بارت٣٧

6.2K 299 18
                                    

بارت٣٧
ليتك كنت سندي
أسماء عبد الهادي

توجهت بغير القلب التي كانت عليه يوما تقصد وجهة معينة واضعة  يدها على قلبها_ الذي بدأ ينبض بعد أن كان باردا لا حياة فيه_ تعرف كم كانت قاسية عليها، كم آلمتها كلماتها، كم ضاعفت معاناتها بسبب تخليها ...لكنها ها هي جاءت الآن لتصلح ما أفسده غباءها في الماضي، ترجو ألا تعود صفر اليدين، ذهبت اليها وهي تحمل في يدها ما يثبت أنها كتبت شقتها بالكامل لابنتها وأيضا كتبت كل إرثها عن أبيها لابنتها فلم يتبقى لها هي من حطام الدنيا شىء.

ما ان رآها إبراهيم حتى كشر وجهه عن ملامح غاضبة وهتف بحدة
_جاية ليه يا سناء الوقتي
هتفت بحنين جارف لعائلتها
_ازيك يا خويا
امتعض وجه وزم شفتيه
_كويسين طول ما انتي بعيدة عننا ... جاية الوقتي ليه ما صدقت البت بدأت تتحسن بعد عملتيه فيها.

التاع قلب سناء وهتفت بوصب
_جاية أشوفها واستسمحها يا ابراهيم أنا عارفة اني كنت غلطانة وجيت عليها أوي ...البت وحشتني ونفسي أخدها في حضني واقولها حقك عليا متزعليش من أمك ...أمك خلاص عرفت غلطتها وجاية تصلحها.

أجابها بصرامة وهو مازال لا يسمح لها بدخول المنزل
_اللي كسرتيه في بنتك كبير أوي والشوتين بتوعك دول عمرهم ما هيصلحوهم... ارجعي من مكان ما جيتي ياسناء ...أنا مش هسمحلك تكوني السبب في تعب ملك تاني .

انحنت بجسدها تجاهه محاولة أن تمسك يده برجاء ولوعة قلب
_بالله عليك يا ابراهيم خليني اشوف البت قلبي بيتقطع عشانها... خاليني أبرد النار اللي قايدة جوايا بعد ما أخدها في حضني واطلب منها تسامحنى ...ارأف بحال أم مكلومة على بنتها أنا عارفة إنك زعلان مني وليك حق تزعل أنا كنت وحشة ف حق بنتي ..لكني عرفت غلطتي وربنا اللي يعلم.

_أم ...انتي عمرك ما كنتي أم أبدا .. طول عمرك مقسية قلب البت وملياه حقد وحسد ..كنتي عايزة تجوزيها لراجل أكبر من أبوها الله يرحمه .. سيبيتها تمشي من غير حتى ما تتطمني عليها وصلت ولا لا... وبعد اللي حصلها كنتي عايزاها تختفي كأنها مكانتش موجودة من أصله... انتي عمرك ما فكرتي في بنتك ولا مصلحتها لمرة واحدة في حياتها... دمرتي البت وكنتي السبب في اللي حصلها ...ايوة أنا بحملك مسؤلية اللي حصل لملك انتي الملومة في كل ده ...جاية الوقتي بعد ما جوزك العرة عرف عليكي ستات وعرفتيه على حقيقته القذرة ..جاية  هنا تبكي على الأطلال.. روحي لحال سبيلك يا سناء .

_ءءاانت عرفت !!
_فكرك اني نايم على وداني !! صحيح اني مفروس منك ومش طايقك الا إنك اختى ومسؤلة مني وربنا هيسألني عنك يوم القيامة فكان لازم اتابع أخبارك حتى من بعيد

لتهتف بفرحة لسماعها كلامه وأنه يهتم بها حتى في زعله منها...أدركت الأن معنى العائلة ..أدركت أن لا شىء يضاهي حب العائلة وأنها الحب الصادق الغير مشروط ...فالعائلة الزاد الوحيد للمرء عندما ينفد كل شىء
_بس أنا انتقمت منه وكمان البوليس خلاه يعترف على اصحابه اللي عارفين مين اللي عمل كدا في ملك وجابوهم  وهيتعاقبوا أشد عقوبة أنا ممشتش من المركز الا لما الظابط أكدلي كدا ، يعني حق ملك هيرجع خلاص ومتبقاش غير انها تسامحني ..خليها تسامحنى يا ابراهيم وانت كمان سامحنى يا خويا .

ليتك كنت سندي بقلمي_أسماء عبد الهاديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن