١٣

0 0 0
                                    

سلّم عليها لترحب به هي أيضاً ثم يقرر أن يجلس لوحده دونما طلب ذلك من سما، لكنها لم تبدي ردة فعل.

بدأ يقول "إذاً، ماذا تفعلين" لتسأل سما " ماذا تعني؟" فيقول " أعني هذا، حاسوبكِ ونظارات طبية ومقهى، هل تعملين ام تتصفحين الإنترنت أم ماذا" لتخبره سما بأنها تعمل.

أبدى هو إعجابهُ بسما وراح يسألها عمّا تعمل وهل تحب عملها أم لا وغيرها من هذهِ الأسئلة.

وبينما هو يسأل، خطر ببال سما الكتاب الذي قرأته،" تصرفي كسيّدة وفكري كرجل " ومن خلال ما قرأته فهذا الرجل الذي أمامها تقرّب منها لغاية واحدة فقط.

لكنّها لا تريد، فأختصرت بالأجوبة عليه.

لكنّهُ أستمر بالمناقشة والمحاورة، وبدأت سما تنزعج قليلاً من هذا الموقف برمته، كانت تريد الهدوء، أن تعمل بهدوء وتروّي وأن تبحث عن عمل جديد بصفاء بال، من أين أتى هذا.

رن هاتفه ليحمله لأذنه ويتكلم، حينها تنهدت سما وأعادت بنظرها لحاسوبها لكن مزاجها قد تغير وقررت أن تغلق الحاسوب وبالفعل غلقته وراحت تشرب عصيرها.

قال هو " إنهُ مجتبى، يخبرني أن أُلاقيه في مقهانا المعتاد" لتومئ سما له بخفة لكن داخلها يصرخ بـ أنا لم أسأل حتى!
دعاها للذهاب معه لكنها رفضت بأدب، فماذا ستفعل في مقهى للشباب، لا تريد أن تكون الأنثى الوحيدة.

لكنه أخبرها بأنه ستكون هنالك فتيات أيضاً، يعني بالفتيات صديقاتهم، وليس فقط مقهى للشباب.

وبما أن سما لا تعلم كيف تمضي بقية هذا اليوم قررت أن تذهب معه، أراد منها القدوم معه في سيارته لكنها أشارت لسيارتها المركونة بالفعل فأبدى إعجابهُ مرة أخرى.

وطوال الطريق للمقهى خاصتهم كانت سما تفكر بتصرفات هذا الشاب، هو حقاً يرغب بها، فهذا شيء واضح.

وصلا كلاهما ونزلا من السيارة، ثم دخلا لينظر الجميع لهم.

مجتبى بالطبع أنصدم لمجيء سما، بينما الفتيات أندهشن لمجيء فتاة معه.

عرّفها للجميع لتجلس هي بغرابة بينهم، ولم ترتاح سما لهذا التجمع لكنها حاولت التكيف قليلاً.

بدأت إحدى الفتيات تقول "أهذهِ حبيبتُك يا ماثيو؟" ليخبرها بـ لا، ثم يبدأ بقول "هي تعرف مجتبى أيضاً".

لم تحبذ سما التكلم هكذا عنها وكأنها ليست موجودة لهذا بدأت تقول موجهه كلامها للفتاة " إن كُنتِ تريدين معرفة شيءٍ عني يمكنكِ سؤالي فأنا هنا أمامكِ".

لتظهر على وجه الفتاة ملامح الإستياء.

لكنها عادت تقول بقوة مصطنعة "حسناً، هل أنتِ حبيبة إحداهم؟ " لتسأل سما "من تقصدين؟" فتضحك الفتاة بإستهزاء قائلة " أأنتِ غبية؟ ومن غير مجتبى وماثيو".

كتمت سما غيظها لكن ملامح الغضب بانت على وجهها، إن كان هناك شيء تمقته كثيراً فهو أن يتحدث شخصٌ بالكاد تعرفه بكلمة سيئة عنها.

أرادت التحدث لكن وجدت مجتبى يقول للفتاة بأن تصمت وأن لا تتحدث هكذا عنها.

حوّلت سما بنظرها له، الآن هو يدافع عنها، لكن قبل بضع ساعات كان لا ينبس ببنت شفة، ويقولون بأن الرجال بسطاء أليس كذلك؟

قالت سما للفتاة " إن كان هنالك شخصٌ يستحق أن يلقب بالغبي فلا أرى غيركِ، فماثيو قد أخبركِ للتو بأنني لستُ كذلك، وأخبركِ بأنني أعرف مجتبى.." وشددت على كلمة أعرف، كي تؤكد بأن كلمة حبيبة أو حتى صديقة لم تُذكر.

ثم أكملت " ثم إن كنتُ حبيبة أحدهما، فأولاً سآتي معه ممسكة يده وسيعرفني على أنني حبيبتهُ، أو على الأقل كنتُ سأجلس بجانبه، هل تريني أجلس بجانب أحدهما؟ ".

توترت الفتاة لكن قالت بعدها بإمتعاض" لقد سألتكِ فقط إن كنتِ حبيبة إحداهما، لم يتطلب السؤال كل هذهِ الإجابة".

ضحكت سما قائلة" لو أكتفيتي بهذا السؤال كنتُ سأكتفي تحديداً بكلمة لا وأُنهي الموضوع، لكنكِ وصفتني بالغبية، وأنا حتى لا أعرفكِ ولا تعرفينني، فهل هذا صحيح بنظركِ؟".

جادلت الفتاة "كنتِ أكتفيتي بأخباري أنكِ لا تحبين ذلك وكنت سأعتذر وينتهي الأمر " لترواغ سما قائلة "أعتذري إذاً.. " فترمقها الفتاة بشرارة غضب.

وأكتفت سما بالنظر لها بهدوء ورزانة.

قال ماثيو مقاطعاً" فتيات.. إهدأن، لا داعي لكل هذا الشجار.. " ثم نظر للفتاة وأخبرها بأن تعتذر وتنهي الأمر، أخذت الفتاة القليل من الوقت قبل أن تعتذر بهمس وغضب وتنهض مغادرة.

نظرت سما لها ثم لمن حولها لتجد مجتبى يحدق بها.

أشارت له بوجهها بـ ماذا؟ ليهز رأسه غير راضٍ عما حدث فترفع سما حاجبها.

بعد دقائق جاءت الفتاة وجلست بجانب مجتبى وراحت تُغازله.

وحينها بدأت سما تغضب لتصرفات الفتاة وكيف أنها تحتك بمجتبى، وهو الآخر مستمتع بذلك، لكن ليس كثيراً، فهو يبعد يديها تارة ويبتعد عنها تارةً أخرى.

تنهدت سما، أهي الآن تغار؟

لكن لا يجب عليها أن تغار فهو ليس لها، ثم أنهما لم يوضّح اي شيءٍ بينهما للآن.

قررت سما أنها ليست مرتاحة وستنهض من بينهم على الفور وتعود لمنزلها، وبالفعل نهضت وتحججت بأنها متعبة وعليها أن تأخذ قسطاً من الراحة بمنزلها.

نهض ماثيو سريعاً ليخبرها بأنها ربما لن تستطيع قيادة سيارتها وبأنهُ سيوصلها ثم يجلب لها السيارة لاحقاً فرفضت سما رفضاً قاطعاً.

هي لن تسمح لأي شخص بأن يقود سيارتها.

وبعد القليل من النقاش تركوها تذهب أخيراً، وما أن خرجت سما من المقهى حتى تنفست الصعداء، أخيراً.. فهي لم تحبذ تلك الجلسة أبداً.

صعدت لسيارتها وأنطلقت لمنزلها.

حينما وصلت للمنزل سارعت بالذهاب للإستحمام وتغيير ملابسها لملابس مريحة أكثر ثم جلست تُطعم هاسكي وتداعبه.

وجَـعي Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang