6

964 12 0
                                    


***************
)لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي(
الجزء السادس
يا غزالا ! أ صارني
موثقا ، في يد المِح ن
إن ني، مُ ذ هج رت ني،
ل م أذُ ق لذ ة الوس ن

لي ت ح ظي إشارة
من ك، أو لحظة عن ن
شافِعي، يا مُعذ بي،
في اله وى ، وجهُ ك الحس ن
كُ نتُ خِلوا م ن ال هوى ؛
فأن ا الي و م مُ رت ه ن
كا ن س ري مكتًّما ؛
وهُ و الآ ن ق د عل ن
لي س لي عن ك مذ هبٌ؛
فكما شئ ت لي فكُ ن
ل إبن زيدون
،
العين
كانت العنود تكوي ثوب زوجها وهي تشاهد برنامجها التلفزيوني المفضل باندماج
تام
وطفلاها الصغيران منصور وفاطمة يلعبان تحت رجليها
منصور بغضب طفولي: ماما توفي فوفو ما تخليني ألئب
العنود بتوبيخ رقيق: منصور عيب حبيبي هاي ألعاب بنات
إنت ولد..
هتف منصور بتهكم ظهر بفمه الجميل المزموم وهو ينتزع الدمية من يد فاطمة:
مابا ابا ألئب
صرخت فاطمة ببكاء شديد وهي تمسك منصور لتأخذ عروستها منه
احتد صوت العنود بالغضب: يا ولد عط أختك عروستها
لم يسمع منصور كلام والدته وابتعد بالدمية عن فاطمة بينما أخذت فاطمة بالحبو
باتجاهه ببكاء غاضب
كانت تحبو ثم تستند على طاولة جانبية وتخطو خطوة وتسقط ثم تحبو..
وهكذا..
ضحك منصور بمتعة وهو يرى كم ترغب فاطمة بالإمساك به .. وأخذ بالابتعاد
أكثر فأكثر
هزت العنود رأسها بتهكم/بضجر من صراخ أطفالها :
يا عيال صخوا خلونيه أسمع الدكتورة شو تقوووول..
وفجأة سمعت صراخ منصور: ماماااااااااا تووووووووفي فوفووووو
إلتفت بجزع تحول لدهشة .. ثم لابتسامة .. ثم لضحكة!!!..
:ههههههههههههههههه فدييييييييييت اللي مشوووا انا ياااااربي
كانت فاطمة من فرط غضبها على أخيها تمكنت من الوقوف بتوازن والمشي 6
خطوات كاملة إليه!!!..
حملتها أمها بحب فياض/فرحة عارمة وهي تقبلها: فوفو الشطووورة مشت
وأخييييير ا ..
وقبلتها بحنان شديد الدفئ لا يليق إلا "بمعشر النساء"
قفز منصور بفرحة مشابهة .. وذهب ليطرق باب الحمام على والده الذي كان
يستحم
:بابااااااااااا باباااااااااااااااا
اتاه صوت والده سيف من تحت رشاش الماء: هاااااا شو تبااااا!!!..
منصور بصراخ مبتهج: بابااااااااااا تئال تووووف فوفووووو
اقفل سيف صنبور المياه ليهتف بقلق شديد على صغيرته: بلاهااا أختتتتك ..؟!!
منصور بذات صراخه: تئاااااااااال توووفها
اكمل سيف استحمامة بسرعة .. ولف على خصره المنشفة وخرج..
عقد حاجباه وتساءل بحدة تخللها قلق: شو بسم الله ..!! بلاها فطووووم!!!..
ما إن أكمل جملته حتى رآى كائنا بحجم علقة الأصبع يمشي نحوه بخطوات صغيرة
متعثرة
إلى أن اقتربت منه وأحتضنت رجله الأيمن..
رفع رأسه وهتف ل زوجته العنود ببسمة تتسع سعادة : هالفارة متى مشت!!!..
العنود: ههههههههههههههههههه فديتها ياربي توها مشت .. هالدقيقة بسسس
قهقه بخشونة صوته الرجولي وحمل ابنته: رجولية متفجرة بالسعادة وهو يحمل
ابنته: هههههههه فديت فوفووو حبيبة باباااا ..
امسكت فاطمة ذقنه المُشذب .. وضحكت بضحكة الأطفال اللذيذة التي "لا تُقاوم" ..
وأخذ يقبلها ويلاعبها ويعلمها المشي ناسيا تماما منظره العاري!!!..
رمقته العنود نظرة حب صافية وهي تعطيه ملابسه وتطفئ جهاز التكييف: حبيبي
سر إلبس أخاف تزجم..
ابتسم لها وهو مازال ممسكا بيد ابنته ويمشي معها بتأني لتتمكن من المشي باتزان
اكثر: هالفارة نستني حتى عقلي
ضحكت العنود لتقول بحماس بالغ: شو رايك الويكند الياي نسوي عزيمة وننثر على
فوفووو ..؟؟
رد سيف برجولية جذابة: نسوي حق الشيخة فاطمة عزيمة ونثور وشحقه ما نسوي
..!!
فالها طيب بنت سيف..
)فالها طيب اي تبشر بالذي تريده(
)النثور هي عادة شعبية تُقام للطفل عندما يخطو خطواته الأولى، وفيه تُنثر
الحلويات والأموال عليه(
.
.
.
.
.
.
.
أبوظبي
- 226 -
وصل بطي الى شقته عند آذان المغرب تماما ، استحم سريعا ليزيل عنه ارهاق
الطريق الطويل ثم توضأ وصلى
كان من عادته اليومية أن يطبخ عشاءه بنفسه لأنه أولا لا يحب أكل المطاعم
هو في الحقيقة لا يستلذ بالطعام إلا أذا كان من يد والدته أو زوجته آمنة او شقيقته
شما!!!..
ثانيا ليقتل الملل الذي ينقض عليه ما إن ينفرد لوحده في هذه الشقة الباردة..
والسبب الثالث هو لكي ينعم قليلاُ براحة/سكون وهو يستمع لذبذبات صوت زوجته
المثير!!!..
فهو معتاد أن يأخذ الوصفات منها ويحادثها على الهاتف وهو يطبخ..
أخرج الدجاج من الفريزر وه م بالاتصال بزوجته .. لكن رنين الهاتف باغته فجأة
ليعلن قدوم اتصال من رقم مجهول
قطب حاجبيه الكثيفين المرسومين بطريقة إلهية تجذب أعين البشر لا إرادي ا ..
رد وهو يتساءل في أعماقه عن هوية الشخص: ألووووو..
ارتجفت دقات قلبها ما إن سمعت صوته الخشن الهادئ .. وبنبرة دلع أنثوي مغري
همست: يعني لازم نتصل من رقم ثاني عسب تردون علينا!!!
احتدت نظرة عيناه ب صدمة .. وسرعان ما استوعب الصوت الأنثوي الذي اثار
غضبه هاتفا بتهكم قاسي:
تحريتج فهمتي انيه من الأساس ما ارد على اتصالات من موظفين خارج حدود
الشغل!!..
هي بصوت أنعم وأكثر إغراءا : بس أنا اشتاق لحسك بطي
وبتلعثم "مصطنع" تابعت: أ أ أقصد استاذ بطي..
رفع بطي حاجبا واحدا بامتعاض .. ثم هتف بغلظة قاسية: بوخويدم لو سمحتي..
اغمضت عينها بغيظ شديد/حقد وقالت: أقصد بوخويدم
اسمحليه..
هتف بنبرة نزقة راغبا ب اقفال الخط متجاهلا حميمية ما قالته للتو: في شي مهم عن
الشغل تبين ترمسينيه عنه ؟!
هتفت بغيظ شديد وصوتها بدأ يخرج بهيئته الحقيقية لا "الرقيقة :"
إنت انسان ما تحس ابد .. حس في ه دخيلك
أنا احبك
احبك وايد بطي .. احبك ب ينون
ما يهمني معرس وعندك عيال .. انا احبك
افهمني الله يخليك
احبك
عط ل هالحب فرصة يكبر..
قاطعها بغلظة صارمة/غاضبة/محتقرة :
البنية اللي تتعدى على حدود رب العالمين وتنزل راس هلها بسفاهتها القاع وتتصل
على ريال معرس وتقوله هالرمسه
ما تستاهل الحب ولا الإحترام ولا الحشيمة..
وأردف بنبرة اغلظ واقسى: آخر مرة أسمح لج تتعدين حدودج معاي ..
تسمعيييين!!!..
وهالرقم انسيه لو تبين اتمين موظفة عنديه..
وأقفل الخط في وجهها ونظرة عيناه ممتلئة بالاشمئزاز
تنفس بحدة شاعرا أن تلك الحمقاء قد عكرت مزاجه الجميل باتصالها الوقح/حديثها
المقيت!!!!..
.
.
.
.
.
.
.
سلم من صلاته وتمتم بالأدعية المأثورة ما بعد الصلاة
بعد ان انتهى .. لفحه نسيما باردا عليلا ح رك شعره الكثيف الظاهر من تحت غترته
بتغنج /رقة
تربع بجلسته وظل يتأمل الصحراء الواسعة من حوله ويتشمم رائحة الرمال المنعشة
..
كسر غصن صغير من إحدى النباتات التي بقربه .. وكتب على الرمال أبيات قريبة
لروحه جدا لشاعره المفضل ابن ظاهر الماجدي :
ليالي بين طي الجانحات، لكن ابها سوام النمل دابي
وقلب كن فيه اللاضيات، شوات مثل محمي المطابي
وعدتني الهموم لذيذ نوم، أراعي للنجوم إمتى الغيابي
أرى الدنيا ممر إبلا مقر، وارى الأرواح آخرها الذهابي
وتاليت الحياه الا الممات، وتاليت الممات إلا الحسابي
ثلاث ما أرى عنهن مطاف، مؤرخة بآيات الكتابي
سرح بعيدا ويداه تتحركان على جملة "وارى الأرواح آخرها الذهابي"
توقف فجأة بحذر متيقظ وأنفه يشتم بدهاء خطرا يقترب منه!!!..
وبسرعة مهيبة كالفهد أمسك بقلمه الذي تحول لسكين ذات ميلان حاد كالتي تُستخدم
في الحروب والتدريبات العسكرية .. ومن غير أن يلتفت غرس سكينه في ساق
الشخص المتربص خلفه!!!!...
صرخ الرجل بزئير متألم/صدمة غاضبة من سرعة بديهة حارب وحركته السريعة
..!!!
لم ينزع حارب السكين إنما لفه دورة كاملة داخل رجل الرجل الذي صاح بقوة أشد
..
هذه الحركة تضمن لحارب استحالة تحرك الرجل برجله تلك .. لأن الطعنة بسكين
ملفوف لا تبرأ بسهولة ولن يتحمل الرجل الألم من الأساس!!!..
التفت حينها بوقفة متحفزة كالفهد وعيناه ترسلان صواعق من الخطر الأسود للذي
حوله!!!..
نظر الى الرجل الذي كان أسود البشرة ضخم الجثة بعيناي حمراوان ثائران من
الغضب/الألم .. وبصراخ غليظ قاسي:
الأخشاب: يا ابن ال ..... والله ما اخلييييك ..
وانقض عليه برجل واحدة .. ولكن حارب بدهاء أخذ حفنة من تراب ونثره على
عيناه..
صرخ الرجل بألم اشتد بجسده .. والتراب يحرق عيناه بشدة جعلته لا يبصر شيئ ا
ارتفع جانب ثغر حارب بابتسامة جانبية ماكرة وهو ينفض التراب عن يدهه وثوبه:
خب ر اللي طرشوك..
ما استوى بعده اللي يلعب على حساب حارب بن محمد ..
وتركه بعد أن أعطاه ركلة قوية و جهها مباشرة لعنقه .. وما هي الا ثانية حتى سقط
صريعا مغمى عليه..
استدار حارب وهو يلمح من بعيد سيارة الرجل واقفة تحت عامود انارة في الشارع
المقابل .. قطع الشارع برشاقة بنيته الرياضية ..
ولم يقترب من السيارة حتى تأكد من خلوها من أي شخص
كان يريد تفتيشها ليمسك أي دليل يستفيد منه ضد الجماعة الفاسدة ولكنه للأسف لم
يجد شيئ يمكن الانتفاع منه!!!..
كانت السيارة خالية من أي شيء عدا مفتاحها
عاده الى سيارته وهو يسمع ونين الرجل الجريح!!!..
غمغم بكره عاتي وهو يشغل محرك سيارته: بعدكم ما شفتوا شي منيه يا عيال
الجلب ..
وأردف بهيجان غاضب/حارق/مجروح متفجر بالوعيد .. والندبة بين عيناه بدأت
تتوهج باحمرار قاتم مخيف:
لأشربكم حميم جهنم في دنياكم قبل آخرتكم..
.
.
.
.
.
.
.
أبوظبي
دخل هو الآخر لمنزله بعد حرب نسائية ضروس اُقيمت ضده باتحاد من والدته
وأخته التوأم سلامة
تأفف بانزعاج وهو يتذكر ما حدث بمزاج تعكر تمام ا ..
قبل ساعات قليلة
صاحت أم هامل بانفعال غاضب وقلبها يحترق على حال إبنها الغالي: عطني سبب
يخليك ما تبا العرس..
سبب واحد بس يا سلطان..
رد سلطان بنبرة حازمة هادئة: يا امايه علني افداج ما قلت مابا أعرس بس هب
الحينه
في راسي مليون شغلة افكر ابها .. ماروم أعرس قبل لا اخلص منهن..
تحدثت سلامة هذه المرة بتعقل: انزين يا سلطان يا حبيبي ولنفسك عليك حق
يلين متى بتم غارق في شغلك وناسي عمرك!!..
ترى الشغل ما يخلص .. شوف نفسك يا خويه .. ترى العمر يخطف واللي يروح ما
يرد
ربعك أكبر عيالهم رياييل الحينه ما شاء الله..
صمت سلطان وهو موقن تماما بأن شقيقته لا تقول إلا الحق
ولكن ماذا عليه ان يفعل!!..
هو حقا في معمعة معقدة في عمله ويتطلب منه التركيز التام/الكامل
ليس من ضمن اولياته الآن أن يتزوج ويأسس عائلة
والسبب الآخر مركون في أقاصي قلبه المجروح!!..
هي
هي من تمنعه من الاقتراب من جنس حواء أجمع
بتسلطها الطاغي الجبار على روحه..
تلك ..!!!! من سلبت فؤاده بدعجاء عيناها!!..
تنهد سلطان بعمق وقال: دخيلكن صكن هالسالفة
وصدقونيه يوم أحس عمري اروم أأسس بيت وعايلة بخبركن على طول
هتفت أم هامل بنبرة لاذعة من تحت رموشها: ترى اللي شاغلة فكرك وقلبك
اخطبوها..
كان يسحب قطعة كعكة ليأكلها لكن يداه توقفتا بصدمة كاسحة لم تظهر على ملامح
وجهه
وببرود قاتل قال: ومنو اللي شاغل فكريه وقلبيه يا ام هامل!!..
رفعت والدته حاجبا واحداُ وقالت بنظرة كمن يريد سبر اغوار تفكير الذي امامه:
انت عارف عن منو أنا ارمس يا سلطان..
قطبت سلامة حاجبيها بتساؤل: عن منو ترمسين أمايه!!!..
حولت أم هامل نظرتها عن وجه سلطان مضيفة بنبرة مقصودة: أخوج يعرف خل
يخبرج هو..
وضع سلطان الكعكة التي لم يأكلها .. ونهض: انا بترخص عنكن اسمحوليه..
رمقته والدته بعتب .. وحزنا أليما يجتاحها على ابنها الذي لا يزال عاشقا لتلك
الفتاة:
فديتك سلطان شوف حياتك وانسى البنية .. شعنه انت هب طايع تفهم إن اللي راح
راح
والزواج قسمة ونصيب!!!.
اتسعت عينا سلامة بصدمة بالغة وقالت: بعدها بنت خويدم في خاطرك يا
سلطاااااااان!!!!..
تجمدت نظرة عيناه كالصقيع .. صقيعا اخفى تحته قلب يحترق ببطئ ك عود
يحترق فوق جمرة:
ماعرف عن شو ترمسن انتن..
وأكمل وهو يلتقط هاتفه ومفتاح سيارته: يلا في امان الله..
خرج وأقفل الباب بهدوء عكس ما يجول في خاطره من عواصف وأعاصير..
التفتت سلامة بذات صدمتها الشديدة لوالدتها وقالت: في ذمتج صدق سلطان بعده يبا
شما!!!..
اجابتها والدتها بنبرة مبحوحة/خائبة/معدومة الحيلة: ولا يبا غيرها يا ام ظاعن
ولا يبا غيرها..
أما سلطان فكان في الخارج يمسك مقبض الباب بكل قوة خرجت من جسده وضباب
غزا ناظريه من هول صدمته الموجعة
أتتزوجين وقلبي ما زال ينتفض ألما تحت قدميكِ يا مُقلة العين !!!..
،
استفاق من شروده وعيناه تبحثان عن هاتفه الذي يرن..
أتاه صوت حارب بحزم تخلله غضب/تهكم: تخيل إن عيال الجلب بعدهم ما اشبعوا
ولا سدهم اللي سووه..
قطب سلطان حاجباه وهتف بحزم متسائل: جيه شو استوى!!..
تحركت شفتاه باحتقار/غضب وهو يسير في طرقات الحي الذي فيه منزله: كانوا
يلحقوني في راس الخيمة .. والحقوني إلين ما ظهرت منها ..
وعلى شارع الامارات ادافنت ويه واحد منهم
)ادافنت = تعاركت (
اخبر حارب سلطان تفاصيل ما حدث بينما الأخير ظل صامتا ويفكر!!!..
مالذي يريدونه من حارب!!!..
اعتقدت أن بموت ابا حارب سيزيحون انظارهم عن ابنه لأن التعمق في المسألة
سيعقد أعمالهم ويشربكها
وليس من صالحهم بعد كل الذي جرى أن ينبشوا عن آثارهم بأنفسهم!!!..
هتف سلطان بحزم صارم كعادته: خبرني إنت استوابك شي ..؟!
حارب باستنكار حازم: يبطي هاللوث يسويبي شي
وأردف وهو يحاول السيطرة على أعصابه: الحمدلله انا بصحة وعافية
سلطان: الحمدلله رب العالمين
وأكمل بحزم: باجر تعال عنديه اباك في سالفة مهمة
وصل حارب لمنزله ولكنه ظل جالسا في سيارته: اممممم الصبح عندي اجتماع مهم
في الطاقة النووية
)يقصد حارب مؤسسة الإمارات للطاقة النووية(
سلطان بتساؤل: متى اجتماعك يخلص!!..
نزع حارب غترته عن رأسه قبل ان يخلل اصابع يده اليسرى في شعره الكثيف:
يعني على حدود الساعة وحدة ان شاء الله..
سلطان: خلاص تمام تعالي البيت عقب الاجتماع واتغدى عنديه وبالمرة نتناقش في
شغلنا..
ابتسم حارب بإرهاق: انزين بس قول حق شفوي خل يسويلي الجكن بتر اللي احبه
)شافي = الطباخ الهندي(
قهقه سلطان بخفة وقال ب ود عارم: ههههههههههههه إن شاء الله فالك طيب..
اجابه حارب بذات ابتسامته: فالك ما يخيب ولد ظاعن..
.
.
من جانب آخر
بعد أن أنهى محادثته مع سلطان .. دخل منزله وهو يشعر بانقباضات معوية
واعتصار شديد في اوردة قلبه!!!..
آآآآآآه يالذكرياته البشعة في هذا المنزل..
لا يعلم ل م يرفض تركه أو بيعه بعد كل الذي حدث فيه!!..
أتراك يا حارب تهوى تعذيب روحك المثقلة بالوجع بوجع أكبر!!!..
كان يمشي بحاسية تهيم مع ضباب ما ض جميل
ما ض "عذب!!!!.. "
هنا في هذه الزاوية كانت موزه تجلس بالساعات وهي تشتغل على الكروشيه
خاصتها..
يستطيع أن يقول أن موزة كانت من أمهر من عمل بالكروشيه .. كل مفرش وغطاء
في داخل المنزل والمطبخ كان من صنع يديها هي..
ابتسم بحنين جارف وهو يتذكر الجاكيتات والأحذية التي كانت تصنعها له ولشقيقه
عبيد كلما سافرا للخارج
مازال يحتفظ بكل شيء حتى بعد أن كبر وأعر ض جسده وأصبحت قامته أكثر
طولا ..
استمر بالسير ب عينان غائمتان بالحنين السرمدي..
هنا في هذا الكرسي كان يحلو لعبيد الجلوس أمام حاسوبه المحمول واللعب مع
أصدقائه ألعاب العالم الافتراضي..
توقف فجأة عن المشي وغصة تكورت في حلقه بشكل كاد يخنقه!!!..
هنا..
كانت والدته الغالية تحب الجلوس أمام التلفاز ومشاهدة كل برنامج وثائقي يُعرض،
خاصة فن الديكور والتصاميم الداخلية ..
كانت تعشق هذا المجال .. وهذا ما جعلها تمضي اغلب وقتها برسم تصاميم داخلية
متنوعة وترتيب منزلها على الشكل الذي طالما حلمت به..
آآه يا نيلا..
نيلا هو إسمكِ والنجلاء هو عيناكِ !!..
يالجمالهما المنبثقان من جوف نور الشمس!!..
اشتقت إليك يا ريح الجنة!!..
تحركت رجلاه هذه المرة لمكان كان يتناساه منذ زمن بعيد..
مكان كان يعج بصخب هيبة رجل!!...
ما إن فتح الباب حتى ضرب وجهه هواء بارد لا يعرف مصدره جعل من جسده
يرتجف رجفة خالية من الإحساس
استمر بالمشي الى الداخل حتى وقف أمام مكتب والده..
مسح الغبار القابع بركود بارد على الطاولة هامسا بحسرة "آلمت أوردته" وعيناه
تظلمان بشوق مغلف ببسمة لم تتجاوز عيناه .. بسمة ملتاعة بجميع المقاييس:
"سقى الله ضحكتك يا بوحارب"
احس باختناق شديد يغزو رئتيه من برودة المكان الموحش .. لم يحتمل المكوث
أكثر هنا
التفت ليخرج لكنه توقف عندما رأى طاولة الشطرنج الخاصة بأبيه..
تشوشت الرؤية للحظة أمام عينيه وصورة أبيه تتجسد أمامه جالسا على الكرسي
بفخامة .. ويلعب باندماج/سكون تام
كعادته ومنذ سنين طويلة..
اقترب من طاولة الشطرنج كالمغناطيس وهو يبتسم بشجن معتقدا أن والده حقا أمامه
..!!
تبخرت صورة والده لتتحول نظرة عيناه لصفاء أفاقه من تخيل نتج عن "لحظة
شوق مدمر.. "
جلس في المكان الذي كان يجلس فيه أبيه .. وبسحر الذكريات بدأ ينافس نفسه
ك "والده" تمام ا ..
فإن كان هناك شيئا قد ورثه حارب عن والده فهو "الدهاء والشطرنج!!.. "
هذا ما قاله له خاله ابا نهيان في يوم!!!!..
مر الوقت بدقائقه الطويلة ..
ولم يشعر حارب بأي شيء سوى هو وذاته "منافسه" وقطع الشطرنج
فجأة .. أحس بهواء بارد شديد يلفح وجهه
قطب حاجبيه بتساؤل .. فهو منذ أن بدأ باللعب وهو يشعر بالبرودة تجتاحه بالرغم
من اقفاله جميع أجهزة التكييف والنوافذ في المنزل!!..
نهض من مقعده راغبا ب اكتشاف مصدر البرودة!!..
عقد حاجباه بذهول عندما رأى نافذة مكتب أبيه مفتوحة!!!!!..
متا هذا!!!..
هو متيقن كل اليقين انه اقفل جميع نوافذ المنزل وجميع الأبواب بإحكام!!!..
كيف فُتحت هذه النافذة!!..
وبعد صمت متوتر .. ضرب بقبضة يديه طاولة والده وهو يشتم بقهر:
الله يلع..... محد غيرهم .. هم اللي حدروا المكتب
بس متى!!..
وشقايل!!..
شو الشي اللي يبونه من مكتب أبويه!!!..
.
.
.
.
.
.
.
صباح يوم جديد على وطننا الغالي
العين
في شركة بن خويدم للمقاولات )فرع العين(
كان أحمد يوقع على كل الأوراق التي تجمعت فوق مكتبه بعد أن سافر ليحضر
مؤتمر مهم في لندن عن أحدث التقنيات المستكشفة والحلول لحل الأزمات المالية
في عالم الأعمال..
فهو قبل أن يصبح مدير عام فرع شركة بن خويدم التي أسسها شقيقه بطي بكل جهد
صارم/عناء شديد
هو حائز على ماجستير الهندسة المالية من جامعة بيركلي في كاليفورنيا

دخل سكرتيره عبد اللطيف بعد أن استأذنه أحمد بالدخول .. أخذ عن مديره الأوراق
الموقعة وخرج بهدوء لينغمس أحمد مرة أخرى بالعمل..
رن هاتف مكتبه قاطعا اندماجه في العمل .. ليلتقطه سريع ا
وبنبرة واثقة رنانة هتف: ألووو
الآخر بنبرة حازمة دافئة: السلام عليكم..
أحمد بابتسامة اخوية ودودة: وعلييكم السلااام ورحمة الله .. هلا والله بالعضيد
بوخويدم
هتف بطي مداعبا شقيقه: هلا بك زووود بوزايد
شصبحت يا الشقيق ..؟!!
أحمد بابتسامة متسعة: والله أصبحنا بخير وصحة وعافية طوليه بعمرك
ومن جداك يا الشقيق ؟!
تثائب بطي بخفة واضعا يده على فمه: والله اصبحنا على كسل ورقاد يا بوزايد
البارحه امرررره مارقدت شرات الناس ..
)امره أي ابد ا (
أحمد: افاااااا شعنه!!..
حك عيناه الحمراوان وهتف بنبرة ناعسة: سهرت وانا ادرس اوراق مناقصة
الوحدات السكنية اللي ضيعها علينا ممدوح
رد احمد وهو يكتب على كيبورد جهازه: وشو ظهر معاك ..؟؟
زم بطي شفتيه بتفكير .. وعقله يحلل المشكلة التي حلت عليهم بسبب ممدوح
الموظف في شركتهم الرئيسية في أبوظبي .. وقال بصرامة:
ما بحط في ذمتيه يا بوزايد .. يه إن ممدوح صدق ما كان يقصد إن يضيع المناقصة
علينا أو إنه يشتغل ضدنا لصالح شركة بن شرف..
قطب أحمد حاجباه: واذا صدق كان يلعب من ورانا!!..
أجاب بطي بحزم تخلله حكمة رجل مُحنك: ما بنفترض شي الحينه .. أنا عينت
اثنينه يراقبون شغله ويراجعون كل ورقة تمشي تحت ايده..
لو اكتشفنا انه صدق يلعب من ورانا .. ساعتها لكل حادث حديث ..
وأردف بعد أن تذكر أمرا : قلت حق سيف عن سالفة اليوم الارشادي للعمال
المستجدين!!..
رشف أحمد قهوته السوداء ورد: هيه نعم قلتله .. وقال بيرتب يوم معين عسب
يعطي محاظرة للعمال عن ضبط قواعد الأمن والسلامة في مواقع الإنشاء..
سيف "ابن شقيق بطي وأحمد" مهندس مدني ويعمل كمدير للعمليات والمشاريع
الإنشائية في الشركة ومشرف عام على جميع العاملين في مواقع البناء ..
.
.
.
.
.
.
.
في منزل سعيد بن خويدم
جميع نسوة عائلة بن خويدم كن في بيت أبوالعنود الذي كان يتألق بالفرحة
والانتعاش لعزيمة الغداء التي ستقام على شرف فاطمة الصغيرة يوم الجمعة..
أتت ميرة تركض وهي تأكل "سنكرز" المفضل لها..
:امايه امايه بنعزم قوم مهاري شرايج ؟؟
أم سيف بنظرة حنان/حب: هيه بنعزمهم ان شاء الله .. عاده انا من زمان ما شفت ام
نهيان ولا قعدت وياها..
هتفت أم العنود وهي تشرب الشاي: فديتها عذبة مادري شو صار عليها .. أحيدها
تتشكى من ظهرها وركبها
أم سيف: ما من شر عليها إن شاء الله الدكتورة قالتلها من قلة الحركة هاي ..
ووصتها تمشي كل يوم لو 20 دقيقة
أم العنود: الحمدلله والله كنت مستهمة عليها
وأردفت: بتصلبها انا وبعزمها .. ومنها آخذ علومها
ميرة برجاء: خالوه ورفجه قوليلها تييب وياها مهاري
هزت أم العنود رأسها بلطف: إن شاء الله بقولها
هتفت أم سعيد وهي تدهن شعر فاطمة بالزيت وتمشطه بعد أن مشطت شعر
الصغيرة الأخرى لطيفة:
زهبي روحج وفجي كشتج اليابسة
ميرة وهي على وشك البكاء: لاااااااا لااااااااا لاااااااااااا
وذهبت للاختباء وراء ظهر العنود .. وهي تصيح برجاء طفولي "مُضحك": الفزعه
الفزعه .. ثيبني يا نسل الايواااادي ..
)الفزعة = المساعدة( )ثيبني = قدم لي العون (
العنود بضحكة ناعمة: وابوووويه ش بلااااااج!!!..
ميرة هاتفة بصوت عا ل مرتعب كي تسمعها جدتها: أنا تس حي امايه ما تحمله
ويعورلي راسي
هالساع بتحمل تس حي يدوووه!!!..
)تس حي = تمشيط (
شما بابتسامة رقيقة: حرام عليج ميروه تبالغين الصراحة .. ماشي أحن وأرق عن
ايد ماماتي فديتها
ميرة بفم مزموم: مابا مابا روحي انتي بدالي
أم سعيد بصوت عالي مبحوح متهكم: يالهرمة ام كشة يابسة بتيين ولا أقطع ظهرج
بهالعصا!!..
ضربت ميره الأرض برجليها: مابا مابا يدوه .. هكيه عندج عموه شما سوي فيها
اللي تبين
وهربت لغرفتها الأخيرة بسرعة البرق ..
أم سعيد بتوعد غاضب: غربلااات بليييسج يا ميروووه انا اراويج صنع الله
ماعليه وين بتشردين عنيه
نزعت بنظرة ضحوكة ربطة شعرها الطويل الكثيف وجلست أمام والدتها: أمايه
سحي شعريه
هتفت أم سعيد وهي تقبل شعر شما: ووووايه عنيه أفدا هالشعيرات يا ربيه..
دنت آمنة من العنود "زوجة ابن شقيق زوجها" وهي تهمس لها: من اصبحنا وانتي
تغمزيليه شو عندج ..؟؟!!
العنود: خفت ارمس بصوت عالي وشميمي تتحسس من الموضوع
آمنة بتساؤل: شو السالفة انزين ؟!
نظرت العنود لشما نظرة سريعة ل تتأكد من عدم سماعها لحوارهن: شسمه بغيت
اتخبرج لو عادي
نعزم مخلفة ظاعن ال... وبناتها ناعمة وفطيم
)مخلفة ظاعن = أرملة ظاعن( )بناتها أي بمعنى حفيداتها(
قطبت آمنة حاجبيها باستغراب: بس اللي اعرفه ناعمة مسافرة اسبانيا مع اخوها
العنود بتفاجئ: اوووه اونه!!..
متى سافرت ..؟؟
آمنة بتفكير: امممممم ماعرف والله جنه كملت الحينه اسبوع وشوي هناك
العنود: فديتها نعوم عاد انا خاطريه اشوفها وايلس وياهاااا
آمنة: تبين الشور!!..
العنود بتساؤل: شو ؟؟
آمنة: يوم بتظوي بنت هامل البلاد بنعزمها هي وامها العوده واختها في يوم ثاني ان
شاء الله
العنود بتفكير: اممممممممم انزين ان شاء الله..
.
.
.
.
.
.
.
في مكان بعيد
بزمجرة هزت أركان المكان ووجه يدل على غضب ناري: يعني كيييف ماقدرت
عليييه يالجححححش!!!..
ما قدرت على حويرب يا عمووور
انت اللي بدزه وحدة اطيحلك عشر رياييل قدر عليك حويرب يالغبي!!!!!..
غمغم عمر وهو مُستلقي على الأريكة ويتلقى علاج سريع من أحد أفراد الجماعة
الماهر بعلاج الإصابات والجراحات: هو غلبني على غفلة مني .. الله يلع...ه
داهية وسريع في حركاته
هتف الذي يعالجه بتهكم: حووه انت قر مكانك شوي ولا تتحرك خلني اخيط
جرحك
صرح عمر بألم فتك بأعصاب دماغه: مرزوقوووه شوووووي شووووي يا
حيوااااااان
مرزوق بنظرة احتقار: محد قالك تخلي واحد ما ايي ربع جسمك الجحش يسويبك
جيه..
والتفت لكبيرهم وقال بادراك تام لما يفعله: بومرشد ودوه المستشفى .. الطعنة قوية
ما تنبرا بسهولة
قطب كبيرهم حاجباه هاتفا بغضب قاسي: افففففف شحقه بعد مستشفى!!!..
قال مرزوق وهو يرى عمر يتصبب عرقا ووجهه يوحي بشعوره الفظيع بالألم: لأن
يا بومرشد ربيعكم اللي كنتوا تبون تزخونه طعنه ولف السجين داخل ريله ..
وصعب اليرح يتسكر ويخف الدم بسرعة
هتف أبا مرشد بتهكم ينبع احتقارا : خسك الله من خديه
)خِ دي ه = الذي لا يفطن شيئ ولا يعرف كيفية التصرف بذكاء(
وقام بمناداة رجاله المدججين بالأسلحة وأمرهم بنقله لأقرب مستشفى خاص
مع تحذيرهم من أخذ الحيطة والحذر من أسئلة الأطباء واستفساراتهم التي لا تنتهي
..!!!
حملوا عمر الذي أغمى عليه من فرط فقده كمية كبيرة من الدم .. ومن التعب
والإرهاق البالغان بعد مبيت ليلة كاملة في الصحراء الباردة بجراحه ودمائه!!!..
ولولا تمكنه من النهوض بصعوبة .. ومهاتفة جماعته بعد أن وجد لحسن حظه شبكة
تمكنه من الاتصال .. لكان ما زال تائها هناك يستجدي المساعدة!!!!..
قال أبا مرشد بعد زفر زفرة غيظ وبعد أن خرج الجميع عدا مرزوق: الغبي خرب
خطتي .. لو عرف يشغل مخه هالتبن جان الحينه حارب عندي وعرفت آخذ منه
اللي اباه..
سأل مرزوق وهو ينظف يديه بالماء والصابون: إنت متأكد ان حارب عنده اللي
تقول عنه!!!..
أبا مرشد بذات النبرة الممتلئة بالغيظ/الخيبة: هيييييه عنده هووو..
مرزوق بتفكير يحاول تحليل الأمور بسلاسة: ولو افترضنا عنده .. مب الاولى انه
يسلمه لجماعة سلطان بن ظاعن ويودينا في ستين داهية!!..
رد أبا مرشد وهو يجلس بقوة ويشعل سيجارته ذات العلامة الكوبية الراقية: فكرت
فيها قبلك .. بس لو مب عند حارب بيكون عند منو عيل!!!..
حك مرزوق ذقنه: ليش ما فكرت ب خاله عبيد الحر!!..
مب هو كان مخاوي ابوه وسعيد بن خويدم من سنين !!...
زفر أبا مرشد دخان السيجارة بحركة شيطانية وقال: لا لأن عبيد من الأساس ما
كان يعرف شي عن شغل سعيد وبوحارب .. ومع هذا طرشت الرياييل ينبشون بيته
شبر شبر يوم سافر هو وهله قبل شهرين أوروبا..
وماحصلوا شي..
قال مرزوق بابتسامة جانبية ساخرة: ونبشت بعد مكتب بوحارب وما حصلت شي
..!!
وأردف مولعا سيجارته هو الآخر: صدقني حارب ما عنده اللي ندور عليه
صمت الآخر وهو يكمل نفث دخان سيجارته بهدوء خبيث يبعث القشعريرة في
الأجواء الكئيبة..
.
.
.
.
.
.
.
اسبانيا
توليدو )طليطلة(
كانت واقفة على الأرض الخصبة وتشاهد خلقة الخالق فيما خلق
نهر جارف صافي كصفاء سماء يوم ربيعي مُبهر!!..
وكأن النهر نفسه لم يمر بأزمنة غابرة وشهد معارك سحيقة على مر العصور..
فليس لنهر في العالم أجمع هذا الامتزاج العجيب من خرافات الإغريق .. وحصون
الرومان .. وبيوت الله المقدسة التي بينها كنائس وكاتدرائيات ذوات جمال فني بديع
ونقوش اسلامية باهرة!!!..
تنفست النسيم المنعش الآتي من النهر بنشوة/سعادة وهي تسبح الرحمن الرحيم..
إلتفتت فيما بعد لصديقتها الجالسة جلسة القرفصاء بقربها .. وترمي الحجارة
الصغيرة بذهن شارد ..
قطبت ناعمة حاجبيها وبنعومة: رواضي حبيبي بلاج ؟!
مصدعة ؟! بعده راسج يعورج ؟!
جفلت روضة بخوف: بسم الله الرحمن الرحيم
روعتييييني نعوووم..
ناعمة بنصف عين: طاعو اونه روعتيني
اسألج انا بعدج تعبانة ولا .؟؟
رد روضة وهي تتنهد بعمق وترجع تنظر الى النهر: لا الحمدلله خف الصداع
والزجام
ناعمة: الحمدلله
وأردفت بنظرة خبيثة: عيل الحلو سرحان في منووو ..؟!!
لا اراديا .. غزا الاحمرار وجنتا روضة .. وهمست بارتباك: آ آ آ لا لا
مب سرحانة..
ناعمة بابتسامة أخبث: علينا يا روضوووه .. قولي قولي شبلاج!!..
أصلا من يينا توليدو وانتي حالج متغير وكله تسرحين..
جلست كجلسة صديقتها وتابعت بإصرار: شبلاج خبريني يلا..
تلعثمت روضة بخجل/ارتباك اشد: اممممم مافي شي نعوم هو بس يعني..
ماعرف .. هو يعني شسمه اممممممم يمكن هذا .. ماعرف ماعرف..
ناعمة بضحكة: هههههههههههههه بلاه لسانج علق..
ارمسي حبيبتي عادي .. انا ما اعضضضض
مازالت روضة تتلون بكل ألوان الطيف من أثر الإحراج/التوتر: اوهوووو نعوم
ماشي ماشي..
ما في ه شي أصلاااا
هتفت ناعمة بابتسامة هادئة وبأسلوب ممتاز بالإقناع: خلاص بسكت وما برمس ..
لانيه اعرف ان الكلام ما يطلع من ثمج بسهولة..
بعد صمت دام دقيقتان

بات من يهواه من فرط الجوى خفق الاحشاء موهون القوىWhere stories live. Discover now