الفصل الثامن والثلاثون

14.2K 290 21
                                    

الفصل الثامن والثلاثون

بعد ثلاثة أشهر

دخل أكمل المنزل ليجده مظلما إلا من غرفة المدفأة المضاءة بضوء ناري خافت فاستنتج وجودها هناك .. بخطوات متمهلة سار إليها ليدخل الغرفة فيجدها جالسة أمام المدفأة كما تحب ..
رغم انتهاء الشتاء واعتدال الربيع إلا إنها لا زالت تشعل المدفأة وتجلس أمامها كما كانت طوال ليالي الشتاء وهى تجلس بحضنه .. تحب رائحة الاحتراق الدافئة ..
كل ليلة كان يذكر نفسه بأمنيته منذ صباح زفافهما .. أن يضمها يوما شتويا باردا أمام نيران المدفأة الحجرية مشتعلا بنيران عينيها البنيتين ..
يبتسم وهو يقترب منها وسط الهدوء .. عيناه تمر على ثوبها الأحمر المغلق إلا من ذراعها وكتفها الأيمن العاريين بجمالية أنوثتها المتفتحة .. يتوقف عند بطنها المنتفخة وقد دخلت شهرها السادس وازداد وزنها ثم توقف منذ فترة فلم يعد يزيد سوى بطنها التي تكبر سريعا ..
يصل إليها مناديا بخفوت مبتسم

" شمس "

مسحت شمس خديها مسرعة وهى تنتبه لصوته ثم أدارت رأسها مبتسمة ابتسامة صغيرة متسائلة السؤال الغبي المعتاد

" جئت ؟ "

يرد أكمل بالجواب المعتاد وهو يهبط جوارها على ركبة واحدة

" لا لم آتي بعد ! "

اتسعت ابتسامتها بإجهاد وهو يحيط وجهها بكفيه ثم يعبس فجأة سائلا

" كنتِ تبكين ؟! "

هزت شمس رأسها نافية

" لا أبدا "

حدق في وجهها الجميل لحظات لامسا عينيها بإبهاميه ثم قال بنبرته القوية

" لماذا كنتِ تبكين ؟ .. مَن أبكاكِ ولن اجعل ليلته تمر الليلة ؟ "

ابتسمت شمس وهى تلمس كفه على وجهها بحنان ثم أجابته

" صدقني لا شئ .. بدل ثيابك وتعال "

ظل أكمل ينظر إليها بشك متأملا ملامحها التي ما كانت هكذا يوما بهذا الشكل .. جميلة .. جمالا طبيعيا زائدا نابعا من داخلها .. وهى تزيده كل يوم بزينة وجهها التي تعتني بها كأنها تعوضه بجمالها عن عدم اقترابه منها هذه الفترة ..
رغم تعب الحمل وعدم نومها جيدا وصعوبة تنفسها هذه الأشهر إلا أنها تتحمل بصبر وشكر للنعمة التي تسكنها منذ عرفت أنهما توأم .. بل ما زالت تذهب عملها رغم رفضه للأمر لكنها أصبحت ببساطة .. تحب الحياة ..
كفه يمر على شعرها الحر بنعومته ثم سألها باهتمام

" هل تناولتِ عشاءكِ كما اخبرتكِ ؟ "

اومأت شمس بابتسامة شفتيها الحمراوتين كثوبها الطويل وهى تسأله بنعومة

" نعم وأنت ؟ "

امتعضت ملامحه وهو يقف يخلع سترته السوداء قائلا

عِشقكَِ عاصمةُ ضباب(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن