البارت السابع

33.3K 1.3K 153
                                    

بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم

اسرعت دون تردد تلتقط منه الصغير باشتياق ... عانقته بحب وخوف وقلق بسبب حرارته التى وصلت اليها بمجرد لمسه ... اتجهت تجلس على الاريكة مردفة بتساؤل _ ماله بس ايه اللى حصله ؟ ... انا سيباه زى الفل .

اردف عمران وهو ما زال يقف على الباب يطالع طفله بحزن _ هو كان محتاجك جنبه ... انا أسف يا حياة على التصرف الغبي اللى صدر منى ... لو سمحتى ارجعي معايا ع البيت وانا بوعدك مش هيضايقك تانى .

كانت هى مشغولة مع تلك الصغير حيث قامت مسرعة واحضرت بولة بها ماء وملعقة خل وقامت بعمل كمادات خافضة للحرارة تحت انظاره القلقة ... كانت تتحرك امامه بخفة وهى تحمل الصغير بيد وبالاخرى تحضر تلك الاغراض اما مروة فظلت مكانها حاجزة عنه الطريق احتراماً لعدم وجود زوجها ..

لم تجيب حياة على كلماته بل ظلت تهتم بالصغير ... هي تعلم صعوبة الموقف بالنسبة له ولكنها لن تنسى ما فعله معها بتلك السهولة ... كيف لها ان تعود معه هكذا ..

اردف بحزن وتساؤل بلغة رجاء _ حياة ! قولتى ايه ؟ ..

هنا اردفت مروة بحدة _ ترجع ازاى يا استاذ عمران ؟ ... وبعدين حضرتك مينفعش تاخدها من هنا من غير اذن عمى يوسف وعوف جوزى ... اللى انت عملته مع حياة ميصحش ابدا .

ارتمى عمران مستنداً على ايطار الباب حتى لا يسقط فلم تعد لديه مقدار ذرة قوة ... بكى كأنه لم يبكى طوال حياته مردفاً _ حاسبونى زي ما انتو عايزين ... اعملوا فيا اللى يرضيكوا ... اصلا حياتى مبقاش ليها اي قيمة بعدهم ... بس كفاية ان ابنى يبقى بخير ...انا خلاص انتهيت ..

نظرت مروة الى حياة بحزن بينما حياة كانت تتألم من داخلها لألمه ... فما يشعر به ليس بهينٍ ابداً .... حاولت تهدأة حالته تلك التى تمزق القلوب مردفة بطيبة _ خلاص يا ابو رحيم انا هاجى معاك ... انا اصلا مقدرش اسيب رحيم وهو بالشكل ده .

هنا وقد أتى عوف من الخارج ينظر له بتعجب ... هو يعلم هويته جيداً ... اسرع اليه وهو يسانده قائلا _ عمران بيه ! ... خير يا جماعة في ايه؟ .

وقف عمران معه مطأطأً رأسه بينما اردفت مروة _ عمران بيه كان جاي ياخد حياة لان رحيم ابنه تعبان اوى يا عوف ... انت رأيك ايه ؟

دخل عوف وادخل عمران الذى يتحرك كالجسد بلا روح ... جلسوا جميعا فاردف عوف بتعقل _ هو انا طبعا معرفش ايه اللى حصل غير ان عمى يوسف جابلنا حياة امانة عندنا وقال ان بعد يومين هو هييجي ياخدها ... وانا لازم احترم رغبته وبعدين حياة اختى ولازم ابقى متأكد ان المكان اللى هتكون فيه تكون مرتاحة .

اومأ عمران مردفاً بهدوء وقد بدأ يستعيد تماسكه _ بابا عارف ... انا كلمته قبل ما اجى سألته ع العنوان ... هو مكانش راضي يقولى ... بس لما عرف ان رحيم تعبان اوى وافق ... ممكن تكلمه تسأله بس انا فعلا محتاج حياة ترجع ... عارف ان تصرفى كان غلط جداً ... ومش ببرر لنفسى بس انا فعلا حاليا فى اسوء مراحل حياتى ... انا فقدت زوجتى وبنتى وحياتى اتحولت فى لحظة فرق بين السما والارض ... انا نفسى ساعات كتير مببقاش عارف انا مين وبعمل كدة ليه .... بس اللى متأكد منه ان وجود حياة مع رحيم هيفرق معاه كتير وده المهم عندى حاليا .

حياة احيت لى قلبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن