٦

0 0 0
                                    

" صبااح الخير.." قلتُ كالطفلة ولا أزال أطوقه ليجيب هو بشيءٍ من الإختناق " اي صباح يا معتُوهه..إنهُ العصر " نزلت للأرض وأنا أقول " حباًبالله, قبل قليل كان الصبح, ثم أتصلتْ صديقتي لتُدهشني أنه الظهر, والآن بدقائق فقط حل العصر!" .

ضحك جون عليّ وضرب رأسي بخفة قائلاً " كيف حالكِ أيتها الطفلة " لأجيب بتقوس فم كالأطفال " لستُ طفلة, أنت العجوز " ضحك مرة أخرى وكأنني فعلاً طفلة وهو الأب الحنون.

" ماذا تفعلين هنا؟" راح يسأل لأجيب " أسألك ذات السؤال.." ثم أردفت " ربما مقصدنا واحد صحيح؟" نظرت في عينيه لينظر لي أيضاً بشيء من الحزن وأبتسامةْ خفيفة.

قلتُ بهدوء وبصوت عميق " لا بأس جوني, هي تحبك صدقني, لكنها ليست مستعدة الآن, إن كنت تحبها فعلاً فعليك قبول هذا التحدي الصعب".

صمت قليلاً يفكر, ثم ضرب رأسي مجدداً قائلاً " تحولك هذا مخيف, كفي عنهُ أتستَطيعين؟" لأجيب بشيء من الغرور المصطنع " آه, ماذا أقول, لقد ولدت لأكون مميزة وأغير من شخصيتي بسرعة فائقة" .

تنهد هو بقلة حيله, يعرفني بأنني لن أفوت فرصة أنغر فيها وأمدح نفسي .

سحبني من ياختي قائلاً " هيا هيا لندخل.." لأصرخ أنا بطفولة " هَـي أيها العجوز دعني " لكنه بقيّ يسحبني حتى دخلنا ثم راح يطوق رقبتي بيده الضخمة ويمشي بي للمصعد .

" أهكذا تُعامل الأنثى! " رحت أشاجره حينما أغلق باب المصعد, أجاب وهو ينظر في كل مكان " أين الأنثى؟ لا أراها".

قهقهت بسخرية قائلة " ليست مضحكة, ثم هكذا جملة أصبحت موضة قديمة " ليجيب عاقداً يديه مُتكأ على المصعد " آه حقاً؟ وما الموضة الجديدة؟ علميني كي أسخر بتطور " .

" حسناً.." بدأت القول " يمكنك قول كلمة ’أريني’ حينها ستعم الإثارة الأجواء " أكملت بإبتسامة بلهاء ليحدق فيّ لثواني ثم يهز رأسه غير مصدق لما قلته, بعدها فُتِحَ باب المصعد ليخرج منه وقد رمى كلمته بوجهي " غبية.." .

خرجتُ خلفه أكمل الشجار " لستُ غبية يا رأس ال.." صَمِتُّ حينما لبث هو أيضاً صامتاً, ورحتُ أنظر للمكان الذي ينظر له  .

كانت ليان تجلس على حاسوبها تكتب بتركيز, مع خصل شعرٍ مكركبة, ونظارات للرؤية القريبة وتشرب القهوة كل ثانيه, محبة الكافيين.

نظرت لجون, ثم لـ ليان ثم لجون ثم لـ ليان حتى هززت رأسي لأركز وقلت " أستحدقُ كثيراً؟" لم يُجب, لا يزالُ ينظر, لأتنهدَ وأدفعهُ من ظهره ليمشي وأقول " هيا هيا مزاجي لا يحتمل الرومنسيات " .

رحنا نتشاجر أنا وهو, هو يقول بأنه ليس جاهزاً بعد للدخول وأنا أخبره بأنه لا يحتاج لأخذ الخيرةِ .

وبقينا هكذا حتى ولجنا لمكتبها لتفزع من دخولنا.

" ماذا تفعلان هنا؟" راحت ليان تسأل , لأجيب وأنا أمشي ناحية المقعد وأجلس " لأراكِ, لقد أشتقتُ لكِ " ثم نظرت ليان لجون تنتظره أن يجيب هو أيضاً.

ومن فرط توتره, راح يحك رأسه ثم وينظر لكل مكان ثم أجاب " ذات سبب سما " لأخبث أنا مُعلّقة " تقصد بأنكَ أشتقتُ لها صحيح؟ " أبتلع جون لعابهُ بتوتر وتجمد مكانه.

تداركت ليان الأمر بتوبيخي " حتماً لا تشتاقين لي من دون سبب " لأشهقَ أنا " ماذا! أتريني أحبُ المصالح! " ليُجيبا كلاهما " نعم.." .

تسمّرت مكاني, ثم زفرت الهواء ودحرجتُ عيناي بتملل .

" لستُ كذلك.." قلتُ بفمٍ متقوس كالطفلة , ثم همست "عجوزان.." سمعتني ليان فراحت تقول " ويكأنك أنتي الشابة اليافعة, أنتي أيضاً عجوز.." لأشاجرها " لستُ بعجوز, أنتِ وهو العجوزان" لتقول " تذكري بأنني أصغرك بأشهر" لأعقد يداي وأزيح برأسي كالطفلة غيرُ راضية.

" وأنت, ماذا تفعل هنا.." تسمّر جون مكانه, ثم عبس بحزن قائلاً " ألا تريدينني هنا ؟" لتتداركَ ليان قائلة "لا أقصد ذلك ,كلا.." لأباغِتها قائلة " إذاً أنتِ تريديه.." كان لكلامي مقصد آخر, ليس فقط أنها تريده هنا.

وجَـعي Where stories live. Discover now