البارت التاسع عشر

33.1K 1.2K 89
                                    

بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم

اومأ لها بطاعة وهو يردف _ حاضر ... كل اللى انتى عيزاه هعملهولك ... بس الاول ترتاحى لانك اكيد تعبانة وجعانة .

لم تجيبه ... بل ظلت شاردة تنظر للامام بعيون دامعة ... تفكر وتفكر ... رأسها يدور بشدة ... صداع شديد وكأنه منجم يضرب العمال كل صخوره حتى يستخرجوا تلك الألماسات ..

اما هو ... حزين على حالها وما وصلت اليه وما تفكر به الان ... ولكنه متأكد ان لديه قدرة ارضاؤها وتطييب جرحها ... سيفعل من اجلها مالم يفعله طوال حياته يكفي ان تحيا امام عينه ... يكفى ان تبتسم ... يكفى ان تتدلل ... عليها الاشارة وعليه التنفيذ ..

فى تلك الاثناء كانت وصلت مروة فيلا يوسف هى وزوجها الذى علم بالخبر وقد قرر اصطحابها الى الفيلا بعد عودته من عمله للاطمئنان على رفيقة دربهما ..

دلفت تتسائل بقلق بعدما القت التحية _ عمى يوسف ! ... عرفتوا حياة فين ؟

هز يوسف رأسه مردفاً بفرحة _ ايوة يا بنتى عمران لقاها وراجعين دلوقتى ..

كان هذا يحدث امام نظرات احمد الذي يجلس ينتظر وصول حياة لا يعلم لماذا ولكن عليه رؤيتها ... كانت نظرات الغضب والاتهام تفترسه ولكنه قرر تحمل ما هو قادم ... اما اسلام ينتظر مجئ شقيقته ... الان فقط فهم تلك المشاعر التى راودته فى قربها ... لم تكن مشاعر حب لحبيبة بل كانت مشاعر اخوة ... ايعقل ان من تمناها بجواره تصبح بين ليلة وضحاها شقيقته ! ... لم يكن ليتخيل حتى فى منامه ..

اما الفت فهى فى غرفتها تدور مع افكارها فى حلقة لا تنتهى ... ماذا ستفعل وكيف سيكون الوضع وكيف ستتقبل تلك الفتاة ؟ ... هل سترث تلك الملعونة فى زوجها ... هل ما جمعه فى سنين غربته ستشارك تلك الفتاة اولادها به ... هل ستنعم بالثراء ! .. لااااا انها ابنه خادمة لا يحق لها مثل تلك الحياة .. ولدت وعاشت وستظل هكذا باقي عمرها هذا ان اطال .

وصل عمران امام باب الفيلا الرئيسي ... فتح له الحارس سعد بفرحة مردفاً _ حمدالله على السلامة يا حياة هانم .

ابتسمت له حياة بود ثم دلف عمران بسيارته بهدوء دون اصدار صوت حتى توقف امام الفيلا ...

لف اليها مردفاً وهو يطالعها بحنين _ حياة ! ..

كانت تنظر للامام لا تعطي اي رد فعل ولكنها تسمعه جيدا ... اردف بحنو _ بابا قال ان عمى احمد واسلام جوة ... لو مش حابة تقابليهم دلوقتى انا ممكن ا*** .

قاطعته وهو تفتح الباب وتستعد للنزول مردفة بقوة مزعومة _ هقابلهم ..

نزلت ونزل هو وراؤها ... كان يمشى خلفها وكأنه عموداً فقرياً تشتد به ... كانت تشعر بأنفاسه خلفها ولكنها تتقدم للأمام بقلب يكاد يتوقف ... ينسحب الى الاسفل كما لو كانت تسقط من السماء بسرعة عالية ..

حياة احيت لى قلبي Where stories live. Discover now