بارت ١١

10.2K 367 12
                                    

أسماء عبد الهادي
بارت11

بعد أن تناول الفطور مع أمه نادى على رهف كي تعيد الاطباق الى المطبخ وتنظفها ..ناداها عدة مرات لكنها لم تجيب.

كانت رهف تجلس مكانها تبكي بألم بالوضع فاق احتمالاتها ..لا تعرف الى من تشتكي هي لا تريد أن تخبر والديها حتى لا تفجعهم أكثر يكفي ما يعانونه بسبب ما حدث ..شعرت أنها وحدها لا أحد جوارها يساندها ... كتب عليها أن تعاني وحدها ولا تقدر أن تبوح لأحد بسرها.

(فما أقصى الحياة عندما تعافر فيها وحدك  وما أصعب أن ألا تجد لك رفيقا تشاركه همك )

دخل الغرفة كالطور الهائج يصيح بغضب
_أنا مش بنادي عليكي مبترديش ليه؟؟

في حقيقة الأمر هي لم تسمعه لأنها كانت تبكي بحرقه وألم على حالها التي ظنته سيتحسن بالزواج منه لكنه أتضح أنه أسوأ مما توقع بكثير .
لم تقو على أن تفتح فمها لتجيبه فرمقته ببكاء

ليسحبها عامر من ذراعها عنوة ويدفشها تحت قدم أمه
_إخلصي شوفي أمي هتطلب منك إيه تعمليه .

أصدرت رهف تأوهات متألمة صامتة دون أن تجرؤ على أن تخرج أي صوت .
واستمعت لوالدة عامر تقول لها أن تحمل صينية الطعام وتلحق بها إلى المطبخ... لتستند على يدها لتقوم بتنفيذ ما طُلِب منها دون أن تنظر في وجوهم
تدعو الله أن يلهما الصبر وقوة التحمل على ما تعانيه من قهر وأن يخلصها عاجلا من هذا البيت الأشبة بالسجن المشدد.

وضعت الطعام في الحوض وبدأت في تنظيف الأطباق بصمت تام الى أن انتهت

استمعت لأم عامر تقول
_السجاد شوفيه وقلبيه على ظهره علشان ينشف كويس .
ذهبت رهف لتنفيذ ما تطلبه منها دون التفوه بحرف واحد ..دخلت الى النافذة ومدت يدها لتقلب السجاد على وجهه الآخر .. لتجد عامر يقف أمامها بغضب ... تحاشت النظر اليه وتابعت عملها
لكنها فوجئت بأصابع يده تلفح وجهها ويقول يقول بقسوة
_لما أمي تكلمك تردي عليها مش تسيبيها وتمشي ... وقاحة زي دي تتكرر تاني متولميش إلا نفسك .

هزت رهف رأسها عدة مرات فمعنى أنها ستفعل، لتنجب بطشه مرة أخرى

رحل عامر وتركها تبكي دموع الحسرة على حياتها التي لا يبدو أنها سترى فيها يوما واحدا هنيئا.
ذهبت إلى حيث أم عامر في المطبخ ووقفت أمامها لتقول بصوت متحشرج باكي فهي تود الاعتزار منها
_ أنا أسفة أوي ياطنط.. والله أنا مش قصدي أي اساءة لحضرتك ... حضرتك طلبتي مني أعمل السجاد ورحت علطول أعمله أنا بعتذر لو كنت ضايقت حضرتك .

أومأت لها أم عامر بأن لا بأس ولتذهب لتعمل عملها
_ماشي روحي خلصي اللي قلتلك عليه
رهف بخفوت
_حاضر.
توجت أم عامر الى ابنها الذي كان يدرس على حاسوبه ،وذلك لتسأله هل تعرض بالضرب لرهف فهي تري أثار أصابع جلية على وجهها
_عامر هو انت ضربت رهف وطلبت منها تيجي تعتذرلي؟؟
ليرد عامر على أمه بلا اكتراث
_ايوة علشان تتعلم إزاي تكلمك بأدب ... لكن مطلبتش منها تعتذر هي أعتذرتلك؟؟
لتقول أمه وقد بدأت تشعر بالاشفاق تجاه رهف فهي لم ترى منها منذ أن جاءت الى منزلهم أي سلوك مسئ أو مشين
_ ايوة يا بني البنت جت لي و اعتذرت وقالت انها مش قصدها  متردش عليا وكان شكلها معيطة ووشها باين فيه أثار ضربك ليها... ارحمها شوية ياعامر البنت شكلها مكسورة والظاهر ان أهلها عاقبوها جامد على اللي حصل فملوش لزوم اللي بتعمله فيها.. لو مكنتش يابني عايزها طلقها وسيبها ترجع لأهلها بلاش تظلمها معاك اكتر من كده.

ليتك كنت سندي بقلمي_أسماء عبد الهاديΌπου ζουν οι ιστορίες. Ανακάλυψε τώρα