الفصل الحادي والثلاثون

9.4K 258 51
                                    

الفصل الحادي والثلاثون

لحظته هو كانت غضبا خالصا امتزج بجنون مهول ونيران الجحيم تتراقص أمام عينيه النارية ..
لحظته حملت سيفا شق جسده نصفين .. نصف يتمزق ألما .. ونصف يعربد وحشا .. وحش أراد امتصاص روحها هذه اللحظة ..
وحش دخل ذاك الجحيم ثم خرج منه مغطى بقذائف النيران وكانت تنطلق بوجهيهما معا ..
وبكل هذا التوحش كان يبعد هذا الضخم عنها ليكيل له اللكمات دون أن يبصر .. لم يكن يرى ملامحه ولا يهتم .. الدماء المتفجرة من أنفه وفمه ترضيه وتزيده توقا لمزيد من الدماء ..
همجية تسري بدمائه فيتضخم جسده عنفا وتزيد قوة قبضتيه والشاب لا يستطيع إيقافه ..
تتراجع قمر منكمشة على السرير تشهق باكية تضم جسدها بذراعيها وهى أكثر من ممتنة لوصوله بهذا التوقيت .. دائما حمزة هنا .. حولها .. قدرها ولا تدرك الآن ما القادم معه ؟..
تسمع أنفاسه الثائرة وصدره يضخها ضربا بزمجرته الشرسة والشاب يترنح بين يديه فاقدا الوعي وهو لا زال يضربه ..
بنظرة لوجهه الأحمر والغضب العاصف به تزداد دموعها وهو سيقتله لا محالة .. غضبا مجنونا لم تره يوما وكل عروقه تنفر وعضلاته تزداد حجما ..
وهى .. هى تبكي متكومة على نفسها تلعن مَن أتت بها إلي هنا غافلة
أنها هى مَن استجابت إليها بكل حمق الدنيا ..
ألقى حمزة جسد الشاب أرضا بعد أن اختفت ملامحه تماما بدمائه وهو لا يدرك فقدانه الوعي فيركله بشراسة صارخا باهتياج فيختض جسدها بحرقة البكاء ..
حتى التفت ينظر إليها لاهثا فتبدو الدماء ستتفجر من وجهه .. كان وحشا .. وحشا بعينيه مهولتي الهذيان الأسود يزأر لكرامته وكل غضب الأيام السابقة بكفة وغضبه اليوم بما رأى بكفة وكان يأخذ بحق الكفتين ..
لا تعلم كيف مال قابضا على شعرها وما أدركت سوى صراخها وهو يصفعها بلا وعي ..
صفعة والثانية والثالثة وووو... وما تسمع سوى صراخها الممتزج بصرخاته الوحشية التي ميزتها شتائم لم تسمع مثلها يوما ..
وما شعرت سوى بالدوار يلفها والدموع تعمي عينيها .. كانت تتلاشى بين يديه .. أنفاسها تهدأ وشهقاتها المخيفة تخبو وتغمض عينيها بوجعها الرهيب ..
يداه الخشنة بكل العنف تضربها تمزق من لحمها حتى شعرت بخيط من الدماء يسيل من شفتها السفلى .. وكانت راضية .. راضية أن يفعل بها ما يشاء فلا تجد كبرياء يتمنع ولا كرامة تئن ..
تتحمل الألم بكل جسدها فلا تصرخ لأنها سمعت أنينه هو بصرخاته البدائية .. لأول مرة أرادته أن يأخذ حقه فيها .. أرادته أن يرتاح إن كان موتها على يديه سيريحه ..
بعد كل ما فعلت به كانت تدرك أنه يأخذ ثمن كل شئ .. ولا زال يصفعها حتى تورم وجهها الأحمر ودموعها تحرقها على سخونته الملتهبة ..
اختفت ملامحها بشعرها الملتصق على وجهها بالدموع والدماء ..
وبعدها لم تدرك سوى أنه يجرها من شعرها خلفه فيتخطى بها جموع الواقفين تشاهد عند باب الغرفة ولا أحد يتدخل .. تنزل معه الدرج فتسقط وتجرح ركبتيها لتزداد قبضته عنفا على شعرها حتى شعرت ببعضه يقتلع في يديه وهو يسحبها كما صرخ بشتمها تماما

عِشقكَِ عاصمةُ ضباب(مكتملة)Where stories live. Discover now