لعقت ايلا شفتها و شربت كأس النبيذ الوردي الخفيف. كان من المفترض على حسب كلام النادل ان يكون مخفف الكحول كيلا يصيب الرواد بالسَكر، لكنه مخفف بما فيه الكفاية ليجعلهم يقتربون فقط منه.

كان لذيذًا ككروم العنب في جنوب الريف الفرنسي حيث مزرعة والدها الروحي. لعقت شفتها مجددًا، "وماذا عن — جاسبر وجون؟"

"لنرى." همهم كريستيان، وهو يدفع بالمحار مرةً اخرى في فمه ويغمض عينيه من حدة طعم النبيذ "اولًا جاسبر كان عاقلًا، هذا معروف عنه، لا يفعل الكثير من الاشياء و ليس محط الأنظار ولا يقع في المشاكل، أما جون فلم نرتد نفس الثانوية على ايةِ حال. بل في الواقع عند التفكير بالأمر لقد فعلنا، لكنه سُحب منها بعد شهرين و ذهب الى مدرسة خاصة في اسكوتلندا عند والده الروحي كما سمعت، من صديق لي."

"اوه." هذا كل ما قالته، اخذت رشفةً اخرى من النبيذ بطرف لسانها وادارت الشراب في فمها، لا تستغرب ان جون قضى معظم حياته بعيدًا عن والده مثلها، فعلاقتهم ليست جيدةً على ايةِ حال وهذا ليس سرًا. لا تدري هل يجب ان تشعر بالسوء تجاه ذلك او ان تستمتع بما تراه، فلا تستطيع ان تثبت على رأي واحد بخصوص ذلك الرجل النكد المتناقض، احيانًا يكون اعظم رجل في الدنيا بمجرد ان يحاول - وهذا غالبًا له علاقة برغبتها الشديدة بأن يكون كذلك- وأحيانًا يكون اسوأ رجل وقعت عينها عليه، لا تستطيع الجزم بشأنه، لكنها تعرف انه سيندم هو او اي احد أخر ان ازعج جون مجددًا كما فعلوا السبعة عشر سنةِ الماضية، في التفكير بالأمر، صارت بالثامنة عشرة، بلغت عيد ميلادها قبل شهر دون احتفال ولا ملاحظة من اي احد. ليس وكأن الموضوع يهمها على اية حال، هي ليست من معجبي اعياد الميلاد اصلًا.

"هل نطلب الحلويات الآن؟"

"نعم، انا مستعدة لها." كانت تحتاج الى قهوة لتبعد تأثير النبيذ عنها. لا تريد ان ترتكب فضائعًا حتى لو لم تكن سكرةً بعد وهي تحتاج الى كامل انتباهها بعد كل شيء

قبل ان يرفع كريستيان يده للنادل، ظل حط عليهما، لرجل اسمر بشعرٍ اشقر ونظاره شمسية تعمل لإبعاد الشعر عن وجهه "سولديري، انه انت يارجل." الرجل انحنى على كريستيان الذي نهض بسرعة وصافحه "مر وقت طويل عنك." قال هو يبادله نصف عناق و يبتعد عنه قليلًا "اين كنت، خارج البلد اظن؟"

كانت لكنته غريبة، لا تستطيع ايلا وضع اصبعها عليها، لكنه كان اجنبيًا بلا شك "كنت في تركيا، الجد يحب ان يلعب بي يمينًا و يسارًا."

استدار الرجل اليها، و بدوره كريستيان الذي وضع يده على كتفها "هذه ايلا سالفاتور، ايلا، هذا اوزان كوزآوغلوا. صديق لي من الجامعة."

"انسة سالفاتور." حياها الرجل الذي عقد حاجبيه عند سماع اسمها وكأنه يعرفها لكنه غير متأكد تمامًا.

ابتسمت ايلا وردت التحية "تشرفت بمعرفتك سيد كوزآوغلوا."

"لا، ناديني أوزان، واتمنى ان اناديك بآيلا ايضًا."

(متوقفة) vanilla scentWhere stories live. Discover now