الفصل الثاني والعشرون

12.3K 295 27
                                    

الفصل الثاني والعشرين

" لأنه وجدني ... لست عذراء "

واندلعت الشـرارات بخلاياه حارقة دون توقف ..
هوى كل شئ بـ – مطرقة – التهشم .. دويّ الحطام يتردد في – كهوف – الجليد داخله ..
وانفلتت – الماريونت – من حول أصابعه .. بإندلاع – مؤشـر – المعدل الأقصى للنيران المشعلة – للسطوة –..
إنها فورة – القهوة – ومرارتها السوداء .
وانقلب السحر على الساحر بضغط اصبعها على – قداحة – الغضب .
افترقت شفتا أكمل لحظات طويلة بحالة من عدم – الرغبة – في التصديق .. بكل ما بداخله من صدمة وحطام ونيران وغضب قبل أن يهمس :

" مستحيل "

لم يستطع قراءة عينيها .. لم يستطع معرفة مذاق وجه القهوة هذه اللحظة ..
أهى – مرارة - الظلم وعذاب الهوان .. أم على – رائحة – إجبار أسود ؟!.
أم – زائدة – الامتنان لأنه همس بمستحيل ..
أم هى الفاجعة الكبرى .. أن تكون – مضبوطة – بمزاج لا يشتهي إلا الدماء.
ابتسمت شفتاها بنشوة التشفي فلمعت عيناها وهى تسأل بلا مبالاة :

" لماذا مستحيل ؟! "

ظل أكمل ينظر لعينيها شاعرا بحالة غباء تامة تلبستها .. أحمق ما تفعله الآن أن تتلاعب بكلماتها ..
ها هى تأخذ دورها لتتسلى مثله .. اصبعها يشعل النار ويطفئها ..
والشرارات تتجمع متوحدة النيران کكتلة واحدة .
بمنتهى السيطرة على مضخة الغضب التي تطرق صدره يتسائل أكمل بنبرة منخفضة قاتمة :

" هل تدركين ما تقولين ؟ "

ضحكت شمس عاليا لأول مرة أمامه .. تضحك بكل الظلام .. بكل الفتنة ..
تضحك وتضحك كأنين مجروح يخرج من بين شهقات الألم ..
بتدرجات ضحكتها رقص – الغواني – وهمس الإغواء ..
وإنفلات نبضاته غضبا وإحتراقا .. ورغبة شـرسة .
يزيد إنقباض يديه وهى تنهي ضحكاتها أخيرا لتقول بابتسامة مستفزة بمرارتها :

" لابد أنك تقول ما هذه العائلة التي وقعت فيها وهى تمنعني عنها طوال الوقت ... هل تذكر في أول لقاء بيننا قلت لي أن الصغرى أوقعتك لتتلقفك الكبرى ... تعيش وتأخذ غيرها يا ( أكمل الفايد ) .. ألن تقل لي براڤو مثلها ؟! "

سيقتلها .. سيقتلها الآن لا محالة ..
تغلي دماؤه واقفا على حافة الجحيم فينفعل كل جسده منصهر الحمم ..
لم يعرف غضبا مماثلا قبلا .. خسارة .. وربما غيرة .. بل كرامة ..
وحش دامي منفلت يعربد بكيانه والخيوط كلها تتشابك صدئة الأطراف ..
تراقب شمس ملامح وجهه المظلم وهدر عواصف عينيه البارقة فتثلج صدرها قليلا وهى تجرب طعم الثأر ..
وذلك العرق المرتجف غضبا في جبينه .. وفكه المتصلب .. وشفتاه المشتدتان .. وعروق رقبته النافرة ..
إنها الآن قمر ! .
وبداخل قمر شمس .. كل منهما تحمل الأخرى داخلها دون أن تدرك ..
خيط رفيع كانت تمشي عليه تتوق لردة فعله وسماع كلمة طلاق من بين شفتيه .
اختنق الهواء في رئتيها ويده تمتد تمسك معصمها بعنف حتى كاد تحطيمه متسائلا بنبرة فجة الوقاحة أرعدت جسدها بنظرة قاتلة :

عِشقكَِ عاصمةُ ضباب(مكتملة)Where stories live. Discover now