70

863 10 0
                                    


عانيت عانيت لا حزني أبوح به
ولست تدرين شيئاً عـن معاناتـي
أمشي وأضحك يا ليلى مكابرة
عليّ أخبي عن النـاس احتضاراتـي
لا الناس تعرف ما أمري فتعذرني
ولا سبيل لديهـم فـي مواساتـي
يرسوا بجفني حرمان يمص دمـي
ويستبيـح إذا شـاء ابتساماتـي

لـ حسن المرواني

،

صباح اليوم التالي
يوم زفاف حارب وناعمة

خرجت من غرفتها مهرولة لتتمكن من إلقاء السلام على عمها الغالي قبل ان تنشغل بأمور الزفاف وتدخل في معمعة ضجته الكبيرة
ما ان رأته حتى تلألأت عيناها بعفوية فهي الى الآن لم تتجاوز ما حدث معها البارحة وما عانته من موت محتم وكذلك مصرع ذلك الرجل على يد زوجها والدماء المنتشرة في كل مكان .......
البارحة عاشت كابوساً حقيقياً ....... ولا تصدق انها خرجت منه سليمة الجسد والعقل !
احتضنها ما ان رمت نفسها عليه .......... وهمس بخشونة حانية: شحوالها حبيبة عمها ...؟!
سألته بـ نبرة مكتومة: عرفت شو صار فيّه ..؟!
: هيه غناتي عرفت ناعمة اباج تنسين كل اللي شفتيه البارحة وتعقينه ورا ظهرج تسمعين ؟ انتي اليوم عروس افرحي واستانسي ولا تخلين أي حاية تضيج بج بابا ....
ولن يجعلها هو تحزن ...........!
حرص ان يخفي موضوع خطفها عن الجميع من ضمنهم والدها ومن ناحية أخرى حرص ان يخفي موضوع محاولة قتل زوج اخته عنهم كذلك لا يريد شوشرة ولا مشاكل او اوجاع ليس على الأقل قبل ان يتم زفاف حارب بـ ناعمة .....
أوصى توأمه ان تهدأ وان تدعي عدم حدوث شيء لزوجها ........ وطلب منها بحزم ان تحضر الزفاف ولو دقائق كي لا تحزن ناعمة او يعاتبها احد من العائلة ..... او حتى يشكّون بحدوث امرٍ جلل لها ولعائلتها ........!
وكما أوصى توأمه بالكتمان .......... كذلك أوصى فلاح !
قد علم من بطي فيما سبق هوية الشخص الذي اخبرهم بما سيحدث لـ ناعمة ...... كانت شقيقة مانع
حمد الله ان اخلاق مانع الوضيعة لم تنتقل جينياً لـ شقيقته الطيبة التي على ما يبدو تحمل الخير الكبير في روحها .......!
هزت رأسها بـ فم مزموم ..... وهمست: ان شاء الله
رفعت يدها نحوه وهي تغمغم بحنق: شوهوني الله يغربلهم ...
رمقها بمكر وهو يقول متأملاً صفاء بشرتها السمراء وجمالها الوحشي الأخاذ: ما تخربين يا بنت هامل ... عيني عليج باردة ...
ضحكت بخجل حقيقي وهي تحضن ذراعه وتغطي وجهها به ....
: واناااااااااااا !!!!
هتف بخوف مسرحي: سلام قول من رب رحيم ......... شو ها اللي هبط علينا بليا هود ...
زمت فطيم فمها وهي تحك رأسها المنفوش من اثر النوم العميق وقالت بعينان ناعستان منتفختان: عميه انت شحقه تحب نعوم اكثر عنيه هاااا !!!
ضحكت ناعمة وقالت: سيري سحي شعرج اول عقب تعالي سولفي وسألي على كيفج ....
صاحت فطيم بغيظ مُضحك: ماباااااااااااا ..... سلطان رد عليه شحقه تحبها اكثر عنيه !!!!
بصدمة مرعبة هتف: منو سلطاااااااااان !! اناااااا !!!
تثائبت حتى شعرت ان حنكها سينشق بعنف ثم جلست على الدرج واسندت رأسها على الحائط وهمهمت بنعاس من غير ان تستوعب ما تتفوه به: لا يدي الله يرحمه
اتسعت عيناه وهو يهدر مقترباً منها بسرعة: فطيمووووووووووه
فجأة قفزت فطيم وهي تصرخ بذعر .... وهربت بسرعة نحو غرفتها ........
هز رأسه بلا حول ولا قوة وهو يغمغم: تخبلت البنية والله ...
اشر نحو السلم وسأل ناعمة: شبلاها اختج ..؟!
مسحت ناعمة دموع الضحك من عيناها وهي بالكاد تستطيع اكمال جملة واحدة: هههههههههه المسكينة ههههههههه
ما رقدت شرا الناس البارحة هههههههههههههههه سامحها عشاني فديتك هههههههههههههههههههههههههه
: وشعنه ما رقدت شرا الناااس !!!!
هنا توقفت عن الضحك ولم يتبق الا بسمة عطوفة حانية على ثغرها وهمست: فديتها فاقدتني من الحينه ما تباني اعرس واخلي البيت .....
: عاد اللي يسمع بتهاجرين انتي ... هاذوه بيت حارب جريب منكم هب بعيد ....
اجلسته قبل ان تعطيه كوباً من الشاي مع الحليب وتقول: حتى لو ملاصق بيتنا الأخت تضايج وتزعل ان شافت اختها تعرس وتخليها وهي اللي تعودت ما تصبح ولا تمسي الا بشوفتها .....
اتاهما بعد حين صوت فطيم الرقيق: عميه سلطان انا بنزل ..... عليّه الأمان ....؟!
رفع عيناه ورآها بأجمل طلة ....... رافعة شعرها كله الى الأعلى وترمش عيناها له بغنج متفكه ....
رمقها بحنان ابوي جارف وقال وهو يرفع يده اليمنى نحوها وبيساره يحمل كوب الحليب: تعالي تعالي فديت هالويه الصبوحي ....

.
.
.

بعد صلاة الظهر

"وعلى طاري المغازل ...... انا هاك اليوم ما يريت البنت عسب اغازلها او اتحرش ابها"
"ديني واخلاقي ما يسمحولي ان صدقتي فـ ها شي طيب وان ما صدقتي عندج اربع يدران حولج رظخي راسج ابهن بنت عبدالله"
كلماته ما زالت ترن بأذنيها الصدق القرف الواضح من تفكيرها السيء القوة والثقة بنظراته اعلماها بصدقه .......
لكنها تريد التأكد ليس لتجعل صورة الفتى اللعوب المغرور التافه السيء تنكسر في داخلها بل لتصفع نفسها ألف صفعة لأنها من الأساس تكلمت بشكل مشين على رجل بريء ذنبه الوحيد انه وقع تحت ناظر فتاة ذات لسان سليط لا تكف عن قذف كلماتها السامة نحو أي احد تبغضه امامها !
لكنه هو ايضاً اخطأ ..... لمَ من الأساس اعطى أهمية لكلامها واقسم ان يرد لها الصاع صاعين !
كان من السهل عليه التجاهل والمضي قدماً بحياته ولا يلتفت لتفاهاتها
اجل تفاهاتها هي رغم كل سلبياتها الا انها تعترف انها تحمل امراً ايجابياً بين خصالها وهو الاعتراف ان سلبياتها اغلبها بسبب أمور تافهة واولها السقوط بين أمواج الغضب بسرعة والانفلات من عقال التعقل بسرعة ومن غير تفكير وحكمة !
افففففف ........ المغرور ...... تمكن من اشعارها بتفاهتها وسخفها هذه المرة بشكل مذل كريه .....
ارتشفت قهوتها وهي تجول بناظرها على الجناح الفندقي الفخم القابعة به منذ ليلة البارحة منذ ان اخذها فلاح من منزل زوجة عمه وجلبها لـ احدى الفنادق الفخمة الراقية المطلة على كورنيش ابوظبي ....
كان واضح عليه القلق والشرود والارهاق النفسي
يبدو ان عمله المتواصل بشأن مزرعته قد سلب اغلب طاقته ..... وجاءت حادثة عمه وزادته هماً وقلقاً واضطراباً ....
لكنها ورغم ما تراه على وجهه .... كانت صامتة .... ليس كرهاً للتواصل معه ..... بل توتراً وحيرةً وحرجاً منه
كيف تتحدث معه وهي تظن بنسبة 95 % انها ظلمته بسوء ظنونها وسلاطة لسانها المنفلت !
حملت هاتفها ......... وقررت التأكد ..... علّه يكذب عليها ...... ما يدريها هي بصدق نواياه !
: ألو
: هلا هلا هلا .... حي هالصوووت حياااااه
زمت حصة فمها وقالت بحنق تمثيلي مرح: لا هلا ولا مسهلا يا بنت عبيد رديلي ختيه الحينه سراقه وحده من يت بيتكم وانتي شالتنها عني لا قامت تتصل فيه ولا تسمعني حسها
ضحكت مهرة بشقاوة اخفت خلفه ربكتها: ههههههههههههههههه كيفييي .... ربيعتيه وانا حره فيهااااا
قهقهت حصة بخفوت قبل ان تقول بنبرة مغيضة: مالت عليج وعليها بس ..... وينج !!
مهره: طاعو هاي .... تسبني وعقب تسألني وينج ... ما بقولج
غمغمت بضجر: يلا مهروه قولي هب متفيجتلج ياخي
: انا وين بعد ... في الصالون ... ما تسمعين صوت الاستشوار والحشره والزعيق ....
حصة: اهااا .... أي صالون ....!!!
مهرة: صالون ام ربيعتي شيوم ..
حصة: هيه صح سمعت انها بطلت صالون من كم شهر
مهرة: هيه
حصة: ميروه وياج ..؟!
مهرة: هيه .. هي فوق تتمكيج .. انتي وين .. في بوظبي ..؟!
حصة: هيه .... اتريا رواضي تييني مع الحرمة اللي بتسويلنا مكياج وشعر
مهرة: بتتعدل وياج ..؟!
حصة: هيه بس ما بتحضر كل العرس بتدخل في الأخير تسلم على ناعمة وتباركلها وترد تعرفين ترى أمها ما صارلها مده متوفية وهب هاين عليها تحضر حفلات ومعاريس ...
مهرة: صدقج ....
تنحنحت حصة بخفوت قبل ان تقول: مهرة .... بتخبرج عن حايه
مهرة: تخبري فديت قلبج

.
.
.

ليـــلاً

رفعت صورة والدتها بيدٍ مرتعشة .....
تنعيها .... تنعي نفسها ..... تنعي ماضٍ ذهب بحلوه مع النجلاء ومره !
هه .... كيف تنعي ذهاب امرٍ متمكن في وجدانها ... يعيش فيها كـ عيشها هي بين الهواء والماء !
تتلوى ألماً بين طرقه ..... وتذوب عذاباً بين ساحاته وجدرانه وآهاته !
: موزه امايه ... تعالي بدخنج
التفتت نحو عمتها ..... وبريق العسل بعيناها منطفئ ... مجروح ... مخذول ....
اومأت برأسها واقتربت منها ...
سمعت توبيخ عمتها لها: ما تسيرين العرس قبل لا تاكليلج لقمتين ... من الصبح ما حطيتي شي في بطنج ...
حركت رأسها ومعها تحركت خصلات شعرها البنية ... والتي طالت في الأشهر الأخيرة حتى أصبحت تتراقص بغنج عفوي حول عنقها وكتفيها ... واشرت: هب مشتهية عموه ... باكل ان شاء الله في العرس
: ما بتاكلين ادريبج ... بخلي البشكاره الحينه تييبلج صحن شوربة وصحن معكرونة ...
بعد ان اكلت لأجل خاطر عمتها ارتدين عبائاتهن وخرجن متوجهات نحو العاصمة ابوظبي حيث الزفاف المقام في احدى قاعات ارض المعارض الشهيرة ....

بعد حوالي ساعة ونصف

كانوا امام القاعة ....... ومن امامهم سيارة بطي ومعه زوجته ..... ومن خلفهم سيارة سيف ومعه زوجته .....
اما البقية فـ قد سبقوهم ووصلوا للعاصمة منذ زمن ....

.
.
.

في قاعة الرجال

الجميع كانوا في قمة حماسهم في قمة سعادتهم في قمة نشوتهم عدا بعض الأرواح التي كانت قلقة متوجسة مرتابة ومنها روح السلطان نفسه !
حسناً رغم احساسه ان هذا العرس سيشهد منظراً "لن يحبذه" الا انه قد اخذ احتياطاته ووزع رجاله حول المكان كله شاملاً قسم الرجال والنساء ........
رفع هاتفه ما ان ارتفع رنينه وكانت زوجته احتقن وجهه غضباً ولم يجب تلك الصغيرة سيأدبها حتى تقسم انها لن تعود لتصرفها الاحمق ذلك
تذكر ما فعلته البارحة بعد ان عاد من المستشفى ..... وكررته كذلك اليوم رغم توبيخه لها !

"
تساءل وهو يراها تحاول فتح شيء ما بيدها: شو تسوين ..؟!
انتفضت بذعر ... وتوترت ..... قبل تقول: مـ ماشي
رفع حاجباً بعفوية وقال: ليش تبين تبطلين العطر ؟؟
: ا ا ا لا ... لا ....
اخذه منها عطره الرجولي ... ورجه قبل ان ينظر لما في داخله: أصلا شوي ها وبيخلص ... بعقه وباخذ غيره
فجأة صرخت بحدة وهي تريد اخذ القنينة منه: لاااا سلطااااااااان
عقد حاجباه ببسمة متعجبة وهو يقول: بسم الله .... صميتي اذنيه يا بوويه ...
هتفت بانفعال حاد غريب: لا تعقه اباه
: شحقه !!!
قالت بعصبية واضحة: بس بس اباه ... خله حقي ...
: انزين شبلاج معصبه ..... اسألج بهدوء ... ردي عليه بهدوء
زمت فمها وقالت: خله حقي اباه ...
: انزين انزين حقج ...
ومن غير ان يفهم سبب رغبتها بامتلاك عطره .... رفعه وبخه كله عليها حتى فرغ تماماً ...
صاحت بهلع وغضب: سلطااااااااااااااااااان
وانفجرت ببكاء حاد جعله ينتفض خوفاً وصدمةً ....
: ليش تخللللللصه قلتلك مالي هذاااااااااااااااااااا
سلطان من بين عقدة حاجباه: بسم الله الرحمن الرحيم .... حوووه شبلاج تصيحيييين ... ترى عطرتج به يالخبله شو تبين بعد !!!
: سلطااااااااااااان ....... حقي هاااااا حقيييييي كنت أبا اشررررررربه
اتسعت عيناه رعباً: اشووووووه .... عووووذ بالله ... خبله اننننننتي !!! عطر هاااااا عطر هب فيمتووووو
اردف بصدمة: تقول تبا تشربه اوونه انتي شو سالفة وحامج الخايس هااااه توحمي على اشيا تنفعج ما تضرج مرة تراب والحينه عطررر .... وباجر اظنتي مخدرااااات ...
اخذت تضربه بشراسة على صدره وتقذف حمم غضبها وغيضها عليه .... وهو لم يكن يتركها بلا توبيخ حتى لو كانت غاضبة
: شما عن المصاااااااخه ... نزلي اييييدج
: ماباااا مابااااا ماباااااا .... قلتلك هاااا مالي مالي ....
هدر بحدة: اوهووووو
مسك ايدها وقربها منه هاتفاً بحزم قاسي: يا هبله عطر هااا عطر ... تبين تشربينه وتجتلين عمرج !!!
صرخت من بين شرار عيناها الدعجاوتان: رووح ييبلي واحد شراته ... الحيييييييييييينه ...
: هيه ان شاء الله امايه .... في احلامج ....
ضربت برجلها الأرض وهي تصيح: سلطاااااااااااااااااااان
في اليوم التالي كررت ما فعلته بعد ان وجدت عينة صغيرة من ذات العطر في الغرفة وبين اغراضه الا انه ولحسن حظه تمكن من الإمساك بها قبل ان تفتح القنينة وتشرب ما بها .................
وللمرة الثانية ........ فار غضبه وهذه المرة كان تقريعه لها اقسى واشد

"
وها هي الآن تتصل به يعلم انها تريد منه شراء العطر المجنونة منذ ان اوصلها قاعة النساء وهي تزعجه برسائلها واتصالاتها
ما بها زوجته !!!! لقد جنت بشكل رسمي !!!!!
تريد شرب عططططر !!!!!
: سلطاااااان ..... سليطيييييييييين
قال سلطان بشرود: ها هااا
: سرحان في شو يالحبيب
قال سلطان بخفوت: بطوي ... قرّب أبا اتخبرك ...
بطي: لبيه
رفع سبابته مهدداً: بس قسم بالله ان ضحكت بييك بكس على عينك
: هههههههههههههههههههههههههههههههههه
سلطان بغيظ: طاعو .... ترى بعدني ما قلت اللي أبا أقوله
: ههههههههههههههههههههههههههه لا بس شكلك يضحك .... قول قول
التفت حوله بحرج .... وقال: بطوي .... احم ..... حرمتك جد توحمت وهي حامل على عطر ...!!
قهقه بخفوت قبل ان يقول: انا قلت السالفة فيها شميمي امممممم لا بس الله يغربل بليسها توحمت على صخله في عزبة اخويه بوسيف كل يوم تسير عندها تلوي عليها وتشمها تقول تشم هيروين .....
: ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه في ذممممتك ...
بطي: ههههههههههههههههه قسم بالله ...... شمووه اهون عنها ...
سلطان بعصبية: شو اهون يا رياااااال ... تبا تشرب عطر هب تشممممه ...
: اوووونه !!!
سلطان: والله .... شو اسوي وياها تلعوزت ياخي ويا وحامها اللي يروع .... تزيغني كل يوم بطلباتها الغريبة ...
بطي: ههههههههههههههههههههههههههه والله مشكلتك هاي عويصه شوي فيها موت وحيا .... اقولك ...
دق على امك .. وهي بتخبرك شو تسوي .....
هز سلطان رأسه بحيلة منعدمة: فضحتنا ام بطي فضحتنا الله يهداها
بطي: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
وقف وهو يقول: بسير صوب المعرس شويه
بطي ببسمة خفيفة: اشوفه ساكت .. شكله متروع من العرس ..
قال سلطان بفخر: الحربي ها ... تربيتي ... الروع مخلنه لـ الصغاريه هب له ...
: عميه سلطاااااااااااااااااااان
حمله ما ان اقترب منه ..... وقال مهللاً بود عارم: هلا هلا بـ سلطان بن بطي
سلطان الصغير: تعال ارزف معااااانااااا
: افا عليك .. على هالخشم ... بس خل اشوف عمك حارب اول عقب بيي صوبكم ...
انزل سلطان الصغير وذهب اتجاه حارب الذي التفت إليه مبتسماً له بهدوء قائلاً بمرح: من الوقفة والسلامات يعت جان ما ارقد اليوم على العيش واللحم ....
( ارقد اليوم على العيش واللحم بمعنى التهم العشاء بنهم شديد)
ابتسم له سلطان بتفكه وقال: ارقد يا بويه ارقد ... لا تدخل على بنتنا بيوعك واطيح عليها غشيان
بل سأدخل عليها وانا جائع .............. جائع حد النفس الأخير .................
جوعي لها اشرس .... واقسى ...... من أي جوع يا صديقي ............
: عميه سلطاااااااااااااان
همهم سلطان ببسمة حانية: حشرنا السمي ..
صفّر على احد الرجال الممسكين بالسيف .... واشر له بمرح فخم ان يرميه نحوه
ابتسم الرجل بطيب خاطر ورمى السيف حتى التقطه سلطان بمهارة ودخل ميدان الرزفة عند الرجال
ابتسمت عينا حارب قبل ان يلتفت للشخص الذي تقدم كي يسلم عليه: مبروك ما دبرت يا بومحمد يعلك تتهنى ان شاء الله ...
ضيق حارب عيناه رامقاً الذي امامه بغموض قبل ان يهتف بخشونة صوته الطبيعية: يبارك في عمرك يا يعقوب من قال عسى ....
اقترب منه الأخير ..... وهمس بنبرة ذات معنى: ترى بعدني شاري ... ارتيي منك الموافقة يا بومحمد ..
رفع بخفة حاجباً قبل ان يقول بحزم: قلتلك ..... ما عندنا بنيات للعرس ........
يعقوب وهو يحاول بث الامل في جوفه الملتاع: بس انا شاري نسبكم
حدّق به حارب ....... وفكره شرد مع الحوار الذي حدث بينه وبين يعقوب في منزل جده قبل أيام في رأس الخيمة ...

"

: أبا اخطب اختك ..
عقد حاجباه بريبة وقال: بس انت ريال معرس .... وانا ما بعطي ختيه لواحد قد عرس ...
تلعثم وهو يقول: حارب .... الشرع محلل اربع
هز كتفاه ببرود واجاب: ما اختلفنا ... الشرع على عيني وعلى راسي .... بس انت ما بتجبرني بإسم الشرع اعطيك ختيه !
قال محاولاً اقناع الرجل الصارم: حارب
: السموحة يعقوب .... انت ريال سنافي خوي شما وما تنعاب ... لجنه مصلحة ختيه فوق كل شي

"

قال بحزم اشد: ويوابي هو هو .... ما تغير ولا بيتغير ... السموحه
: السلام عليكم
استدار حارب بشموخ طوله ..... وشموخ البشت الأسود المستند على كتفيه العريضين: هلا والله .... وعليكم السلام ...
اردف وهو يؤشر نحو يعقوب: ذياب هذا يعقوب بن يوسف ... يده يصير ولد عم ام يديه محمد الله يحفظه ....
يعقوب ...... هذا ذياب بن هامل .... نسيبنا الغالي ........
اكمل بنبرة ذات معنى وهو يرمق ذياب بطرف عيناه: ومحير بنت محمد بن حارب ....
اتسعت زوجان من الاعين ...... الأول ذهولاً يشوبه الألم والجرح ......... اما الثاني ....... ذهولاً يشوبه السعادة القصوى !
همس يعقوب بنبرة موجعة ......... "مكسورة": مـ ..... محيرها !
الوجع ...... والانكسار ......... والخيبة بصوت يعقوب وهو يتسائل بهذه الشفافية عن "بركة العسل الخاصة به" .... اثاروا غضبه فجأة ......... تقدم خطوة صارمة وهو يهتف بقسوة: هيه نعم .... عندك مانع .....!!
لو كان المكان يسمح لـ حارب بالضحك ........ لضحك فوراً على وجه ذياب الذي انقلب فجأة ما ان اشتم رائحة الخطر حوله وكأنه شعر فجأة ان الذي امامه كان يفكر بأمورٍ لن تعجبه البتة !
اخفض يعقوب اهدابه شاعراً بالغباء من مشاعره التي اخذت تنفلت منه من غير تعقل الا انه لا ينكر الحرقة التي تجتاحه الآن حرقة هي خليط من خيبة .... وخذلان ..... وقهر اسود .........
لمَ لم يخبره من قبل.......... لمَ جعله يشعر بالاهانة وامام هذا الشخص بالذات !
آه يا انت لو انك لم تستمع لأمك لو انك لم تتزوج وتتخلى بسهولة عمن سلبت قلبك برمشة من عيناها المثخنتان بفتنة العسل لكنت الآن سعيداً معها محلقاً بين السماء والأرض الشاسعان ..........
لا يعلم يعقوب ان حارب ما كان ليقول ما قاله لولا رؤيته الإصرار الناضح بعيناه .......... وكي يتخلص منه بأدب ومن غير تجريح "حسب ظنه" .............. قدّم ذياب له كـ زوجٍ مستقبلي لـ موزة ...........
همس يعقوب بصوت غليظ مكتوم: السموحة ........
وبصمت شديد .... استدار وابتعد عنهما
هدر ذياب بانفعال: منو هااا !!!!
حارب بمكر: قلتلك ولد .......
قاطعه ذياب بغضب: حااااااااارب
حارب: هههههههههههههههههههه أقول بس ايلس ايلس
ضيّق ذياب عيناه وقال بتوجس: رمس عنها !!!
ابتسم حارب حتى ظهر صف اسنانه الصافية .......... وقال: هيه .... وخطبها مني ....
هتف الأخير باندفاع ورعونة: لا يكون وافقت ......... بجتلك
رفع حارب ذراعه مهدداً إياه بتدمير وجهه بكوعه .... هاتفاً بغضب: بتجتل منو يا ولد هامل !!
هتف ذياب بانفعال غير آبهاً بغضبه: الحربي .... شو رديت عليه ....!!!
دفعه بخشونة وهو يهتف بحدة: يا غبي ترى سمعت بذنيك شو قلتله وانا اعرفكم على بعض ....
تنحنح بسعادة .... وعدم تصديق ..... قبل ان يقول بنظرة براقة: يـ يعني صدق بتغدي لي ...؟!
سأله حارب فجأة ببسمة عين ماكرة: وين وصلت في الحفظ !!!
: اوهووووو .. خل الحفظ على صوب ...... ها بيني وبين ربي
حارب بسخرية: ويوم انك جيه فالح وتخاف الله .. شعنه ما بديت تحفظ قرآن الا يوم شرطت عليك
حك ذياب ذقنه مغلقاً عينٍ واحدة وقال: تبا الصدق ..!! يوم شرطت عليه الشرط حسيت انيه يهودي يا ريال .....
حارب: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ذياب محاولاً كتم ضحكته: قسم بالله ويوم يلست احفظ حسيت انيه ما احفظ من خاطريه انيه احفظ عسب ارضي الناس هب ربي هنيه حسيت عمري يهودي الدب
حارب: ههههههههههههههههههههههههههههههههه اسميييييييك انت
ذياب: والله ...... عقب عاده سويت اجتماع مع نفسي ... وقررت اني اجدد نيتي للحفظ ......
حارب بابتسامة واسعة: والنتيجة ....؟!
ذياب بحنق: ما بقولك ...... ها شي بيني وبين ربي ...... ما بيلس اتفاخر بعمري جدام الناس ...
حارب: ههههههههههههههههههه والله انك لووووووووتي ....
صمت بعدها وعيناه تبتسمان بذبول مردفاً بصدق: اصبر يا خويه الصبر زين ما يحتاي اقولك عن البنية وحالها متى ما حسيت ان الوقت مناسب ارمسها عنك برمسها وصدقني انا حاس ان الوقت ها جريب ان شاء الله ...
تنهد ذياب ... قبل ان يبتسم لـ حارب بطيب خاطر ويقول: إن شاء الله
: الذيب
كان سلطان من يناديه .... حاملاً بيمينه السيف برجولية فخمة تخطف الانفاس .... ويرزف به !
رفع هاتفه باستمتاع وفتح كاميرته: اوب اوب اوب .... العم دخل الساحه .... السموحه النسيب ... لزوم ألحقه واصوره .... هب كل يوم سلطان بن ظاعن يرزفلنا ...
حارب: يالخبل يباك ترزف وياه هب تصوره .... لو عرف بيصطرك .. تعرفه ما يداني يتصور وايد ...
: خخخخخخخ ما عليك ما بخليه يشوفني ....

بات من يهواه من فرط الجوى خفق الاحشاء موهون القوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن