الفصل الرابع عشر

253 83 166
                                    

بعد ما وجد من استسلامها زادته فيها شغفاً وجنوناً بجرعة مفرطة من هوى جعلته يضمها أكثر وهو يحرر عنقها من شهوة قبلاته ليلتقط انفاسه متلذذاً بوجودها بين يديه ..
بكل لغات الحب هو يحبها ..
بكل جنون الهوى يكاد يهيمن عليها برجولته لتشبع نهمه واشتياقه فقد طال انتظاره وما عاد بوسعه الصبر أكثر ....

لكنها انتشلته من جنون هواه عندما استعادت وعيها واغتنمت توهانه فيها ولهاً لتخلص نفسها من بين يديه بالقوة
ابتعدت عنه بعينين دامعتين وانفاس ثقيلة بينما التصقت بزجاج النافذة هرباً منه في حين تراجع هو بكتلة جسده التي ازدادت ثقلاً خطوتين الى الخلف وعينيه حائرتين في ملامحها
عينيها أشبه بقمرين مضيئين في ليلة شتاؤها كثيف ؛ تجمع في تقاسيم وجهها كل التعابير بلحظة واحدة كأنما ملامحها فسيفساء تاريخية او لوحة أتقن راسمها جمع المتناقضات بتحفة واحدة !
في ملامحها جزع وقوة ؛ فيها غضب ولهفة ، عينيها اسطورة كبرياء واستكانة ، جمعت الشدة باللين والتيه بالعقل فكانت دوامة من مشاعر ما عاد يتقن قراءتها !

تكلم بهدوء وهو يلاحق دمعة واحدة تمردت من سطوة عينيها واتخذت من وجنتيها مساراً تشقه بغرور متباهية بقدرتها : ما بكِ كلارا ..؟

من بين اسنانها تكلمت بغضب : جلالتك تحاول الإخلاء بوعدك ؛ ألم تدعي ان وعدك دين ؟؟

أخذ نفساً عميقاً محاولاً استيعاب بعثرة مشاعرها : انتِ زوجتي كلارا ..

قاطعته بصوت علا بكبرياء وسخط : ذلك لا يمنحك الحق باهدار كرامتي واستخدام جسدي لاشبع نزواتك !
لست مغرمة بك ؛ لا اريد ان اكون بين يديك فكيف لك ان تتمادى معي وتحتجزني قسراً بين ذراعيك ؟؟

حاول السيطرة على اعصابه وتكلم بذات صوته الوقور : لست احاول استخدام جسدك وانما احاول ان اوضح لكِ مشاعري الصادقة نحوك !

صاحت بغضب وهي تتخطاه مبتعدة عنه لتترك اكبر مسافة امان بينهما خشية من ردة فعله على كلماتها التالية : لكنني لا اهتم بك ولا بمشاعرك تلك ؛ لا اريدك ان تلمسني فقط فلا تحاول ان اكراهي على تقبلك عنوة ، ألا تفهم ذلك ؛ حتى لو كنت اخر الرجال في هذا العالم فلا اريدك !!
انا اكرهك ؛ اكرهك واكره حتى النظر اليك او الشعور بوجودك حولي !!

امتقعت نظراته بالغضب ازاء كلماتها القاسية تلك فالتفت اليها بغضب مزمجراً : توقفي عندكِ كلارا ...

تجمدت خطواتها بينما وقفت بشموخ يعادل ثقته واعتزازه فأضاف بذات نبرته الجامدة تلك : توقفي عن اغلاق جميع الأبواب حولك ؛ توقفي حتى عن الانكار فتلك المرأة التي كانت بين يدي منذ لحظات كادت تذوب ولهاً !!

" القمر الأزرق | Blue Moon "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن