الحال وأعينها المنتفختان حتى ران قلبه لحالها وضمها إلى صدره بحب وخوف
_رهف ... مالك بس يا حبيبتي ألف سلامة عليكي

تنهدت رهف بغصة وقفت في حلقها كانت تتمنى ان كان ذاك العناق الحاني حقيقيا وليس مجرد رأفة وشفقة على حالها..  تتمنى لو كان يبادلها نفس الحب ونفس الشعور ... صحيح أنه يعاملها معاملة حسنة لكنها كانت تطمع في المزيد تطبع بالحب  أسمى علاقة في الوجود
أغمضت أعينها بتعب
لتجده يحملها ليدلف بها ثانية للمشفى ليطمأن عليها

لتصرخ هي بتعب فلقد كرهت ان تعود لؤلائك النسوة ثانية او ان تراهم
_لا يا آدم مش عايزة المستشفى رجعني البيت ارجوك

_حبيبتي هطمن عليكي .. هشوف الضغط عامل ايه وبعدين نرجع البيت
_لا لا مش عايزة روحني ارجوك

ليتك كنت سندي بقلمي_أسماء عبد الهاديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن