٩

3 0 0
                                    

خرج الجميع من الصالة وهم مقسمون لفرقتينِ, الفرقة التي أستمتعتْ بالفيلم وراحت تناقش الأحداث مع بعضها, والفرقة الصامتة التي لم تعبر عن خوفها أو عن إنزعاجِها أو اي شيء هي فقط صامتة.

كانت جيهان وليان ومارينا وزوجها يناقشون أحداث الفيلم , بينما سما ومجتبى وجون صامتين.

راح زوج مارينا يقول " أأعجبكِ الفيلم سما؟ " لتجيب سما " إطلاقاً, لكني لم أكن خائفة بقدر خوف جون " ليصرخَ جون قائلاً " ماذا! أنا لم أخف أيتها السخيفة " لتسخر سما " آه صحيح, أنا من كان يبتلع لعابه بخوف ويفزع كلما شاهد مشهد رعب " ليسخر هو الآخر " وهل كنتِ تتلذين بمشاهد القتل أنتِ مثلاً " .

وها قد بدأ الشجار الذي لن ينتهي.

وقفت ليان بينهما قائلة " كفى شجاراً, لستما طفلين " لتُعلّق سما " هل أصبتيْ بالغيرة ؟ " وأكمل جون " يا حبذا لو فعلتيْ" لتتنهدْ ليان وتبتعد قائلة " ألوم نفسي على حشرها بينكم " .

خرجوا للشارع وراحت سما تتمسك بيد جيهان وليان وتجرهمْا كالطفلة لسيارتها تخبرهُما بأنهُما عليهما المبيت في منزلها اليوم, ولم يكف جون من السخرية منها.

وأنتهى بهما المطاف بضرب أحدهما للآخر كالأطفال, وزوج من الأعين يرمقهُما بغيرة مشتعلة.

أقترح جون أن يبيت هو أيضاً معهم وراحت سما التي تتشبث بهِ كالقردة تخبره بأنه عليه ذلك و بأنهما سيشاهدان الأنميات معاً, أفضل من الهراء الذي شاهداهُ قبل قليل.

وافقت ليان وجيهان على المبيت ومعهم جون, وبالفعل قادتهم سما لسيارتها وقد ركبت الفتاتين معها بينما جون أضطر للصعود بسيارة ليان ليجْلبها معهم حيث منزل سما.
وراح مجتبى يحدق بالجميع يغادره ثم ركب هو سيارته أيضاً وحلّق بها.

وحينما وصلوا للمنزل راحت الفتيات تنتشر بالمنزل, ويحضرن الجلسة وتجلب الحلويات والمكسرات وغيرها وتضع الوسائد والأغطية في الأرض وعلى الكنفة, وحينما لم يتعب جون نفسه بشيء راحت سما تغتنم جميع الفرص لمعاقبته, فتارةً تضربه على رأسه كلما مرت بجانبه, وتارةً ترمي الوسائد والأغطية على رأسه, ثم بعدها راحوا جميعاً يحضرون الحلقات المتبقية من أنمي هجوم العمالقة.

وبعد القليل من الوقت, لاحظ جون شخصاً يعرفه يفعل شيئاً بالخارج, بالمنزل المقابل.

" هَـي بنات, أليس هذا مجتبى؟ " نظرت الفتيات من النافذة الكبيرة أمامهم, وبالفعل قد لاحظناهُ يخرج بعض الأثاث للخارج.

قالت جيهان " أهذهِ صدفة أم أنهُ جاركِ ونحن لا نعلم.." وجهت السؤال لسما التي كانت تحدق فيه بريبة.

سألت سما نفسها, ماذا يفعل هذا؟ لما هو الآن جاري!
أقترحتْ ليان بأن يخرجوا لمساعدته وسؤاله في الآن نفسه, فما كان من البقية سوى الموافقة عدا سما التي كانت تنظر بتجهمْ له, هي لا تريد وتريد في نفس الوقت.

خرجوا جميعاً لتظهر على مجتبى ملامح الصدمة, وسألوه ما الذي يفعله بهذا الوقت المتأخر فأجاب بأنه أستأجر المنزل منذ أيامٍ قليلة ولم يسعه الوقت لتنظيفه.

قام الجميع بمساعدته وراحوا يدخلون للمنزل ويخرجوا الأثاث معه, بينما مجتبى لا يزال في صدمة.

وسما لا تزال واقفة خلفه عاقدة يديها تنظر له بتجهم, أدار وجهه ليكمل عمله فأنتبه لها وراحوا ينظرون لبعض, هي تنظر له بنصف عين وعلامات الشك تملأ وجهها وهو ينظر لها ببراءة.

" أنت لم تفعل ذلك عمداً صحيح؟ " سألت سما ليسأل هو بدوره " أفعل ماذا؟ " لتتنهدْ سما قائلة " حباً بالله أجبْ بجواب جواب وليس سؤال " .

ضحك مجتبى مجيباً "حسناً, لا تغضبي, كلا لم أتعمد, أنا فقط كنتُ أبحث عن منزل للإيجار ولقد عثرت على لافتة تقول بأن هذا المنزل معروض للإيجار فأغتنمتُ الفرصة " لتسأل سما "اي فرصة؟ " أجاب مجتبى " أن أكون جاركِ.." .

رمشت سما مرتين ليرمش مجتبى بعدها مرتين أيضاً, تنهدت بعدها وراحت تساعد البقية تاركةً إياه خلفها.

ضحك هو وراح ينظر لها وهي تركض كالطفلة وتحاول أن تساعدهم لكن لا جدوى, فقامت بحمل الأثاث الخفيف وأخرجته.

وحينما أنْتهوا من ذلك , شكرهم مجتبى وجاءت سما من خلفه حاملةً غرضاً ما لتسأله إن كان عليها وضعه مع البقية ليجيب بأن هذا الغرض ليس له.

لتنظر سما للغرض بعدها ترميه للخلف دونما الإلتفات وتتمشى عائدة للمنزل دونما كلمة.

ضحك الجميع عليها بعدها تمنوا له ليلة سعيدة وراحوا يتمشون عائدين للمنزل أيضاً ليكملوا حفلة المبيت خاصتهم.

وجَـعي Where stories live. Discover now