31

780 8 0
                                    


متى يشتفي منك الفؤاد المعذب
وسهم المنايا من وصالك اقرب
فبعد ووجد واشتياق ورجفة
فلا انت تدنيني ولا انا أقرب
كعصفورة في كف طفل يشدها
تذوق حياض الموت والطفل يلعب
فلا الطفل ذو عقل يرق لما بها
ولا الطير ذو ريش يطير فيذهب
ولي ألف وجه عرفت طريقه
ولكن دون قلب الى اين أذهب
فلو ان لي قلبان لعشت بواحد
وأفردت قلباً في هواك يعذب
لكنَّ لي قلباً تّملكَهُ الهَوى
لا العَيشُ يحلو لَهُ ولا الموت يقرب


لـ قيس بن الملوح


اغلق الهاتف وهو يتحرك باتجاه غرفة النوم ..

دلف الى الداخل ماشطاً بعيناه المكان الخالي من "انثاه" ..

عرف انها في الحمام من صوت خرير المياه ..

قرر ان يصلي وتره ويقرأ ورده قبل ان يأخذ حماماً ساخناً هو الآخر ..

مرت الدقائق حتى انتهى من صلاته وغرق في روحانية كلمات الله عز وجل ..

سمع وهو في وسط قراءته صوت فتح باب الحمام .. لم يرفع رأسه وانما فضّل ان لا يتشتت برؤية تلك الفاتنة واكمال ما يفعله ...

مرة أخرى.. سمع فتح باب الغرفة وخطوات "تلك" الناعمة تخطو للخارج ..

انتهى من ورده قبل ان يقف ويضع المصحف على الطاولة ..

ما هي الا ثواني حتى استدار بحدة/قلق ما ان سمع صراخ حاد قوي آتياً من خارج الغرفة ..

انه صوتها .. صوت لؤلؤته ..!!!

هرع الى الخارج وخوفه على محبوبته وصل حده الاقصى ..... والاشد ..

اقترب من مصدر الصراخ الذي تحول الى شهقات باكية مرتجفة تقطع نياط القلب ..

وصل وصدره يعلو ويهبط من اثر الانفعال/التوتر صائحاً بحدة صارمة:
لووووولووووووووووه

لم يسمع رداً غير الشهقات الخافتة ازداد توتره وهو يقترب من الصالة التي تحوي احدى جدرانها على أبواب زجاجية خاصة لشرفة خارجية تطل مباشرةً على غابات كولورادو المفعمة بالجمال

: لولووووه شو فيييج ..؟!

اتسعت عيناه وهو يراها بـ بيجامتها الطفولية القصيرة وشعرها الرطب المبعثر تضرب الحائط بوسادات الارائك الصغيرة ..

ما إن سمعت صوت سلطان حتى امسكت بآخر وسادة صغيرة ورمتها وهي تبكي بجزع حقيقي ثم ركضت نحوه بتعثر جزع لأقصى حد ..

اختبأت خلفه وهي تأشر بصياح مرتجف من بين دموعها المتساقطة: سـ سـ سلطاااااااااااان إلحق علييييه في وحش هنييييه ...

عقد حاجبيه بحيرة/اضطراب أيضحك على ما يجري ام يرثي حال هذه التي ترتجف خلف ظهره غير مدركة لكمية المعاناة التي يعيشها وهو يشعر بقربها المغري ولمساتها الخرافية عليه ..!!

ابتعد قليلاً وهو يضع يده على ظهرها مهدئاً اياها برقة: وحش ..!!! شو وحش .. ماشوف شي انا ..!!

امسكت بثيابه من الامام من ناحية بطنه وهي تتعلثم من فرط خوفها: هـ هـ هب وحش الا وحوووووووش ..

امسك نفسه بقوة كي لا يضحك امام وجهها الباكي قال وهو يقترب من المكان الذي رمت عليه الوسادات لكنها امسكته من ظهره وهي تصرخ: لاااااااا لا ترووووووح بياكلووووونك لا تروووووووح ..

رفع كلتا حاجبيه بذهول: شو ياكلوني الله يهدااااااج شايفتني خارووووف ..

شما بصوت راجي باكي ومازالت ممسكةً بظهره: اقولك لا ترووووح بياكلووووونك قسم بالله ..

سلطان: ههههههههههههههههههههههههههههههه لا تحلفييييين شو بياكلووووني هديني انتي خليني اشوف منو هاييل اللي بياكلوني ..

تركته شما بقهر وهي تسب حالها الذي يخونها دوماُ ويضعها في مواقف محرجة وبغيضة مع هذا "الساخر المغرور" ..

اقترب سلطان من الزاوية التي بين الباب الزجاجي المطل على الخارج وبين الارائك ..

وسرعان ما التمعت عيناه بفكاهة شديدة وهو يعطي شما نظرة سريعة ساخرة..

وبرشاقة .. دنا بجسده نحو الأسفل .. وحمل بين يديه حيوان صغير حديث الولادة ..

رفعه ببسمة رجولية ساخرة وهو يقول: هذا وحش بالله عليج ..!!!

ركضت شما لآخر زاوية في الصالة وهي تصرخ بحدة منفعلة: سلطاااااان شله من هنييييييه حرام عليييييك ياربيييه انا شو يايبني هالبلااااااااااد ..

ضحك سلطان بنشوة عارمة وهو يمسد بأصابعه السمراء فرو الارنب الحديث الولادة ثم قال محاولاً تخفيف الجزع في قلب شما: ما يزيغ طاعيه أليف وحلوووو هذا اسمه البيكا ارنب صخري يعيش في الايبال هنيه ..

ضربت شما رجلها الأرض بغضب: يا هلا ويا مرحباااا تشرفنااا .. يوم انه يعيش في الايبال شو يايبنه صوووووبنا ..!!!!

وضع سلطان الارنب الصغير بجانب والدته ضاحكاً بخفوت: ههههههه حليلها الام الظاهر انخشت عندنا يوم ربت ..

رفعت شما رأسها وجسدها بأطراف أصابع قدمها ورمقت الام واطفالها الصغار بطرف عيناها ثم انكمشت مرة اخرى بقرف وهي تهتف:
وع استغفر الله العظيييييم شلهااا سلطااان دخيلك والله ماقهررر ..
(ماقهر = لا اتحمل)

اقترب سلطان منها وهو يعطيها نظرة سوداء تلمع جاذبية ثم قال: مسكينه خليها شو تبيبها بخلي باب البلكونة طلق وهي بتشل اعيالها وتظهر روحهااا ..
(طلق = مفتوح)

صاحت بجزع واشمئزاز: سلطان لا لا .. لا تقرب ..

توقف وهو يرفع كلتا حاجبيه باستغراب: شو فيج بعد ..!!

التصقت بالجدار وهي تغضن وجهها باشمئزاز: بعيد بعيد لو سمحت انت توك زخيت هالوحش لا تقرب منيه اجززززز
(اجز = اتقزز)

لعق بخبث شفته السفلى وهو يقترب ويقول بعناد باسم: وان قربت ..!!!!

صاحت بخفوت متقطع وهو تدفن وجهها بالحائط: سـ سلطااااااااااااااان والله اجزززززز لا تقررررب دخيييييييييلك

اقترب حتى محى المسافة/الهواء/المجال بينهما هامساً بنبرة اجشة تنضح مكراً:
عاد انتي خذتي ريال عوقه الـ لاا والممنوع ..

ما ان سمعت همسه حتى تحولت رجفة القرف في جسدها الى رجفة من نوع آخر حاولت ان تسيطر على اضطرابها من همسه بأن قالت بحدة وهي تواجهه بوجهها: قول الا ماخذه ريال يعشق العناد ويكره يشوفني مرتااااااحة ..

همس بذات نبرته الاجشة غير مدركاً انه ينطق ما يخبأه بقلبه:
انتي اول من قدرت تظهر ويه سلطان الثاني وانتي اول من تجرأت وقالت في ويهي لا تغريني الـ لا مالتج تخليني ماروم اتحكم بـ فعايلي ..

وصلت درجة خفقات قلبها للأقصى تماماً انكمشت حتى تتمكن من التقاط انفاساً "غير انفاسه" فأنفاسه تصيبها بالدوار تجعلها غير مسؤولة عن اي فعل سيخرج بسبب جزيئاته الرجولية ذو الرائحة العودية العبقة "المُسكرة" ..

اخذت شهيقاً قوياً وهمست وهي تنظر لكل شيء عداه همست معتقدةً ان سلطان يستنكر تصرفاتها اتجاهه ويستهزأ لا اكثر:
ما سويتبك شي انت اللي دوم تحب تفرض رايك وتصرفاتك عليه من اول يوم امبينا وانا حاسه ان كل شي تسويه عناد اليه وبس
ابتسم بـ وجع ماكن لم تفقه معناه المبطن ثم قال ممسكاً ذقنها بخفة ويرفع وجهها إليه: انزين طالعيني وانتي ترمسين نضيتي قلبيه يا بنت خويدم ..
(نضيتي = نضجتي، اي اتعبتي القلب)

رفعت وجهها رغم عنها الا انها لم تتمكن من وضع عيناها امام عيناه ..

هتف بحزم خبيث وقد كتم ابتسامته في قرارة نفسه: يا لولوه طالعيني ..

احتدت نظرة عيناها وهي ترفعهما بحدة بفم مزموم من فرط قهرها .. قالت وقد خرج غيظها عن السيطرة:
قلتلك اسميه شما .. شمممااااا ...
اسميه شما خويدم بن زايد بن سعيد الـ ...

اتسعت ابتسامته وهو يتأمل الغضب في عيناها مما زاد من نشوته .. وتوقه الجائع ...

قال باستفزاز واضح:
ليش بلاه "لولوه" .. اشوفه يلوق عليج اكثر عن اي اسم ثاني ..

ردت شما وانفعالها بدأ باشتداد/بالهيجان: ما قلتلك تعشق العناد وتكره تشوفني مرتاااااحة ..
اصلا انت لو ما ظهرتني عن طوري ما ترتاااااح ..
(طوري = سيطرتي)

بات من يهواه من فرط الجوى خفق الاحشاء موهون القوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن