الفصل الخامس

11.7K 308 9
                                    

الفصل الخامس

تسمرت شمس مكانها فاغرة الفم بينما وقفت والدتها جوارها عاجزة عن نطق كلمة .
مطت دارين شفتيها بقلق وعيناها تتنقل بين وجوه الحاضرين .. المدعوون فرحون بينما عائلتها بما فيهم والدها ووالدتها .. مشدوهون .
الوحيد الذى يقف برزانة وإبتسامة وقورة وكأن لا شئ يحدث كان .. الحاج سليمان العامرى .
أما حمزة فكان وضعا آخر تماما .. بريق عينيه مختلفا بنظرة قوية ظافرة
استدار رأسه ببطء نحو قمر واتسعت إبتسامته بإستفزاز
ودت لو تنشب أظافرها فى وجهه لتمح تلك الإبتسامة
تتدفق دماء نفسها حقدا بسبب تلك النظرة فى عينيه
كل شئ حولها صاخب .. ولكنها لا تدرك كل هذا الضجيج .. كانت فى واديها الخاص المصدوم الحاقد ..
توتر الجو حولهم بشكل مريب .. فـ ( العروسة ) صامتة .. جامدة
أول مَن أفاق من ذهوله كان والدتها نجوى حيث اقتربت منها لتعانقها قائلة بشبه إبتسامة :

" مبارك حبيبتى "

شعرت بقمر متجمدة بين ذراعيها فهمست فى أذنها بصوت مختنق :

" أتوسل إليكِ قمر .. بلا فضائح أمام الناس "

ابتعدت عنها نجوى ونظرت لوجهها المتجمد ولكن عيني قمر المحتدتين لم تحد عن وجه حمزة المستفز خلف والدتها .
يقف شامخا متحديا مطالبا بالمزيد منها .. يتراقص قلبه فرحا .. بل إبتهاجا ينعش جسده فيكاد يحلق ببريق عينيه ...
هكذا هى قمر منذ اكتشف حبها .. فتاة تلهب فى عينيه شهبا يرتجف لها كيانه فيشعر .. بالحياة ..
يكاد يشعر بالثورة داخلها بهذه اللحظة .. برقا ورعدا فى عاصفة عاتية لليلة شتوية شديدة البرودة ..
عيناها تتسع فتظلم لتصبح داكنة ... حالكة .. عميقة السواد..
وبكل أنانية كان جزء منه يعترف أنه يحب تلك الثورة بها .. تلك العينان المغويتان بدكنتهما ...
رسمت شمس إبتسامة مجاملة على ثغرها واقتربت من قمر فعانقتها هى الأخرى وهمست فى أذنها :

" كما اتفقنا من قبل ... دعيه يرى قمر الحقيقية ... كوني قوية "

أعادتها كلمات شمس لواقعها الصاخب فامتلأت أذناها بالضجيج حولها ..
لتأخذ منه وقودا لتموين إصرارها وعزيمتها ..
ترفض أن ينتصر حمزة عليها .. ترفض أن يشعر للحظة أنه قيدها بالأمر بالواقع .
رأت دارين تعانق حمزة وتهنئه ثم التفتت إليها لتعانقها ..
انكمش جسدها عفويا ما إن مستها دارين وبعد لحظة واحدة كانت دارين تبتعد وتنظر إليها مبتسمة ..
نظرت قمر لعيني دارين وابتسمت بغرابة ثم رفعت عينيها بنفس الإبتسامة نحو حمزة الذى كان اصدقاؤه يحاوطونه لتهنئته بينما عيناه تتركز عليها .


تهانى كثيرة تلقتها قمر بغرور وثقة عادت إليها سريعا
انتهت السهرة فى منزل كامل العامرى مبكرا بلا أي مظاهر للخطبة !
مجرد إعلان حمزة كان كافيا وكأنه قصد أن تكن الخطبة بهذا البرود .
لتفاجئ قمر بما صدمها تماما من والدها الذى قال حين خروجه :

عِشقكَِ عاصمةُ ضباب(مكتملة)Where stories live. Discover now