«المقدمة»

2.3K 133 39
                                    

- الجميلة و هاديس -

«قصتي لن تخمدْ أبدًا إلا بموتي.»

-

     وُلدتُ أنا كابنةٍ رابعة و أخيرة لأسرتي، و كما يُشاع عني كنتُ جسدًا هزيل قد شقَّ طريقَه من رحمِ أمِه قبل حتى أن يُتِمّ شهرَه السابع - كصفةٍ سائدة تجمعني بأشقاءٍ قد سبقوني إلى الحياة بنفس الطريقة، إضافةً إلى قلبٍ ضعيف، و رئتين غير مكتملتيّ النمو. إلا أنني قد حظيتُ بِمزيةٍ عن إخوتي، فطالما تناولت الأسرةُ الأحاديثَ عني في الاجتماعاتِ، و ليلة العيد، وفي كل فرصةٍ كانت تسنح لهم بتناول أمر ولادتي.

     إذ اُخبِرَ أبي في ذات صباحٍ أن أُمي تحمل في رحمها طفلاً آخر، و لا شكَّ أن ذلك الحدث كان مُفاجئًا للجميع، فلم يكن ذلك متوقعًا أبدًا بعد سبعةِ أعوامٍ تفصلني عن شقيقيّ التوأم، و عشرٍ عن أختي الأكبر سنًا.

    و كما كان خبر حمل أمي بِي مُباغِتًا، لم تكن ولادتي أيضًا مُنتظرَة، فبعد ثلاثة ليالٍ من آلام المخاضِ التي بدأت فجأة، لم يستطع الطبيب أن يتخذَ إلا قرارًا واحدًا فحسب – أن يتمَّ التخلصُ مني في سبيل إنقاذِ والدتي المسكينة التي فقدت دماءَها حتى أصبحت شاحبةً كقمرٍ في أول نموه.

     و يقول أبي أن والدتي الحبيبة قد رفضت بكلِ ما أوتيت بِه من قوة ذلك القرار الذي أراه بنفسي صائبًا بعد اثنيّ و عشرين عامًا من مولدي، ثم عقدت المسكينة العزم على أن تمنحني حياتِها في سبيل إنقاذي.

     ولكن المعجزةَ حدثت ذلك اليوم، و دوّت صرخةٌ عالية من حلق والدتي، اختلطَ بِها صوتُ نحيبي المخنوق بسبب رئتيّ الضعيفتين، و في النهايةِ بقت أمي حينها على قيد الحياة بعد ما عانته بسببي، و شققتُ أنا طريقي للحياة مع أول ضوءٍ للنهار، و سُميت أنا تيمنًا بذلك.

لوسينديا، ضوء النهار.

    و منذُ ذلك اليوم ربطتني علاقةٌ غريبة بأول ضوءٍ من النهار، عندما تكون السماء معتمةً تمامًا فيما عدى خيطٌ رفيع من نور الفجر، عندما تكون الأجواء صامتة، منزوعة الأصوات إلا صوت نبضي الخفيض.

    تمامًا كما أرى الآن في تلك اللحظة ضوء النهار الذي يشع من الأفق عن يميني، و لا يسعني الآن إلا أن أهرول نحوه، إلى الشيء الوحيد الذي تُبصره أعيني. أُمسك بأطراف ردائي، حتى تتحرك ساقيّ في حريةٍ إلى حيثُ يقودني فؤادي، إلى مكانٍ لا أغرقُ فيه في ظلمةٍ أُخرى، و لا أكون فيه إلا نفسي.

أكونُ أنا – لوسينديا – مُجردة من جميع كذباتي.

-

-

¡Ay! Esta imagen no sigue nuestras pautas de contenido. Para continuar la publicación, intente quitarla o subir otra.

-

الحمدلله، قصة جديدة، و إن شاء اللّٰه تكون أحسن. بدأت كتابة فيها ٢١/٨/٢٠١٩.
و نشرتها اليوم في ١٥/٣/٢٠٢٢
و جميع الأفكار أصلية لِي و غير مقتبسة

محدش يبخل برأيه سواء كان إيجابي او سلبي أنا بقبل النقد بصدر رحب حقيقي + بجد الآراء دي بتساعدني جدًا في تحسين كتابتي.

التحديث هيكون منتظم بإذن اللّٰه، و هيكون يوم الخميس على الأرجح.

قراءة سعيدة 🥰❤️

- فاطمه عادل -
-PHARONICATHENA-

الجميلة و هاديسDonde viven las historias. Descúbrelo ahora