الفصل السابع والعشرون

12.8K 303 11
                                    

الفصل السابع والعشرون

ضربت الكلمة قلبها بشهقة صامتة شطرتها نصفين .. انهارت أحلامها بتحطم عذرية كلمة تمنت أن تسمعها طيلة حياتها.

لم ترد لمياء وهى لا زالت تستوعب صدمتها بشكله البعيد حقا عن الوسامة فتتذكر صوته وكلماته وشخصيته ..
واثقا دائما يتحدث بلغة المال .. ما حاجته للوسامة إذن ؟!.. طالما صار المال منفذ التحكم والسيطرة.

تتبدل لمياء سريعا كأنها تغرق في رمال متحركة ولا تقفه ما تفعل ..

تتوالى ضرباته فوق رأسها فيشعرها بالثمالة وهو يبعث رسائله

"' بداخلي طاقة مجنونة تدفعني لأذهب وأتقدم لأهلكِ "'
"' لن يكون هناك اعتراض أنكِ الزوجة الثانية لكن المشكلة ستكون في فرق العمر بيننا "'

تتجمد مشاعر لمياء بالغضب وهى تشعرأنه يراها رخيصة كما ترى هى نفسها .. جانبا من غرور ثرائه دائما يتحدث به ..

تشعر باحتياج رهيب لحضن أمها .. واشتياق جارف لحضن أبيها ..

تموت عيناها مشوشة بالدموع وهى تكتب كارهة

"' مَن قال أنه لن يكون هناك اعتراض أني زوجة ثانية ؟! "'

يرد ضياء ببساطة شديدة

"' أنا سأستطيع إقناعهم "'

ابتسمت لمياء ساخرة من نفسها .. إنه يتكلم بماله حقا كأنها سلعة سيقنع أصحابها ليأخذها .. يوما قال لها

"' حبيبكِ تاجر ماهر "'

وها هو يتاجر بها وهى كالحمقاء تظن أنها هى التي تلعب به لتحظى باهتمامه .. لكنه هو الذي يتلاعب بها حتى غمس رأسها في الوحل بعد أن كانت طاهرة .

تضع لمياء رأسها على وسادتها ودموعها تبدأ نزولها ببطء فتكتب وهى تحاول إغماض عينيها

"' وتتزوجني هكذا دون أن تراني ؟ "'

وكانت آخر رسائله تخترق عقلها ككوابيس مزعجة بما تمنت سماعه طويلا لكن اليوم .. صار الأمر بغيضا كغبار خانق

"' أنتِ قلتِ أنكِ تحبين قلبي وليس شكلي "'
"' وأنا أعشق قلبكِ الحنون هذا لميا ولا يهمني شكلكِ "'
"' لا يهمني إن كنتِ بيضاء أو سمراء .. لا يهمني إن كنتِ جميلة أو عادية "'
"' أريدكِ أن تكونِ بجانبي فقط "'
"' لا تعرفين كم أحتاج إليكِ لميا .. لا تتركيني "'

انغلقت عينا لمياء على دمعة أخرى لكنها فتحتها مجددا لتكتب بارهاق شديد

"' سأغلق الآن لأني سأستيقظ مبكرا "'

أغلقت الهاتف والصداع يضرب بنبضاته في عينيها فتشعر أنها ستمرض قريبا ونفسيتها تعاني عقدا زائدة النقص ..

إنها حتى لا تجرؤ أن تطلب الذهاب لطبيب نفسي عله يسمعها ويحدثها ..

فلتظل هنا حبيسة غرفتها وعالمها المغلق .. ولم تقرأ رسالته الأخيرة

عِشقكَِ عاصمةُ ضباب(مكتملة)Where stories live. Discover now