الفصل الثامن عشر

277 91 233
                                    

استل انهيوك سيفه مع نهاية كلمات سيده في حين تراجع جميع من في قاعة العرش للخلف رهبة من مصير المستشار الخائن عدا شخص واحد ..
الملكة كلارا التي اعترضت طريق انهيوك وحالت بينه وبين المستشار بجسدها مما جعله يتمهل في مكانه بانتظار ما ستقوله

قطب دونغهي حاجبيه ناقماً على مقاطعة الملكة لحكمه في حين تكلمت هي دون خوف من نيران غضبه المستعرة : لا تفعل جلالتك ؛ لا تقتله ارجوك ...

اعتدل دونغهي في مكانه غاضباً ؛ وقف بشموخ بينما تحفه هالة مهيبة تمازج فيها الغضب بالقسوة عندما تحدث بصوت مزمجر هز اركان المكان : سموكِ لا يحق لكِ مقاطعة اجراء الحكم الذي تم اتخاذه  !

حركت رأسها رافضة بعناد واجابت بالحاح : ارفض حكمك المستبد وقرارك المتسرع جلالتك ؛ لا يمكنك قتل رجل أفنى حياته في سبيل حماية المملكة عند ارتكابه لخطأه الاول !
قد يكون مذنباً وتصرف تبعاً لعواطفه كأب بعد ان فقد ابنه الوحيد لكن ذلك لا يبرر لك قتله دون اي محاكمة عادلة !

زادت ثورات غضبه اشتعالاً بينما ضاقت حدقتيه في نفور : أتعترضين على قراري ؟

لم يسبق لها ان واجهته علانية امام حاشيته بقوة هكذا ؛ لطالما كانت مواجهاتهما محصورة بينهما فكان وقوفها في وجهه مُهيناً بنظره
بينما لا يجرؤ كبار الرجال واعظم الملوك على الوقوف في وجهه ؛ كيف تجرأ ان تعانده وتعارضه علانيه دون تفكير ؟؟

تكلمت كلارا بهدوء تناجي رحمته مخفية ارتعادة أطرافها مما شهدته في عينيه من سخط : أعتقد ان على جلالتك التروي قليلاً قبل اتخاذ هذا القرار المصيري ؛ المستشار أفنى حياته بخدمة المملكة وقدم روح ابنه الوحيد في سبيلها فكيف لنا ان ننسى جميع تضحياته ومواقفه المشرفة بهذه السهولة ؟
ألا يجدر بنا الأخذ بعين الاعتبار مشاعره الخاصة كإنسان ؛ ألم تدعي انك لا تسعى لدمار المملكة وانما اصلاحها ، كيف ترتقي بها نحو القمة وانت تقتل من ساهموا في نشأتها وكانوا حجر اساس في كل مواقفها ؟!

نزل السلالم القليلة التي كانت ترفع عرشه عن أرض القاعة متقدماً منها فتنحى انهيوك باحترام امام هيبته وسطوته
وحالما وصل اليها حدجها بنظراته الناقمة فما كانت لتحرك ساكناً وهي التي اعتادت مجابهته بكل قوتها
نظراتها الثابته وتصميمها على رأيها بحماقة ؛ اعتراضها له وموقفها غير الحكيم امام الحاشية وتشكيكها بحكمته وعدالته كانا الضربة القاضية التي جعلته يخرج عن كتمانه لعلها تدرك ما يحدث حولها جيداً

بقسوة ونبرة غلبها الغضب دون ان يلتفت لأبعاد كلماته عليها تكلم : سموكِ يجب ان لا تتدخلي في شؤون البلاد التي لا تعرفينها ..
خيانة المستشار الذي تمجدينه بدأت منذ أكثر من عام وقبل وصولي لهذه الأرض أيضاً !
هو وابنه القائد العسكري الذي تذكرين فضله على المدينة كانا يحفران في الخفاء للاستيلاء على الحكم باستخدام سموكِ في حين كنتِ انتِ في غفلة من امرك ....

" القمر الأزرق | Blue Moon "Where stories live. Discover now