١٧

0 0 0
                                    

نظرت سما لمُجتبى لتلتقي أعينهما ثم بعدها أزاحتْها بسرعة لتنزل للكلب وتُداعبه بخفة.

" حسناً.."  بدأت المربية تقول " لأذهَب وأجلب المفتاح لقفلاهُما.. " مشت قليلاً ثم توقفت لتَستدير لهما قائلة "  اه لم أخبركما, هذان الإثنان يحبان بعضهما.." .

رفعت سما حاجبيها دهشة وسألت فوراً " هل هذا ذكر وتلك أنثى؟ " أجابت المربية قبل أن تذهب لجلب المفاتيح " نعم, فالذكور بالطبع تتودد للإناث والعكس..تودد لكي الهاسكي الذكر.."  ثم نظرت لمجتبى قائلة " وأنت قد توددت لكَ الأنثى " ليُعلّق مجتبى قائلاَ " لا عجب.." .

ذهبت المربية قليلاً وعادت لتفتح قفل الأنثى أولاً لتقفز بين يدي مجتبى ويبدأ بمداعبتها, ثم راحت المربية تفتح قفل الذكر ليقفز هو الآخر بين يدي سما بعدها نظرا لبعضهما ليُحدق الجميع بهما .

قفزت الأنثى من بين يدي مجتبى لتذهب للذكر فراح هو يتودد لها وهو بين يدي سما, حدقت سما فيهما وهما يلعقان وجه بعضهما في حضنها لتُعلّق " يا للهول.. " .

" هما ينتظران هذهِ اللحظة منذ زمن, أتركيهما قليلاً.." علّقت المربية بإبتسامة حنونة .

فتحت سما ذراعيها لتترك الذكر يذهب لأنثاه بهدوء ووضعت يدها على خدها تحدق لهما , ليُعلّق مجتبى " هل سيطول هذا اللقاء الرومنْسي؟ " لتجيب المربية قائلة " لا, هيا أجلباهُما لأذهبْ وأجهزهُما " .

قامت سما بحمل كلبهما بهدوء بينما الأنثى بقيّت تصدر أصوات الحزن وتهز ذيلها تريده, تقدم مجتبى ليحملها لكنها لم تقبل بدايةً ليصدر كلب سما أصواتاً لها فتهدأ وتذهب بين ذراعي مجتبى بهدوء.

" أهما يُكلّمان بعضهما أم ماذا؟ "  علّقت سما ليجيب مجتبى " بالطبع, فهما يفهمان بعضهما, وهما يحبان بعضهما أيضاً لا تنسي , على الأنثى أن تسمع كلام حبيبها  " زفرت سما بقلة حيلة ثم تخطته ذاهبة عند المربية .

أبتسم هو وذهب خلفها عند المربية التي تحضر أغراض الكلبين, أبتسمت لهما وبدأت تُعطي لهما نصائح عن الهاسكي وكيف يجب التعامل معه وتربيته.

أخبرتهم بأنهما عليهم أن يطعموهم بين فترة وأخرى, وكلما كبرا كلما ستزيد الكمية, وهما نظيفان على عكس بقية الحيوانات ولكن عليهما أن يحمماهم أسبوعياً وعليهم أن يخرجوهُم كل فترة للخارج فهما يحبان الثلوج والأماكن الباردة, وايضاً عليهما أن يلاعبهما كثيراً, ويذهبون لتمشيتهم كثيراً أيضاً .

والكثير من النصائح والإرشادات التي كانت ستسبب لدماغ سما الإنفجار, هي لا تستطيع حفظ كل هذهِ المعلومات, حتى أنها ترددت لأخذه لأنه يحتاج الكثير من الإهتمام,  وهي سيئة في العناية بشخص يومياً.

" هل تسكنان بنفس الحي؟ "  سألت المربية  ليجيب مجتبى " بلى.. " لتبتسم هي وتقول " لربما شعرا بذلك لذلك هما ظهرا أنفسهما لكما" .

" أو ربما شعرا بأننا مقرّبان من بعضنا .." علّق مجتبى وهو ينظر بطرف عينه لسما التي لم تنتبه له فهي كانت تحدق بكلبها الذي يقف أمامها على الطاولة.

" ماذا هناك؟ "  سألت المربية, تنهدت سما قائلة وهي تمسح على فروهُ وتنظر في عينيه " لربما لا أستطيع تربيته.." عبست المربية بحزن بينما عقد مجتبى حاجبيه.

أبدى الكلب حزنه وراح يصدر أصواتاً حزينة لسما, فعبست هي كالأطفال وقوست شفتيها , أصدرت الأنثى أيضاً أصواتاً حزينة لترأف سما بهما.

" آه حسناً حسناً , كفى هذا ستجعلانيْ أبكي.." قالت سما وهي لا تزال تمد شفتها السفلى , ليحدق مجتبى طويلاً بشفتيها ثم يبتلع ما بفمه بهدوء.

" لا تُفرقي بين المحبين بُنيتي.." صدر صوت رجل كبير في السن خلفها لينظر الجميع للخلف .

" العم جو, مرحباً بكَ.. " قالت المربية للرجل الأنيق الكبير بالعمر ذو القبعة السوداء.

تقدم الرجل ومسح على فرو الذكر قائلاً لسما "  هما يحبان بعضهما,  أستُفرقيهما؟ " عبست سما مجدداً قائلة " لا.. " ليقول العم جو " سمعتُ كلامكِ, قلتي بأنكِ لربما لا تستطيعين تحمل تربيته, لا بأس, أستطيع رعايته أنا حينما تنشغلين أنتِ  " .

كان العم جو يسكن بجوار منزل سما , لطالما أعتبرتهُ كالأب لها.

" حسناً سآخذهُ.." قالت سما ليفرح الجميع.

خرجْا من المحل وهما يحملان الكلبين بين ذراعِيهما, قامت سما بدعوة العم جو بإيصاله لمنزله فقبل ذلك برحابة صدر, وبالفعل أوصلته  وراح ينزلانِ من السيارة ويجلبانِ الأغراض معهما.

قفزت الأنثى من جديد للذكر ليقفز هو أيضاً من يدي سما لها.

" يا إلهي الرحمة.." علّقت سما قائلة, ليضع مجتبى يده على جبهته هو الآخر , بينما العم جو ضحك عليهما بهدوء وقال " ماذا, ألا تعرفان الإشتياق؟ دعوهما يقبلان بعضهما قليلاً " .

" أنا فقط أدعو أن لا يكوّنا عائلة الآن.. " قال مجتبى ليضحك العم جو بصوتٍ عالٍ بينما تحدق سما في وجهه مصدومة مما قاله ليرفع هو كتفيه بلا مبالاة.

" هيا تعالا لمنزلي لأقدم لكما الضيافة بينما تدعان هذان المسكينان مع بعضهما قليلاً " قال العم جو لتتقدم سما دون إعتراض بينما مجتبى أعترض قائلاً "  لا أستطيع, عليّ الذهاب فلدي أعمال لم أنجزها بعد " .

" هيا يا رجل, كوب شايٍ واحد لن يسبب ضرراً, ثم أن الشاي الذي أصنعه لا يُعوض " قال العم جو مجدداً لكن مجتبى لا يزال يعترض حتى قالت سما " هيا يا مجتبى, إن الشاي الذي يصنعهُ العم جو حقاً لا يعوض, ألست مدمن شاي؟ " كانت الجملة الأخيرة كـ زلة لسان أحدثها لسان سما التي تندمت فور نطقها بها.

"حسناً, سآتي.. " قال مجتبى بإبتسامة دافئة لتَتوتر سما وتسبقُهم للمنزل هاربة من الموقف المحرج.

وجَـعي Where stories live. Discover now