اقتباس

24.2K 560 42
                                    

نظرت مديحة للخارج حيث زوجها وجدته منشغلاً فى تلك الدراما فلتفتت مردفة _ اعد يا عمران ... لازم نتكلم .

جلس عمران على احدى مقاعد الغرفة وجلست هي مقابلة له تردف بتساؤل وترقب _ قولي بقى ... مالك ؟

امال برأسه مضيقاً عيناه متسائلاً _ مالى ! ... مالي يا ماما ؟

تنهدت مديحة مستكملة _ اسمعنى يابنى كويس ... انا مش لسة هعرفك النهاردة ... انا اعرفك من ١٠ سنين ... من وقت ما ولاء الله يرحمها حكتلي عنك وبعدها عرفتك ... عرفت انك ابن حلال وجدع وراجل وتؤتمن ... بس بردو زى ما فيك مميزات تتحب ... فيك عيوب يا عمران ... زى الهروب .... دايماً انت بتفضل تهرب عن انك تواجه ... دايماً بتستخبى ورا قناع البرود والقسوة لما بتحاول تدارى ضعفك .... دايما لما بتحتاج حاجة اوى بتعاند نفسك انك تاخدها ... خصوصا لو الحاجة ممنوعة او صعبة عليك ... بتقرر جوا نفسك  انك تقدر تتخطاها وتكمل من غير ما تاخدها ... بس بعدين بتندم .

كان عمران يستمع لها متعجباً ... هي تفهمه جيداً ... لقد اخبرته بحقيقته كاملة ولكن لماذا الان ... ماذا تعلم بعد ؟ ... سألها بتوجس مردفاً _ ماما ليه كل الكلام ده ... انا مش فاهم حاجة !

اردفت مديحة بصوت حزين بدون مراوغة _ لما انت بتحبها بتسيبها تتخطب لغيرك ليه ؟

توقف الدم فى عروق عمران ... عينه لم تتحرك من مكانها .... حتى فكه منفصلة عن الاخر متعجباً ... اردف بعد مدة بتلعثم _ م ... مين ... اللي .. ب...بحبها ؟

تنهدت مديحة مردفة بهدوء ووجع داخلى لا يعلمه احد _ حياة يا عمران ... حياة مربية رحيم .... انت حبيتها يا عمران .

اردف عمران بتعجب وتساؤل _ انتى ايه اللي خلاكى تقولي كدة ؟! .

نظرت مديحة لعينه مردفة بتأكيد  _ شوفت نظرتك ليها اول ما شفتها يوم ما كانت هنا ... شوفتك وانت بتتوجع وبتكابر طول الاسبوع ده ... خايف من ايه يا عمران ؟ ... ليه يابنى سيبتها تروح من ايديك ؟

كان ينظر لها بتمعن ... الهذه الدرجة هو مكشوف امره ... نظر ارضاً مردفاً بحزن وقهر  وصدق _ مينفعش اللي حصل ده ... انا مش عارف ازاي ده حصل اصلا ... صديقيني يا ماما انا مش عارف انا عملت كدة ليه .... انا حاسس ان ولاء مش هتسامحنى ... بس ده حصل غصب عنى ... حصل دون ارادتى ... ليه وازاي معرفش ... انا ... انا أسف يا ماما مقدرتش احافظ على وعدى .

اقتربت منه مديحة ورفعت وجهه مردفة بصدق ودموع وألم _ ولاء ماتت يا عمران ... دى حقيقة لازم تعرفها ... هي فى مكان احسن ... انا بستنى اللحظة والثانية اللى هقابلها ... بس هي عند اللى احن عليها مننا ... ولاء ولوجي عند ربهم يابنى .... ربنا حكمته كدة ... هو اراد واحنا علينا الرضا ... سبتلك رحيم تحميه وتخلي بالك منه ... تقوم انت تهمله وتقصر معاه بسبب حزنك ... واكون انا وجده صحتنا على ادنا منقدرش نراعيه ... يقوم والدك يجيب البنت اللى بيثق فيها ويدخلها بيته تربي حفيدي وتهتم بيه ... يقوم رحيم يتعلق بيها اوى ويحبها جدا وهي تتعلق بيه وتحبه ... ويدخل حبها فى قلبك ... تفتكر كل اللى حصل ده مالوش اي هدف ؟ ... ده احنا كدة يبقى معندناش بصيرة يا بنى .

مس قلبه كلامها واردف بتساؤل وترقب _ يعنى ايه يا ماما ... قصدك ايه من كلامك ده ؟

اردفت وهى تمسح دموعها _ يعنى يا حبيبي انا وعمك سالم ناس مؤمنين وراضيين بقضاؤه ومتأكدين من حبك لبنتنا وان هيفضل مكانتها فى قلبك  ... واحمد ربنا ان قلبك دق لبنت حبت ابنك وهو حبها ... وده هيخلي بنتى مرتاحة ومطمنة عليكوا ... يعنى تقوم يابنى تلحق نفسك وتشوف هتخلصها ازاي ...

نظر عمران لها بعدم تصديق كأنه يتأكد فاردفت مستكملة _ اخلص يابنى يالا زمان الخطوبة قربت تخلص .

مسك يديها الاثنين وقبلهم مردفاً بامتنان _ شكرا يا ماما ... شكراً بجد ... انتى متعرفيش كلامك ده عمل فيا ايه ... ده خرجنى من دوامة كنت هغرق فيها ..

وقف يلتفت حوله لا يعلم ماذا يفعل فقالت مطمئنة _ روح انت بس الحقهم وابقى ارجع تانى لرحيم ... ومتقلقش هو كدة كدة مش هيقلق الا الصبح .

اومأ لها  براحة وشكر واخذ حليته واتجه يبدلها فى المرحاض ... اما هى فتناولت صورة فقيدتها ونظرت لها بدموع مردفة بألم ووجع وحرقة _ يارب اللى عملته يا بنتى يكون مريحيك زى ما قولتيلي فى الحلم ... نامى وارتاحي يا عمري ... ارتاحي يا حبيبتى واطمنى على ابنك  ..

حياة احيت لى قلبي Where stories live. Discover now