الفصل السادس

10.1K 276 19
                                    

الفصل السادس

ظلت قمر تسير بلا هدف .. تطير خصلات شعرها بنسمة هواء تارة .. وتلفحها آشعة الشمس الحارة تارة .
ملامحها جامدة .. ثم تائهة .. ثم شاردة .. ثم قاسية
بعد خروجها من شركة أكمل الفايد بعدما أخذت تفاصيل حياتها المهنية الجديدة من سكرتيرته الشابة أمل التى أخذت بياناتها ورقم هاتفها .. وأعطتها اسماء وأرقام هواتف مصورين محترفين يعملون لدى الشركة ورشحت لها أفضلهم .
أرتها نماذج عديدة لملفات عارضات أخريات ونماذج لصورهم فى وضعيات مختلفة وبملابس مختلفة .. بعضها يلائمها وبعضها لن تلبسه أبدا على الملأ.
بعد خروجها شعرت بأن اضطرابها يتلاشى وثقتها بنفسها تعود بقوة ..
تحتاج للتركيز وقوة الإرادة لكى لا يجبرها أحد على شئ وبنفس الوقت تنفذ ما تريد بطريقة ملائمة لها .
ربما هى خطوة أولى فى مشوارها الطويل لإثبات ذاتها .. تبدأ كعارضة ثم مَن يعلم أين ستكون بعد خمس سنوات مثلا ؟!.
وكل خطوة تحتاج منها موازنة حتى لا تتنازل فتندم .. تعلم أن ما اختارته مجالا صعبا .. بل خطرا .
ولكن كما قال أكمل .. الشهرة .. الأضواء .. المال الخاص بها .. خطف أنفاسها حقا منذ أن كانت صغيرة ..
منذ أن بدأ غرورها فى التفتح فجعلته يزداد وهى تشعر أنها الأفضل .. الأجمل ..
ولكنه الخوف مجددا .. يتسرب إليها من حيث لا تعلم فينغص أى فرحة قد تشعر بها ولو للحظات .. نعم هى خائفة ..
تخاف من هذا المجال .. تخاف من الفشل .. تخاف من والديها .. تخاف من حمزة !.
عليها أن تثبّت قدميها على أرض صلبة .. تريد الحياة بقوة .. لكن لا تستطيع أن تكون عائمة على هوامش مهتزة.
عليها محو الخوف .. عليها الإستعداد للمواجهة فى أية لحظة .. لن تظل طويلا فى الظلام .

بعد وقتٍ طويل عادت قمر بعد العصر تقريبا بعدما وصلت لحل فى أمر المال الذى سيطلبه المصور .. لن تستطع أن تطلب من والدها المبلغ الكبير الذى أخبرتها به السكرتيرة ..
فكل شئ عند الحاج سليمان العامرى محسوبا .. لذلك كان الحل التقليدي فى الذهب ! .. سوار أحضرته لها دارين فى عيد مولدها العشرين .. وآخر أحضره لها حمزة فى عيد مولدها الثامن عشر ..
المهم الآن حلمها هى .. وفقط هى
فتحت قمر بوابة المنزل الخارجية لتدلف بعدها وتغلقها ولكن امتدت أصابع حانقة تقبض على ذراعها الأيسر بعنف وتدخلها عنوة ثم تسحبها جانبا قليلا .
عرفت أنه هو .. قبضته العنيفة دوما على نفس المكان من ذراعها .. هسيس أنفاسه الحادة العصبية يخبرها بهويته قبل أن يتكلم .
وحين تكلم خرج الكلام كالحمم الملتهبة الغاضبة :

" أين كنتِ ؟ "

نظرت قمر لعينيه الحمراوين غضبا وابتلعت ريقها ببغض محاولة سحب ذراعها منه ثم قالت بحدة :

" اتركني أولا واسأل بهدوء "

تطاير شررا من عيني حمزة فانفجر هادرا :

" أي هدوء وأنتِ ذهبتِ بلا سائق بلا هاتف ولا أحد يعلم إلى أين ... ماما نجوى تقول لي في النادي وقدميكِ لم تخطُ إليه .. فأين ذهبتِ ؟ ... وتقولين هدوء ... أي هدوء معكِ ؟ "

عِشقكَِ عاصمةُ ضباب(مكتملة)Where stories live. Discover now