الفصل الحادي عشر

345 69 199
                                    

وضعها برفق في فراشها وكاد ينسحب مبتعداً لولا اناملها التي تشبثت بكم قميصه الأسود الذي تحالف مع لون عينيه وشعره الداكن مكوناً مزيجاً من فتنة وسيادية اللون الأسود
غابت قليلاً في ظلمة عينيه الموحشة بينما كان هو يغرق بما في عينيها من بحور النعيم فتتقاذفه امواجهما بين ذهبية احداهما وفضية الأخرى ...

تكلمت كلارا بصوت هادئ تخلله شيء من الندم رغم سكون ملامحها : جلالتك ...

لم يجبها بكلماته ؛ لكنه لم يحرك ساكنا كأنما تجيبها كل حواسه فأضافت : لم احاول التقليل من شأنك او اهانتك امام رعاياك أبداً ؛ أعترف انني لا املك أعذاراً لفعلتي لكنني حاولت الحفاظ على سرية وجهتي أملاً في الحفاظ على كبريائك سيدي ، اعتذر على ما سببته لك من أذى غير مقصود ..

ملامحه المتجهمة لانت قليلاً دون ان تتنازل عينيه عن جمودها وجليد نسماتها التي هبت عليها لوهلة اختار فيها الصمت قبل ان يجيبها باقتضاب : لازلت على ظني ان الاعتراف بالذنب فضيلة ، اعتذارك مقبولٌ كلارا ...

رغم انعدام اي ابتسامة على شفتيها الا ان ألق عينيها الفاتن أشعره بمدى سعادتها ورضاها لعفوه عنها وقبوله باعتذارها
أشارت له الى يدها فوجدها تمد منديله له تعيده بينما تكلمت بلطف لم يعهده فيها عندما تحدثه : أشكر كرمك سيدي ..

أخذ منديله منها بهدوء قبل ان ينسحب من امامها خشية ان يفقد جزءاً جديداً من قلبه لها واختار ان يبدل ثيابه ليذهب الى النوم كما سبق وفعلت الملكة بعد حوارهما الودي ذاك ..

الأيام تمضي على عجل رغم ركود أحداثها ؛ عدة أشهر مضت بدأت فيها امارات الربيع تختفي تماماً وتزينت الحقول والأشجار بلونها الذهبي الآسر كما ازداد الجو بروداً كأنما يبشر بقدوم الشتاء قريباً ..
وفي قاعة العرش دائرية الشكل تكسرت أشعة الشمس بألوان الزجاج المزخرف لأسقف القاعة وتناثرت أشلاءاً في أرجاء المكان الذي كان مزدحماً بعددٍ من كبار رجال القصر في حضرة الحاكم يتناقشون ببعض امور المملكة المهمة

وبينما هم يخوضون فيما لديهم من حديث فُتح أحد ابواب القاعة ليسترعي انتباههم دخول القائد العسكري والمستشار الاول انهيوك بخطواته الواسعة وملامحه الجادة التي تدل على وجود خطب ما لم يغفل دونغهي عن ملاحظته
تقدم الى منتصف تلك القاعة وانحنى باحترام قبل ان يتكلم بصوت جهور فيه من القوة ما فيه من الحزم : سيدي ..

أشار له دونغهي ان يتابع حديثه فتنقلت نظراته بين المحيطين فيه بتردد قبل ان يتكلم : وصلتنا أخبار عاجلة ؛ لقد رصدت فرق البحث الخاصة بنا أسطولاً بحرياً تابعاً للجيش الايطالي متجهاً نحونا ، لدينا بعض الشكوك ان هدفهم اقتحام المدينة وتدمير أسوارها !

" القمر الأزرق | Blue Moon "Where stories live. Discover now