الفصل السابع عشر

10K 269 10
                                    

الفصل السابع عشر

على طاولة الطعام الأنيقة يلتفون بمشاعر متناقضة ..
أكمل يجلس على رأس الطاولة يرمقها بين كل حين وآخر ..
لكن كل نظرات شمس لذلك الجالس أمامها .. شابا ذو ملامح مميزة تحمل طيبة واضحة إلا أنها تتعجب لأنه ينظر إليها ببعض النفور !.
على يمينه تجلس والدته وبجوارها جاد .. وعلى يساره وبمنتهى المرارة تجلس هى رغما عنها وبجوارها نجوى .
صوت والدته الجميل الذي لم يتوقف منذ مجيئهم يرن في أذنيها بنغماته المريحة ..
تتحدث مع والدتها التي تبدو على وشك الطيران فرحا بالنسب الرائع !..
تضع الطعام في طبق جاد وأحيانا تطعمه بيدها مبتسمة إبتسامة جميلة ..
تفعل المثل مع أكمل فتضع له الطعام في طبقه لترفع بعدها يدها إلي فمه تطعمه ..
يتناول أكمل الطعام من يدها ضاحكا ثم يقول ممازحا :

" كبرت على أن تطعميني بيدكِ يا راوية "

فترد المرأة الجميلة مبتسمة :

" دعني أطعمك هذه الفترة .. بعد الآن ستطعمك شمس وأفقد مكاني "

ضحكت نجوى وهى تدعو لها بطيبة قلب فيما عينا أكمل تلتقط جمود شمس على كرسيها ووجهها الذي يمتقع فجأة فتتناول كوب الماء تشرب منه بإختناق .
يرد أكمل بنبرة خاصة بها وهو يمسك كفها على الطاولة :

" لا أحد سيأخذ مكانكِ حبيبتي "

تربت راوية على يده بيدها الأخرى مبتسمة فتشعر شمس بمرفق والدتها ينغزها وحين نظرت إليها أشارت لها بعينيها نحو أكمل ووالدته ..
تفهم قصدها وما تريد إيصاله .. قبل مجيئهم قالت لها أن والدة أكمل هى الكل في الكل ومن معاملة أكمل لها فإنها حين تكسب ( حماتها ) ستكسبه هو .
نفس الكلام يتكرر لكن مع اختلاف الأشخاص .. حديث كل أم لابنتها ونصائحها الثمينة طالما لا تعرف ما خفي .
تتناول طعامها بصمت فتعترف بمذاقه المميز .. به شيئا ما غير عادي .. ربما بهارا ما يعطي كل صنف مذاقه المحبب .. وربما أن هذه السيدة تصنع كل شئ لولديها بمذاق الحب .
هى أيضا كانت تحب الطهي .. منذ صغرها وأدركت حاسة التذوق فكانت تتفنن في إعداد أصناف معينة ..
فترة زواجها التي استمرت عامين انتهت - عندها - منذ اليوم التالي للزفاف .. وبعد عودتها لعبد الخالق كانت تدخل المطبخ كارهة وأغلب الأوقات لا تدخله ..
في معظم الأيام تكتفي بشطيرة تتناولها ببداية اليوم وشطيرة أخرى منتصفه .. وليضرب هو رأسه بالحائط إذا أراد طعاما منزليا .. وهو اعتاد على ذلك فكان يحضر طعاما جاهزا لنفسه حين يأتي البيت ليلا .
شعورها توقف عن التذوق منذ زمن ولم يتبقى سوى الطعم المر الصدئ للحزن الدائم .
تتناول قطعة من الدجاج فينعقد حاجباها تحاول الوصول للسر !
تتناول قطعة أخرى وتشعر بحواسها تتفتح وتتفاعل مع مذاق – الحب – فتسمع سؤال راوية :

" هل أعجبكِ الطعام شمس ؟ "

ترتبك شمس أمام ابتسامة راوية الجميلة فتحاول الابتسام وهى ترد بخفوت :

عِشقكَِ عاصمةُ ضباب(مكتملة)Where stories live. Discover now