عينيكِ سيدتي كوكبين درّيين يسحبانني بطريقين متعاكسين بين حبي العظيم لك ؛ وبغضكِ الشديد لي ..
وحدي أتوه في دروب النجوم المتألقة بين جفنيكِ أتلاطم بين قمرهما المتلألئ وشمسهما الكريمة التي تجود على قلبي بنعيم ضوئها المشرق ..
أيا امرأة اتقنت فن التناق...
على صعيد نهار جديد أطلت شمسه فوق السحب ناثرة انوارها على جنة الأرض لتزيدها بهاءاً وروعة وفي حديقة القصر الغناء أسفل القبة الحجرية التي تتوسط ازهار التوليب ذات العطر الفواح جلست الأميرة كلارا على المقعد الحجري مستمتعة بالهواء النقي الذي كانت نسماته تداعب خصلات شعرها فتتركها تتراقص فوق مسرح عينيها الغائرتين في صفحات كتابها .. تقرأ بامعان كتاباً كان في يدها ؛ وبغير وعي منها تسرح افكارها بعيداً في حوار ذلك اليوم الذي دار بينها وبين دونغهي في الحفل .
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
لازال الشك يفرد بساطه في دواخلها من دوافعه الخفية التي تجعله يتعمد الاحتكاك بها بين الحين والاخر رغم تصريحها الواضح له بكراهيتها وحقدها ؛ رغم صدها له واسلوبها الجريء معه وتخطيها حدودها في بعض احاديثها في وجوده لماذا لا ينفك يتقرب منها ؟ هل يتعمد استغلالها ظناً منه انها الحلقة الأضعف في هذه المدينة وبذلك يصل الى تحقيق غايته الخفية ؟! هل سبق ومنحته ذلك الانطباع بكونها سهله الخداع ويمكنه استخدامها ؛ ام انه فقط يحاول كسبها الى صفه بظنه انها المعارضة الوحيدة لحكمه في القصر ؟!
مهما حاولت التفكير فلم يكن باستطاعتها العثور على سبب وجيه لتصرفاته معها ؛ هل يحاول دراسة تصرفاتها كما يدعي لكونها وريثة الحكم لمدينة برادايسوس بعد والدها ؟ كما سبق واخبرها تماماً ؛ فهو الكتاب الذي لا يمكنها توقع نهايته أبداً رغم وضوح حقيقة انه ليس رجلاً سهلاً من ظاهره !
وبينما كانت شاردة في افكارها تخلل صوت والدها الرخيم مسامعها لتعتدل بجسدها متحيرة لوجوده هنا على غير العادة فتساءلت : ما الذي تفعله هنا سموك ؟!
تقدم منها بخطواته الرصينة بينما يخفي كلتا يديه خلف ظهره متكلماً : لقد انشغلت عنكِ في الاونة الاخيرة بسبب التغيرات التي طرأت على المملكة ، لذلك اردت التحدث معك على انفراد
اشارت له بالجلوس الى جوارها ففعل لتتلكم مبتسمة بلطف : انا بخير حال يا ابي ؛ ولست ناقمة على انشغالك فانا على دراية بكل الظروف واتمنى بكل صدق ان تقودنا هذه التغيرات نحو الافضل
