الفصل السادس

470 67 174
                                    

طلوع اول خيوط شمس الصباح كان الوقت الذي ارتأى فيه الملك آثاليوس الخروج عن صمته بعد ان قضى ليله مفكراً بطلب دونغهي يحسب جميع أبعاده وتأثيره على البلاد
ولما رأى من ذلك خيراً لكلا الجانبين الأغلى على قلبه ؛ جانب ابنته الوحيدة الأميرة الجميلة كلارا التي كان زواجها من ملك عظيم مثله أشبه بحلم ما كان يصدق حدوثه بعد ما عانته في حياتها من نُبذ ونفور
وجانب المملكة التي ستزداد قوة ورفعة بين يدي ملك مثله بدلاً من انهيارها ودمارها في حال غضب الملك من رفض عرضه .

اتجه باكراً نحو حجرة الأميرة طالباً منها الاذن للتحدث معها على انفراد فخرجت من حجرتها مرافقتها والعاملات اللاتي كان يساعدنها على التأنق كما كل صباح
ابتسمت لوالدها برفق بينما أشارت له بالجلوس على الأريكة المقابلة لها وقدمت له كوباً من الشاي الدافئ متسائلة بنعومة : ما هو سبب زيارة الملك لحجرتي المتواضعة منذ الصباح الباكر ؟

ترددت حروفه وهو يتأمل جمالها الفاتن باشفاق ؛ لازال يراها الفتاة الأكثر جمالاً في العالم أجمع لكنها كانت ضحية الظلم فقط لاختلاف لون عينيها فعوملت بأبشع الطرق رغم انها تستحق الأفضل بنظره
شعرها الحريري بلون البن اذا ما لامسته النسمات بدت رائحته ادماناً يوقظ كل منبهات الشعور لدى الانسان !
ملامحها المرسومة باتقان ؛ عينيها الواسعتين وخط انفها الصغير وشفتيها الناعمتين كالعنقود ، ضحكتها الأشبه بالموسيقى تطرب القلوب وبراءتها الشهية ..!

هو أكثر من يعلم بشأن ما عانته في حياتها ؛ ويعلم مقدار الجرح الغائر في دواخلها من فقدها للرجل الوحيد الذي أحبها ومنحها ما ينقصها من شعور
ويدرك جيداً ان ما هو على وشك عرضه عليها لن يكون مقبولاً أبداً نظرها فقد أبدت من قبل رفضها للملك
لكنه سيختار الأفضل لها وللبلاد حتى لو لم تدرك ذلك الان ؛ لابد سيأتي يوم وتعلم انه فعل ذلك من اجلها ..!

رفعت كلا حاجبيها متعجبة صمته فتكلم أخيراً بهدوء ورزانة : تعلمين يا ابنتي أنكِ احب الناس الى قلبي منذ وفاة والدتك ؛ ولن أفعل ما يؤذيكِ أبداً ..

أشارت بالايجاب بينما شعور غريب من الخوف تخلل فؤادها من مقدمته الغريبة تلك فأضاف : كل ما افعله سيكون لصالحك وصالح البلاد التي نشأنا فيها وكبرنا على حبها والتضحية من أجلها ، وبناءاً على ذلك دعيني اسدي لكِ بنصيحتي واسمعيني بحذر ولا تتخذي قرارك على عجل ..

تحركت في مكانها بارتباك لترفع كوب الشاي خاصتها آخذة رشفة منه : انت تخيفني ابي ؛ ما عدت اعلم الى اين سيقودنا هذا الحديث بعد ؟!

تنهد بعمق قبل ان يلقي عليها بقنبلة كلماته فدوى صوت انفجارها في أذنيها ليصم مسامعها عن كل ما كان يقوله بعد جملته الأولى : لقد طلب الملك دونغهي يدكِ للزواج ولا اجد سبباً يمنع تحقيق هذا الزواج المشرف للمملكة ولكِ كأميرة للبلاد ......

" القمر الأزرق | Blue Moon "Where stories live. Discover now