الخاتمة

21.6K 481 142
                                    

ختام الضباب

" آآآآآآه ... آآآآآه "

تعالى صراخها الباكِ بغرفة المشفى حيث وصلا منذ دقائق قليلة بعدما شعرت بآلام الطلق بعد الظهيرة رغم أن الدكتورة صفاء أبلغتها قبلا أن باقي أسبوعا تقريبا على ولادتها ..
الانقباضات المنتظمة بظهرها وبطنها تتزايد فتزيد دموعها مع الألم الرهيب كأن جسدها يُجلَد بلا توقف ..
تشد شمس على كفه وهى تكتم صراخها مع أنفاسها وأكمل يقول بتحشرج

" حبيبتي أنا بجانبكِ تحملي قليلا بعد "

ذراعه الأخر يحاول ضمها لصدره وهو واقفا جوار السرير حيث تجلس على حافته قدميها متدليتين على الأرض تكور أصابعها عليها بألم ..
ثوانٍ استسلمت لبكاء صامت بأنين متوجع مستندة بجبهتها لصدره فتقول بصوت مبحوح

" سأموت يا أكمل "

يميل برأسه نحو رأسها يمسح جبينها الذي يتصبب عرقا وهو يشد على جسدها بذراعه قائلا بنبرته القوية رغم قلقه

" بعيد الشر عنك يا نور عينيّ ستكونين بخير وتفرحين بأولادنا "

تعتصر شمس عينيها بقوة مطبقة شفتيها تمنع الصراخ لكنه أفلت منها رغما عنها فتصرخ

" آآآه .. إن حدث لي شئ ... "

قاطعها أكمل بلهفة ورعبها يحاصر قلبه

" اخرسي يا شمس وإلا ... "

علا صوتها بصراخها وأظافرها تحفر يده

" وإلا ماذااااا ؟ .. ستترك لي المشفى كما تترك لي البيت ! "

رغما عنه ابتسم قليلا يمسح على شعرها المجموع بأعلى رأسها وهو يهمس باختناق خائف

" أحبكِ .. تحملي لأجلي ولأجلهما "

تحاول شمس التنفس ببطء لكن جسدها كله ينسحق ألما فتنزل دموعها قائلة بأنفاس لاهثة

" ادع لي .. واجعل ماما راوية تدعو لي .. واتصل بأمي "

هز أكمل رأسه مغمضا عينيه يمنع نزول دمعتين لمعتا بعينيه خوفا فينبض قلبه بقوة وهو يرد

" حاضر حاضر .. أخر مرة أتحمل فيها هذا الألم "

لم يكن يشعر بكفه وهو يتركه لها تماما تشد عليه بلا وعي كأنه دعمها الوحيد ويده الأخرى تطبع رأسها على صدره لكنها صرخت فجأة بعدما أنهى كلامه

" آآآه ... أنا مَن تتألم يا أحمق ولا تقل هذا أريد أن أنجب منك فريقا كاملا يا ابن الفايد "

تتسع عينا أكمل الزرقاوتان بذهول وهو يسمع نعتها له بالأحمق عادي جدا ! .. ثم يعقد حاجبيه بذهول أكبر وهو يسمع .. ابن الفايد !! .. لم تقلها له يوما !!!..
ابتعد قليلا ينظر أسفل لوجهها المتألم المغرق بالدموع فيضحك بجزع وهو يحيطه بيده الحرة الوحيدة التي يملكها الآن قائلا بصدق

عِشقكَِ عاصمةُ ضباب(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن